لاحقًا لانتقال ملكية أوبل إلى مجموعة PSA العام الماضي، كان من المُتوقّع أن تُقدّم أوبل لغة تصميم جديدة تستغني فيها عن العناصر المُشتركة مع علامات جنرال موتورز وتُحاكي ميول الزبائن في أوروبا.
تأتي أهمية الصورة الجديدة التي أعدّتها أوبل لنفسها من توجّهات كارلوس تافاريس Carlos Tavares رئيس مجموعة PSA بأن تصبح أوبل صانعة متخصصة بالسيارات الكهربائية بالكامل. أي أننا لا نتحدث هُنا عن تصميم فقط، وانما مجموعة من الرسائل الضمنية التي تُقدّمها أوبل في قالب سيارة اختبارية، تأمل من خلاله الحصول على ردود فعل ايجابية للمضي قُدمًا لتطوير سيارات كهربائية.
كلمة السر: الكهرباء
بالرغم من كون مجموعة PSA ثاني أكبر مصّنع للسيارات في أوروبا، مع علامات بيجو وستروين وDS وأوبل وفولكسهول، إلا أن أنها تفتقر حتى الآن لطرازات كهربائية تتماشى مع توّجهات الحكومات وتبدأ معها الطريق نحو مركبات صفرية الانبعاثات. وإن كانت PSA توفّر طراز سيتروين C-Zero الكهربائي ومعه بيجو iOn، فالتقنية والمُكونات مستمدة بالكامل من طراز ميتسوبيشي i-MiEV. أما طراز سيتروين بيرلينغو الكهربائي فهو ليس بسيارة مُعدّة لنقل الركاب، ومُكونات نظام الدفع فيه وفرتها شركة فينتوري أوتوموبيلز الفرنسية المتخصصة بتصميم وصنع السيارات الكهربائية.
تحتاج مجموعة PSA إذًا للحاق بالركب سريعًا، ونعتقد أن أوبل ستكون رأس حربتها، فتشكيلة العلامة الألمانية تضم طراز أمبيرا اي Ampera-e المعروف، وهو بالمناسبة مشترك مع شيفروليه بولت، وبالتالي فلها موطئ قدم في سوق السيارات الكهربائية.
اختبارية أوبل الجديدة
تُقدم أوبل اختباريتها الجديدة GT X Experimental بصيغة ذكية. فبالإضافة لكونها كهربائية، تأتي السيارة بقالب المركبات المُدمجة Crossover، والتي تلاقي رواجًا كبيرًا في أغلب دول العالم، كما أنها تتقاطع في خطوطها مع الاختبارية GT Concept التي رأيناها في معرض جنيف للسيارات 2016، وفي ذلك إرضاء لأعين العامّة غير المهتمين بتفاصيل انتقال مُلكية أوبل وإنما برؤية تطور مستساغ ومُبرر لطرازاتها.
أتت الاختبارية المُدمجة بعدد كبير من التفاصيل المُستخدمة في الاختبارية الرياضية ذات المقعدين GT Concept، أكثرها وضوحًا هو استخدام ثلاثة ألوان للهيكل، مع طلاء غامق للجزء العلوي وآخر فاتح للجزء السفلي يفصلهما شريط بلون فاقع يمتد بطول السيارة. كذلك، فتمتد حافة الباب الأمامي إلى حافة قوس العجلة الأمامية. وبما أننا نجد هنا أبوابًا خلفية، فهي تمتد أيضًا لتحيط بأقواس العجلات الخلفية. أما الشبابيك الثابتة التي ميّزت GT Concept فقد تم استبدالها بشبابيك تقليدية في الاختبارية الجديدة.
قللت أوبل مع الاختبارية GT X Experimental التفاصيل الخارجية غير الضرورية لأقل حد ممكن، فاستعاضت عن المرآتين الخارجتين بكاميرتين تخرجان من النهاية الأمامية للشريط الأصفر. أما العجلات فأتت بكثير من التفاصيل، مع شريط أصفر متقطع يمتد حتى الإطارات لتبدو أكبر بكثير من قياسها الفعلي البالغ 17 إنشًا. يُضاف إلى ذلك وجود شاشة مثبتتة في منتصف كل عجلة تُضيء بعلامة أوبل وتبقيها مستوية بغض النظر عن دوران العجلة.
وبالنسبة للمقدمة، تتوسط شارة أوبل المصابيح وتختفي فتحة التهوية غير الضرورية والقضيب العرضي المستخدم حاليًا، ويُمكن -حسب أوبل- تخيّل تفاصيل تصميم مقدمة السيارة -التي تُشارك بها الكاميرا الأمامية والمجسات- كالفتحة الموجودة في خوذة دراجة نارية. ولهذا تم تسمية هذه المُقدمة بـ Vizor أي القناع.
ثم تتقاطع خطوط المُقدمة بما يُحاكي البوصلة، ووفقًا لـ بيير أوليفر غارسيا مُساعد كبير المُصممين في أوبل، سيساعد هذا على تقوية روح التصميم وجعله معروفًا ومميزًا، وسيضفي -حسب غارسيا- إحساسًا بكونه ألماني تمامًا، فهو مرتب ومنطقي وهادئ في آن معًا.
تستمر روح “القناع والبوصلة” حسب غارسيا داخل المقصورة، فهما يظهران في المقود -يحتوي أيضًا شارة أوبل تبقى في وضع أفقي على الدوام- ونرى امتداداتهما عبر الشاشة العريضة التي تربط منطقة العدادات التقليدية بالشاشة الوسطى. وكذلك الكونسول الوسطي الممتد بطول المقصورة.
لن نحاول توضّيح تفاصيل “القناع والبوصلة” أكثر، فالمهم النتيجة، ونرى في اختبارية أوبل صيغة مقبولة ومُغرية إلى حد بعيد، خصوصًا مع حجمها الصغير، وروحها الشّابة وتقنيتها “النظيفة”. وفي النهاية تُظهر اختبارية أوبل ما ستكون عليه مركبات العلامة منتصف العقد القادم.. جميل!






اقرأ أيضًا: