لا نرى انتشارًا كبيرًا للسيارات الكهربائية في منطقتنا حتى الآن، عدا الأردن التي سارع أبناؤها لاقتناء السيارات الهجينة والكهربائية بالكامل إثر قرار خفض التعرفة الجمركية على هذه السيارات، وفلسطين التي كانت سبّاقة في تحفيز العامة واستخدمت أساطيل حافلات كهربائية من صُنع BYD. هُناك أيضًا تواجد مقبول للسيارات “المكهربة” في سلطنة عُمان والإمارات والسعودية.
من جهتنا، نستبق دخول السيارات الكهربائية “بشكل حقيقي” إلى أسواق المنطقة باستعراض تقنياتها وتثقيف الناس بمكوناتها والاختلافات بينها. وفي حين لا يتبادر للبعض عند الحديث عن السيارات الكهربائية سوى تسلا ونيسان ليف، هناك عدد هائل من السيارات المنتظرة والواعدة، منها فولكس واجن ID.3 الهاتشباك التي تُعول الشركة عليها بركوب موجة السيارات الكهربائية، وتحاول معها تسجيل اسم رنّان في تاريخ صناعة السيارات الكهربائية، وتُكرر نجاحها الأسطوري مع طرازي “الخُنفُساء Beetle” و“جولف Golf”.
ولكن هل تستحق فولكس واجن ID.3 حقًا الانتظار؟ واختيارها بدلًا عن نيسان ليف مثلًا؟ بالنسبة لنا، تروق لنا مواصفات ID.3 أكثر من ليف (المواصفات أدناه)، ولكن إن عاد الأمر لنا سننتظر حتى وصول سيات إلبورن الأجمل تصميمًا.
فتحت فولكس واجن باب الحجوزات على سيارتها ID.3 الكهربائية بالكامل في مايو الماضي، وقد كشفت خلال معرض فرانكفورت للسيارات عن النُسخة الأولى -المعروضة في الفيديو أعلاه- وبسعر 40 ألف يورو.
سينحصر إنتاج النُسخة الأولى هذه بـ 30,000 نُسخة، تأتي مُجهّزة بمدخرات طاقة قادرة على دفع السيارة لمسافة 420 كلم. وستتوفر هذه النُسخة بواحد من أربعة ألوان للطلاء الخارجي وثلاث فئات للتجهيز تتضمن التحكم الصوتي بالنظام المعلوماتي الترفيهي وفتحة سقف بانورامية وعجلات بقياس 20 إنشًا وتقنية عرض المعلومات على الزجاج الأمامي HUD وغيرها. أما بالنسبة للتسليم فسيتم منتصف العام القادم، وسيحصل العملاء على شحن مجاني لمدة سنة كاملة أو 2000 كيوواط أيهما أسبق.
فولكس واجن ID.3 نظام الدفع
ستتوفر فولكس واجن ID.3 بثلاثة خيارات للبطاريات؛ الأول بجهد 45 كيلوواط ساعي يوفر مدى تشغيليًا يصل إلى 330 كلم، والثاني بجهد 58 كيلوواط ساعي يستطيع دفع السيارة لمسافة 420 كلم، أما الخيار الثالث فهو الأقدر مع 77 كيلوواط ساعي ومدى يصل إلى 550 كلم.
أما بالنسبة للقدرة، فتبلغ 147 حصانًا بالنسبة للخيار الأول، و201 حصانًا للنُسختين الأخريين، فيما يبقى العزم ثابتًا لجميع النُسخ عند 310 نيوتن متر والدفع بالعجلتين الخلفيتين.
للمُقارنة، تتوفر نيسان ليف بفئتين؛ الأولى ليف إي+ بقدرة 214 حصان (160 كيلوواط) وعزم الدوران 340 نيوتن متر تستطيع قطع مسافة 458 كلم على الشحنة الواحدة (وفقاً لاختبار دورة القيادة اليابانية WLTC)، والنسخة الثانية بقدرة 147 حصاناً وعزم 320 نيوتن متر تقطع 322 كلم على الشحنة الواحدة.
يُماثل حجم ID.3 تقريبًا الجيل الحالي من طراز غولف، إلا أنه يوفر قاعدة أطول بحوالي 145 ملم (2,765 ملم) بما يُساعد على توفير مقصورة أكبر وحيّز تحميل يصل إلى 380 لتر. وبالحديث عن المقصورة فهي ذات طابع حديث وأنيق، تتوسطها شاشة بقياس 10 إنشات وتوفر ألواح لمسية للتحكم -بما في ذلك الأزرار على المقود- فيما تبقى أزرار التحكم بالزجاج وزر تشغيل الغماز الرباعي تقليدية. ويُشار إلى إمكانية التحكم بوظائف النظام المعلوماتي الترفيهي صوتيًا بدءًا بعبارة Hello ID.
تقول فولكس واجن أنه يُمكن شحن النُسخة الأساسية ببطارية 45 كيلوواط ساعي من خلال قابس 50 كيلوواط بشكل قياسي، وتتوفر خاصية الشحن من خلال قابس 100 كليوواط كإضافة. أما في نُسخة 58 كيلوواط ساعي فيمكن استخدام شاحن 100 كيلوواط بشكل قياسي، وبما يُتيح الشحن لقطع مسافة 250 كيلومتر خلال 30 دقيقة. وتتفرد النُسخة الأعلى باستخدامها شاحن 125 كيلوواط.
فيما يتعلق بإنتاج طراز “3.ID”الهاتشباك الكهربائية، فقد بدأ في مرحلته المبدئية في مصنع تسفيكاو Zwickau، وستُصنع مُكونات طراز ID.3 في مصانع “مُكونات مجموعة فولكس واجن Volkswagen Group Components”، حسب التالي:
مصنع كاسِّل Kassel: يُنتج نظام المُحرِّك الكهربائي، من أجزاء يُنتجها وأخرى قادمة من مصانع زالتسغيتر وبوزنان Poznań وهانّوفر Hannover. كما يُنتج محامل الكُريات وأجزاء من الجسم والإطار المتين لصندوق مُدخرات الطاقة، ومحامل مُمتصات الصدمات والنفق الوسطي، ومُكونات تُستخدم في قاعدة العجلات النموذجية “أم إي بي MEB” الخاصة للسيارات الكهربائية، حيث تنتقل بعدها إلى مصنع تسفيكاو الذي يُنتج السيارة.
إضافةً إلى المُحرِّك الكهربائي والمُكونات، لدى المصنع مُنتجٌ رئيسي؛ عُلب التُروس ذات التعشيق المُزدوج DSG، يُنتجها مُنذ 16 عامًا.
تُستخدم المُحركات الكهربائية التي يُنتجها مصنع كاسِّل في جميع المركبات الكهربائية المصنوعة على قاعدة العجلات MEB في أوروبا وأمريكا الشمالية. ومن المُتوقَّع أن يصل إنتاج المصنع إلى 50 الف وحدة سنويًا. فضلًا عن ذلك، يعمل هذا المصنع بالتعاون مع نظيره الصيني في تيانجين Tian Jin، الذي يُنتج المُحركات الكهربائية للسوق الصينية، واعتبارًا من العام 2023، سيُنتج المصنعان 1.4 مُحرِّكًا كهربائيًا سنويًا، مما يُؤهِّل فولكس واجن لأن تُصبح واحدةً من كُبريات شركات إنتاج المُحركات الكهربائية في العالم.

مصنع زالتسغيتِّر Salzgitter: يُنتج الأجزاء الثابتة والمُتحركة، وهُما الجُزءان الأهم في المُحركات الكهربائية. من المُخطط أن يُنتج المصنع 2000 وحدة من الأجزاء الثابتة والمُتحركة يوميًا، وذلك من خلال اعتماد تقنية “دبوس الشعر Hairpin” بدل لفائف النحاس المُشابهة لتلك المُصنّعة في شركة ZF الألمانية، بهدف تحسين أرقام الأداء ضمن فترة زمنية أقصر.
كما سيؤدي مصنع سالزغيتِّر دورًا هامًا ضمن خطة الشركة لتولي جميع ما يتعلق بتقنية المركبات الكهربائية ومسؤوليتها، بدءًا من أعمال الأبحاث والتطوير لمُدخرات الطاقة انتهاءً بأعمال التدوير. في هذا الصدد سيُفتتح في هذا المصنع “مركز التميُّز Centre of Excellence” لتطوير تقنيات مُدخرة الطاقة، ومصنع رئيسي لإنتاجها، وذلك قبل نهاية العام الجاري، على أن يُفتتح مصنع التدوير في العام المُقبل.
إلى جانب المُكونات المُستخدمة في المُحرِّكات الكهربائية، يُنتج هذا المصنع مُحركات احتراق داخلي، التي تعمل بالبنزين والديزل والغاز الطبيعي المضغوط.
براونشفايغ Brunswick: سيُنتج هذا المصنع نظام مُدخرة الطاقة، ومن المُخطط إنتاج 2000 وحدة يوميًا، على أن يتم توصيلها إلى مصنع تسفيكاو لإنتاج السيارة. يعمل هذا المصنع مُنذ العام 2013 في تطوير وإنتاج تقنيات السيارات الكهربائية. كما تخضع مُدخرات الطاقة التي يُنتجها هذا المصنع لأعمال اختبارات لقياس جودتها ومتانتها.
علاوةً على ذلك، ستُبنى قاعة مُستطيلة جديدة لإنتاج نظام مُدخرات الطاقة، بمساحة تُوازي مساحة تسع ملاعب لكرة القدم. ومن المُتوقع افتتاح هذه الصالة في الرُبع الأخير من العام الجاري.
تُستخدم أنظمة مُدخرات الطاقة التي يُنتجها مصنع براونشفايغ في العديد من التطبيقات، منها المُستخدمة في الطرازات الكهربائية والهجينة الحالية التي تُنتجها فولكس واجن، وشركتا سكانيا Scania و مان MAN لإنتاج المركبات التجارية، التابِعَتَيْن للمجموعة الألمانية.
بخلاف ذلك، يُنتج مصنع براونشفايغ مُكونات نقل الحركة، إذ يُجمِّع المحاور الأمامية والخلفية، ويشمل هذا مجموعات اللحام وأنظمة التوجيه، ومحاور نقل الحركة الآتية من مصنع وولفسبورغ Wolfsburg.
اخيرًا، تُدار وحدة “مجموعة فولكس واجن لإنتاج المُكونات” باستقلال ضمن مظلة المجموعة الألمانية العملاقة، إذ إنها مسؤولة عن تطوير وإنتاج المُكونات العامة لصالح علامات مجموعة فولكس واجن، وتُشغِّل هذه الوحدة 80 ألف مُوظف وعامل، يعملون في 62 مصنعًا، ضمن 47 موقع إنتاج حول العالم. تتضمن هذه الوحدة مصانع للمُحركات وعُلب التُروس والمُحركات الكهربائية والأجزاء المُتحركة، والمقاعد والنقل الكهربائي، ومسابك لصب وقولبة المعادن، كما تُطوِّر هذه الوحدة وتُنتج مُكونات أخرى ستلعب دورًا في خطة الشركة لكهربة مُنتجاتها، مثل البُنية التحتية لمحطات الشحن وتدوير مُدخرات الطاقة.