تدرُس “مجموعة فولكس واجن للسيارات VAG” الألمانية مصيرَ المجموعةِ على ضوءِ الخطط المُستقبليةِ للعلامة، ومن ضمنها مُستقبلُ عددٍ من العلامات المُنضوية تحت مظلّتها، خلال اجتِماعِ مجلس إدارتها في شهر تَشرين الثاني (نوفمبر) المُقبل. ووفقًا لوكالة رويترز للأخبار فإن من بينِ الخيارات عرضَ علامات “لامبورغيني Lamborghini” و “بيوغاتِّي Bugatti” للسيارات الرياضة الفخمة، و “دوكاتي Ducati” للدرّاجات النارية الرياضية للبيعِ.
تُجري المجموعة الألمانية مُراجَعَة لـ “محفظتها” من العلامات، وتسعى لترشيقها مع رغبتها للتحوُّل نحو إنتاجِ المركبات الكهربائية ومُضاعفةَ قيمتها إلى 200 بليون يورو (235 بليون دولار أمريكي) بحُلول العام 2025. وللمُقارنة؛ تتربَّّعُ فولكس واجِن على قِمة صنِعي السيارات في العالم، مع بيعِها 10.96 ملايين وحدة، في حين تحتل مجموعة تويوتا اليابانية المركز الثاني مع بيعها 10.74 ملايين وحدة، لكن قيمتها 187 بليون دولار، كما إنها أفضل أداءً، حيث يعمل بها عددٌ أقل من المُوظفين والعاملين وكذا محفظتها من العلامات التابِعة لها.

هنالك شرِكات تمتلكها المجموعة الألمانية لا علاقةَ لها بشركات السيارات السياحية والرياضية التي تُنتجها، مثل التي تُنتِجُ المُكوِّنات أو العامِلة في إنتاجِ المركبات التجارية والشاحِنات.
وفقًا لأحد الإداريين التنفيذيين في الشركة – رفضَ ذِكرَ اسمه – سيكون بيع أيٍّ من هذه العلامات خيارًا قاسيًا، حيثُ تدرس المجموعة عددًا من الخيارات الأخرى، مثل إبرامِ اتفاقات شراكة تقنية وإجراء إعادة هيكلة للمجموعة، كما قد تعرض علامةً واحدةً أو أكثر لإدراجها في الأسواق المالية.
تُريدُ فولكس واجِن التركيز على قطاعِ السيارات الكهربائية للعلامات الرائجة Mainstream، يحتاجُ هذا لتخصيص مواردها لإنتاجِ المركبات الكهربائية وتطوير تقنِّيات القيادة نصف الذاتية والذاتية بالكامل، والسيارات المُتصلَّة بالشبكة وغيره، وهي استثماراتٍ مُكلفةٍ طويلة الأمد، وهنالك من يستفسر داخل المجموعة حول جدوى تطوير مركبات كهربائية صامِتَة لعلاماتٍ اشتِهرَت بمُحركاتها الكبيرة القوية الصاخِبة.
كما تُلقي القوانين الأوروبية التي تزداد صرامةً تجاه الانبِعاثات الغازية الضارَّة ضغطًا أكبر على المجموعة نحو التحوُّل للطاقاتِ النظيفة.

أجرَت رويترز مُقابلةً مع السيد هِربِرت ديس Herbert Diess، المُدير التنفيذي للمجموعة، الذي رفضَ التعليق على صِحةٍ المعلومات حول بيعِ علاماتِ الشركة، لكنه قال: “ينبغي تقدير العلامات وفقَ مُتطلَّبات جديدة. من خلال الكهربة والوُصول والاتصالية والرقمنة، هنالكَ مجالٌ جديد للمُناورة وعلى كلّ علامة إيجاد مكانها الجديد”.
من أين تحصُل فولكس واجِن على التمويل؟
تعتمِدُ فولكس فاجِن كثيرًا على التدفقّات النقدية من مبيعات السيارات العاملة بالوُقود من أجل تمويل هذا التحوُّل، فيما تعمدُ الشركات الأمريكية لجمعِ التمويل أكبر من الأسواق المالية والاقتراض بتوسُّع والحُصول على إعفاءات ضريبية حُكومية، أما إذا احتاجَت فولكس واجِن لاقتراضِ مزيدٍ من المال من المصارِف الألمانية مثلًا، فإن العملية مُعقَّدَة وتحتاجُ لوُجودِ توافقٍ مع نقابات العُمّال والإدارة والطبقة السياسية على المُستوَيَيْن الولائي والاتحادّي، لذلك سيكونُ من المُستحيل على فولكس واجِن التفكير ببيعِ علامةٍ ألمانيةٍ تمتلكها إذا أرادَت الحُصول على تمويلٍ إضافي، بخِلافِ “عُشّ الدبابير” الذي سيقعُ عليها إن فكَّرَت بذلك.
على كُلٍّ، لا تُعتَبَر خطة فولكس واجن بشأن علاماتها الفخمة والراقية سرًّا، فمُنذُ العام الماضي راجَت إشاعاتٌ حول نيَّةِ المجموعة بيع علامَتَي “لامبورغيني” و “بنتلي” بحُلول العام 2030. وذلك من أجل جمع المال لتمويل عمليات التطوير.
يبدو مُستقبل “بيوغاتِّي” أكثر إثارةً، حيث ظهرت تقارير في شهر أيلول (سبتمبر) عن أن المجموعة واففت على بيعها لشركة “ريماك Rimac” العامِلة في إنتاج السيارات الرياضية الكهربائية، وهي شركةٌ كرواتية. لكن ستبقى فولكس فاجِن مُسيطرةً بشكلٍ أو بآخِر عليها، ذلكَ أن شركة بورشِه تمتلِك 15.5 بالمئة من “ريماك” نفسها، كما إنها تُريد الحُصول خبرةِ “ريماك” في مجالِ إنتاج السياارت الرياضية الكهربائية عالية الأداء، وهو ما سيكون مُفيدًا لكهربة عُروض علامات “بورشه” و “بِنتلي” على سبيل المثال لا الحصر.
