لا تنتشر السيارات المصنوعة في دول شرق أوروبا كثيرًا في منطقتنا، ولربما كانت سيارات لادا الروسية هي الأكثر رواجًا بينهن. مع ذلك، هناك عدة علامات للسيارات من أوكرانيا بالتحديد، سنتعرف عليها هنا.
قد يختلف البعض في تعريف ماهية دول شرق أوروبا، منهم من يجمعها في عشر دول؛ أوكرانيا وبلغاريا وبولندا والتشيك ورومانيا وروسيا وروسيا البيضاء (بيلاروسيا) وسلوفاكيا ومالدوفا وهنغاريا، ومنهم من يُقسِّم أوروبا لثلاث مناطق؛ الغربية والوسطى والشرقية، فيقول أن دول شرق أوروبا هي أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا.
يمكنك التعمّق بالموضوع واكتشاف تقسيمات مُختلفة مبنية على الأساس العرقي أو الاقتصادي أو الديني (طبقًا للكنيسة المسيحية) أو غيرها. لكن سنعتبر هنا أن شرق أوروبا مؤلف من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا ودول القوقاز ودول البلطيق، ثم نعود للتحدث عن شركات السيارات لنقول أن سيارات لادا الروسية المصنوعة في شرق أوروبا هي الأكثر رواجًا في منطقتنا، ونتطرق لعلامات السيارات في أوكرانيا.
سيارات صناعة أوكرانية
ازدهر ناتج أوكرانيا في صناعة السيارات ليبلغ نحو 424 ألف وحدة عام 2008، ولكن تراجع لأقل بقليل من 5 آلاف وحدة العام الماضي. لا علاقة لكورونا والحرب في ذلك، فالناتج عام 2018 قارب 6600 وحدة وقبلها 9500 وحدة. لذلك عدة أسباب ليست بما نحن به هنا، فالموضوع تعريفي بصناعة السيارات في أوكرانيا.

زاز ZAZ
كان لأوكرانيا دور مهم في إنتاج المركبات خلال سنوات الإتحاد السوفيتي، حيث كانت تنتج نحو 200 ألف وحدة من خلال أربع علامات؛ زاز ZAZ (سيارات الركاب) و لواز LuAZ (مركبات صغيرة للطرقات الوعرة) و لاز LAZ (للحافلات) و كراز KrAZ (للشاحنات). أشهرهن بالتأكيد زاز (تُسمى في أوكرانيا زاباروجيتس) مع طراز 968 الذي أُنتج من العام 1960 وحتى 1994 مع محرك في الخلف يُبرّد بالهواء. كان هذا الطراز شهيرًا لدرجة أنه حظي بطابع خاص أيام الاتحاد السوفيتي، ولا زال يحظى بحضور لدى هواة السيارات في روسيا (شاهد هذه النسخة المجنونة).

تأسست زاز في العام 1923 وصنعت في البداية المعدات الزراعية، ثم انتقلت لصناعة السيارات. تعاونت زاز في فترة مع دايوو الكورية، ثم مع شيري الصينية وشيفروليه، وهي الآن تُنتج شيفروليه أفيو تحت اسم زاز فيدا.
هل تتساءل على أحرف AZ في نهاية اسم كل شركة؟ إنها اختصار لـ أفتامابيل زافود أي مصنع سيارات. أما الحرف الأول فيدل على المدينة: Z زاباروجيا، L لفيف، Lu لوتسك، Kr كريمنشوك.
لواز LuAZ وبغدان Bogdan
تأسست لواز عام 1955فصنعت طراز LuAZ-967 لصالح الجيش الأحمر (السوفيتي)؛ مركبة حربية صغيرة وخفيفة (960 كلم) قادرة على عبور الممرات المائية ونقل حمولة بوزن 400 كلغ. صُنِع جسم السيارة من ألياف الزجاج -فايبرجلاس- وكانت ذات دفع رباعي دائم وتميّزت بوجود مقعد السائق في المنتصف. أما المحرك فكان مع شركة زاز سعة 887 سم³ بقدرة 37 حصانًا ومبرد بالهواء.

في العام 2009 أصبح اسم الشركة بغدان Bogdan نسبة إلى بغدان خميلينتسكي، القائد العسكري الذي ساعد في القرن السابع عشر على تأسيس دولة القوازق الأوكرانية مُستقلة عن الكومنولث البولندي الليتواني، ثم سلّمها لروسيا القيصرية.
تصنع بغدان عدة سيارات وحافلات بالتعاون مع شركات أخرى مثل لادا وهيونداي وجاك JAC الصينية وإيسوزو، لكن رواجها تأتي بصنع الحافلات الصغيرة والكبيرة المُخصصة للمواصلات العامّة. تصنع بغدان أيضًا المركبات الحربية وتعاونت في واحدة مع كيا وأخرى مع غريت وول الصينية.


لاز LAZ
نأتي إلى لاز التي تأسست في العام 1945. اختصت علامة مدينة لفيف بالحافلات الكبيرة، والترولي باص -حافلات بأذرع علوية تلتقط الكهرباء من أسلاك مثبتة فوق الطريق- ولكنها صنعت أيضًا المقطورات والرافعات الكبيرة.

كراز KrAZ
علامة خاصة بالشاحنات والمركبات المُصنّعة لخدمة أغراض معينة، تأسست عام 1958 وأستطاعت أن تصل خلال بضع سنوات لعديد من الأسواق العالمية، بما فيها الأرجنتين وأفغانستان والهند وبلغاريا والصين وفيتنام. كما أنتجت كراز شاحنات مدرّعة للجيش الأوكراني بدءًا من العام 2011.

منشأة لفيف لصيانة الدبابات وبراكتيكا Practika
لم ينحصر إنتاج المركبات الحربية على شركتي لواز وكراز، فقد قامت منشأة لفيف لصيانة الدبابات بصنع مركبة حربية مدرّعة بأربع عجلات، سُمِّيت Dozor-B. كما صنعت شركة براكتيكا مدرّعات أوتامان المدولبة وعدة وحدات من طراز كوزاك Kozak وهي شاحنة بأرضية مقاومة للألغام مبنية على قاعدة شاحنات إفيكو.

إلكترون Electron
شركة أخرى لتصنيع الحافلات، وإلى جانبها طيف من المركبات المُصممة خصيصًا لأعمال الصيانة والتنظيف والإسعاف وغيرها. تفرّعت من هذه الشركة وبالتعاون مع TransTec الألمانية شركة جديدة باسم إلكترون ترانز Electrontrans لتتخصص بصناعة الحافلات الكهربائية الحديثة والترامات.


إتالون أوتو Etalon-Auto
صنَّعت حافلات الركاب وما زالت تنتج عدّة طرازات من بينها حافلات خاصة لطلاب المدارس. ربما يتساءل البعض عن سبب اهتمام الصانعين بالحافلات. استمر النهج الاشتراكي طويلًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وبما أن الوضع الاقتصادي للعامة كان سيئًا وخدمات المواصلات العامة في الزمن السوفيتي كانت ممتازة ومتاحة للجميع، لم يجد الناس ضرورة لاقتناء سيارات خاصة بالضرورة، فظلّ للحافلات تواجد مسيطر في شوارع أوكرانيا لفترة طويلة.

نهاية، يُشار إلى وجود مُنشأة Eurocar المُهمة لعلامة سكودا. يقع هذا المصنع في أقصى غرب الدولة على الحدود مع سلوفاكيا وبلغاريا. تصل ألواح الجسم والمحركات والقطع لهذه المُنشأة لتقوم بتجميعها، وتم تجميع طرازات فابيا وأوكتافيا وسوبيرب، ولكن في أولى السنوات بعد افتتاح المصنع (2001) جُمِّعت بعض الطرازات لحساب أودي وسيات وفولكس واجن.
ها قد تعرّفت باختصار على صناعة المركبات والسيارات في أوكرانيا، ولدينا موضوع مشوق آخر عن صناعة السيارات في كوريا الشمالية هنا.