باتَتَ أيام فولكس واجن “باسات” معدودة، حيث سينتهي إنتاج فئات السيدان منه مع انتهاء دورة عُمر الجيل الحالي في السوقين الأمريكي والأوروبي، في حين سيكون الجيل المُقبل نُسخةً ممدودة الصندوق، أو طراز السيدان النسيب “سوبيرب” من سكودا، أما البديل الرئيسي سيكون سيارةً كهربائيةً.
يبدو بأن شركة فولكس واجن الألمانية لإنتاج السيارات ستضع حدًّا لإنتاج طرازٍ أيقوني في تشكيلتها، فئة الصالون من “باسات Passat” الذي يُعتبر أحد أفضل الطرازات مبيعًا في تشكيلتها، إذ استمر الاسم بالتواجد لنحو نصف قرن. وسينطبق هذا القرار على السوقين الأوروبي والأمريكي، فقد أعلَنَت أن مصنعها الأمريكي في تشاتانوغا Chattanooga بولاية تينيسِّي Tennessee، سيُخفِّض مُعدَّل إنتاج النُسخة الأمريكية من “باسات” اعتبارًا من 2022، لإتاحة المجال للبدء بإنتاج الطراز الكهربائي “4.ID“، علمًا بأن المصنع الأمريكي يُنتجُ أيضاً الطرازان المُدمَجَان “أطلس Atlas/ تيرامونت Teramont” و “أطلس كروس سبورت Atlas Cross Sport” من الحجم المُتوسِّط.

سيتوقَّف إنتاج “باسات” الأمريكية تمامًا في العام التالي، 2023، ليُفسح المجال لإنتاج السيارة الكهربائية بالطاقة القُصوى، المُصنَّفة في فئة المركبات الكهربائية العاملة بمُدَّخرات طاقة BEV قابلة للشحن، علمًا بأن الشركة الألمانية استثمرت ما يُقارب 800 مليون دولار أمريكي في توسعةِ المصنع الأمريكي والتحضير لإنتاج “آي دي 4”. جديرٌ بالذكر أن الدفعات الأولى من هذا الطراز ستُستورد من مصنع الشركة في تسفيكاو Zwickau بألمانيا.
أوروبيًا، ليس الوضعُ بأفضل حالًا، إذ سيتوقَّفُ إنتاج فئة السيدان من “باسات” مع انتهاء دورة إنتاجِه الحالية في 2022 – 2023، ومع إن الشركة تُواصل تطوير الجيل التاسع منه، الذي سيُنتَج اعتبارًا من العام 2023، إلا إنه سيتوافر بالفئة ممدودة الصندوق العملانية Variant فقط، الأكثر رواجًا في أسواق أوروبا الغربية، في حين سيحلُّ طراز السيدان النسيب الراقي “سوبيرب Superb” من سكودا بديلًا عن فئة السيدان في أسواق أوروبا الشرقية، إلى جانِب ذلك، ستُواصل الشركة إنتاج فئة السيدان وبيعها في السوق الصيني.

سينتقل إنتاج “باسّات فاريانت” إلى مصنع المجموعة الجديد في براتيسلافا Bratislava السلوفاكية، حيث استثمرت مليار يورو (1.2 مليار دولار أمريكي)، وسيُنتج إلى جانب الطراز النسيب سكودا “سوبيرب Superb”، حيث سيُصنَعان على ذات قاعدة العجلات النموذجية “أم كيو بي MQB”، ويتقاسمان الكثير من المُكوّنات التحتية بينهما.
يبدو بأن مجموعة فولكس واجن تُريد التقليل من مخاطر التداخل في المبيعات مع طراز “سوبيرب” الذي سيحلُّ بديلًا عن فولكس واجن “باسّات” السيدان، علمًا بأن نُسخة سكودا أكبر وأكثر عملانيةً وتجهيزًا وأرخص.
على الهامش، سيسقط ضحايا آخرون نتيجةً لهذا التغيير الجذري؛ إذ سيتوقَّف طراز السيدان رياضي الطابع والشكل “أرتيون Arteon” بفئتيه الغطاء الطويل “ليفتباك Liftback” والعملاني “شوتينغ بريك Shooting Brake”.

ماذا عن الأسواق العربية
في واقع الحال لا تتعامل فولكس واجن – ولا غيرها من شركات السيارات – مع الأسواق العربية على إنها سوق واحدة من المُحيط للخليج، بل تستورد السيارات وفقًا للتفضيلات السائدة في كل منطقة على حِدَى، والتي تدخل فيها عوامل هامة لتحديدها مثل نوعيات السيارات ومنشأها ومعدّلات الدخل والتنافُس مع العلامات الأخرى وأسعار الوقود والرسوم الجُمركية والمُناخ وغيرها. وحاليًا تُسوِّق الشركة طراز “باسات” بنُسختيه الأوروبي أو الأمريكي بحسب التفضيلات في كل سوق.
لذا قد تعتمد الشركة على هذه الحُلول أو بعضها:
- وقف بيع “باسّات” وتوفير نظير له من الفئات المُدمجة، مثل “تيغوان Tiguan”، حيث أنها الأكثر شعبيةً ورواجًا الآن؛
- استيراد طراز “سوبيرب” بديلًا عن فئة السيدان وتسويقها باسم سكودا أو فولكس واجن؛
- استيراده من مصانِعها الصينية كما فعلت فورد مع الجيل الأخير من السيدان كبرة الحجم “تاوروس Taurus” القادمة من الصين.
الحل النهائي
لن يترك “باسات” مكانه فارغًا لأحد حيث سيُسلِّم الشعلة للأجيال المُقبلة من سيارات فولكس واجن الكهربائية، ففي أمريكا سيُنتَج طراز “آي دي 4”، إذ سيُباع أولًا بنُسخة قياسية – لكي لا نقول رخيصة – تعمل بمُحرِّك وحيد، وبدفعٍ خلفي، في حين ستقدِّم نُسخة رياضية الطابع عالية الأداء باسم “جي تي أكس GTX”، ذات مُحرِّك مُزدوج وبنظام دفع على جميع العجلات في 2023.
سيكون الأخير عبارة عن نُسخة الإنتاج التجاري من الطراز الاختباري “آي دي. كروز كوبيه ID. Crozz Coupe”، الذي سيبدأ إنتاجُهُ قريبًا في ألمانيا للأسواق الأوروبية، وفي الصين للسوق الصيني.
كما ستُنتِجُ فولكس واجن مركبة كهربائيةً عملانيةً باسم “آيرو Aero” في مصنع إيمدِن Emden اعتبارًا من 2023، حيث تعمل الشركة على إعادة تجهيز المصنع لصنعِ المركبات الكهربائية حصريًا، ومن المُتوقع أن يُستوحى تصميم هذا الطراز من النموذج الاختباري “آي دي سبايس فيزُّون ID Space Vizzon” الذي عرضَتهُ في معرض لوس أنجلس للسيارات 2019، ويتمتََّع بتصميم انسيابي رغم كونه ممدود الصندوق.
يستفيد هذا الطراز من مدخرة طاقة سعتها 82 كيلوواط – ساعي، تكفي لمدة سير 560 كيلومتر وفق دورة القيادة العالمية المُوَّحدَّة للمركبات الخفيفة WTLP، أو لـ 483 كيلومتر وفق وكالة حماية البيئة الأمريكية EPA، في دورة الشحن الواحدة، وفي كلا الحالتين الأرقام مُشجِّعة. ومن مُحرِّك كهربائي واحد على المحور الخلفي قوته 275 حصان، ومن المُمكن اختيار فئة أفضل أداءً وتجهيزًا مع نظام الدفع على جميع العجلات “فور موشِن 4Motion”، وهنا ترتفع القوة الإجمالية للسيارة إلى 355 حصان.
ستُصنَع السيارة الكهربائية الجديدة للأسواق العالمية على قاعدة عجلات نموذجية جديدة للسيارات الكهربائية “أم إي بي MEB”، التي تستخدم مُدَّخرات طاقة من شوارد الليثيوم.
اقرأ أيضًا: