ما الذي قتل ساب SAAB؟

مقالات – قصي حازم

طالما قدمت شركة ساب SAAB سيارات اتسمت بجودة البناء وسلامة الأداء ، وأدى ذلك لإيجاد زبائن مخلصين للشركة السويدية، غالباً ما أقتنوا سياراتهم لفترة طويلة، وإذا استبدلوها فغالباً يكون الأمر بسيارة ساب جديدة.

وكما يمكنكم التصور فبناء السمعة الطيبة أمر ليس بالسهل، ويحتاج العمل الدؤوب لإنتاج طرازات ممتازة، وهذا بالضبط ما عملت ساب عليه، بل أنني أذكر أنه عندما قامت شركة جنرال موتورز المالكة لـ ساب سابقاً بتقديم سيارة أوبل فكترا للشركة السويدية طارحة فكرة تعديل الشكل قليلاً وتبديل العلامة التجارية لتسويق السيارة في معارض ساب، قام مهندسو الأخيرة بالعمل طويلاً لتحسين الهيكل والمحرك وجهاز التعليق والمقصورة وغيرها للخروج بسيارة ساب 3-9، وكانت أن أنتجت سيارة أفضل من أوبل فكترا على جميع الأصعدة وبمرات عديدة.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي بذلت فيها ساب جهدًا لم يكرس بعضه صانعون آخرون، ففي العام 1978 كانت ساب اتفقت مع فيات لإنتاج سيارة لانسيا دلتا وتبديل الشعار ليحمل إشارة ساب، وبالرغم من أن مهندسي لانسيا كانوا فرحين بما صنعوا إلى أنهم تفاجئوا بتعديل ساب لكل شيء تقريباً في السيارة لإنتاج ساب 600.

وهذا ما كان عليه الحال أيضًا عند تطوير ساب 9000 التي وضعت كل من شقيقاتها لانسيا ثيما وألفاروميو 164 وفيات كورما في موقف محرج، حيث بنيت السيارات الأربعة على قاعدة واحدة، إلا أن ساب عملت أكثر من الصانعين الآخرين وقدمت سيارة ممتازة تفوقت على الأخريات بامتياز.

إذاً فسيارات ساب ممتازة ولم تتوان الشركة عن بذل الممكن لإبقاء سمعتها طيبة، فماذا الذي أدى لتدهور المبيعات وإفلاس الشركة ثم موتها؟

نرى أن هناك عدة أسباب أدت تدريجياً لموت الشركة، أبرزها كان عدم تفاهم ساب مع جنرال موتورز الأم حول هوية الشركة الأولى، فـ ساب رأت في نفسها صانعًا متميزًا يود الوصول للنخبوية، وكانت تقارن نفسها بأودي، إلا أن جنرال موتورز تعاملت مع السويدية كفرع يبيع السيارات في أوروبا بغض النظر عن تقديمه لما هو متطور أو جديد بالضرورة، بل كانت ستكتفي بوضع إشارة ساب على أية سيارة تصنعها المجموعة مثل شيفروليه أو كاديلاك لتبيعها في أوروبا، وجزء من مرد هذا التعامل كان للصعوبات المالية التي أدت تقريبًا لإفلاس جنرال موتورز نفسها في العام 2011 أي مباشرة قبل بيع ساب.

السبب الثاني هو معاناة جنرال موتورز المادية والتي كان لها حلول قليلة، فإما أن تخسر نفسها بالكامل، أو تحاول النجاة ببيع ساب وتحسين وضعها، وكان الخيار الأخير هو الأجدى، خاصة أن مبيعات السويدية خلال الأزمة المالية العالمية انخفض من 125 ألف وحدة سنوياً إلى 20 ألف وحدة فقط.

وهكذا بيعت ساب لشركة سبايكر Spyker الهولندية بداية العام 2010، وكانت آمال الأخيرة معلقة على طراز 5-9 الذي تم طرحه آنذاك، ولكن الأزمة مجدداً ترجمت إلى مبيعات قليلة واستنفذت سبايكر مواردها خلال أشهر قليلة وأعلنت الإفلاس.

ومن جديد ظهر عدة زبائن لشراء الشركة السويدية، منهم شركتي السيارات الصينية Hawtai و Youngman، بالإضافة إلى Pang da وبنك صيني و حتى الثري الروسي فلاديمير أنتونوف. ولكن لم يتم ابرام أي صفقات بيع، ذلك أن جنرال موتورز رفضت منح حق استخدام التقنيات الموجودة في ساب (وفي سيارات جنرال موتورز معها) في السوق الصينية، خاصة أن الأخيرة هي ثاني أكبر سوق لجنرال موتورز، ومنح حق استخدام التقنيات سيعنى فقدان جنرال موتورز لحصة كبيرة من السوق، وكان هذا السبب الثالث في موت ساب.

في النهاية اشترت شركة السيارات الكهربائية السويد NEVS شركة ساب، وكان أن بدأ العمل بمعاودة إنتاج ساب 3-9 مع خطط لتزويدها لاحقاً بمحرك كهربائي فقط، إلا أن ترخيص انتاج السيارات في الشركة الجديدة انتهى صيف 2014، ومنذ ذلك الوقت لم ترى ساب النور.

لمحة تاريخية سريعة عن شركة ساب

• تم إنشاء الشركة في العام 1937 لإنتاج طائرات للقوات الجوية السويدية
• تقرر التحول لإنتاج السيارات في العام 1945
• أول سيارة صنعتها الشركة هي ساب 92 في العام 1949
• في العام 1968 اتحدت ساب مع سكانيا Scania-Vabis
• في العام 1989 اشترت جنرال موتورز 50% من أسهم ساب مقابل 600 مليون دولار أمريكي
• واشترت الـ 50% المتبقية في العام 2000 مقابل 125 مليون دولار، أما سكانيا فقد اشترتها شركة فولكس واجن الألمانية
• باعت جنرال موتورز شركة ساب في العام 2010 وذلك لصانع السيارات الرياضية الهولندية سبايكر Spyker
• حاولت سبايكر بيع ساب لشركة صينية إلا أن جنرال موتورز لم توافق على نقل حقوق التقنية والإنتاج للشركة الجديدة
• أعلنت سبايكر إفلاسها في 19 ديسمبر كانون الاول 2011
• عادت ساب للإنتاج في 19 سبتمبر 2012 بعد أن اشترتها شركة السيارات الكهربائية السويد NEVS
• إنتهى ترخيص إنتاج السيارات في شركة NEVS في صيف 2014 ولم يتم إنتاج ساب بعد ذلك

Saab 92 1950