تويوتا قد تُوقِف بيعَ لاند كروزر في أمريكا، لماذا؟

ستوقف شركة تويوتا بيعَ طراز “لاندر كروزر” في السوق الأمريكي نهاية العام الجاري على الأرجح، مع عدم احتِمالية طرح الجيل المُقبل منه، الذي سيتأخَّرُ قليلًا بسبب “كوفيد 19″.

سَرَت إشاعةٌ مصدرها أحد المنشورات على موقع IH8MUD.Com الشبكي المُخصص لمُحبي سيارات الدفع الرباعي والمغامرات في المناطق الوعرة، وحُذِفَ لاحقًا، بأن تويوتا ستوقِف نهائيًا بيعَ طرازَ “لاند كروزر Land Cruiser” رُباعي الدفع من الحجم الكامل في الولايات المتحدة الأمريكية بعد العام 2021. وأكدَّ مصدرٌ من إحدى وكالات بيعِ سيارات تويوتا – فضَّل عمَ الكشف عن اسمه – هذه المعلومة، قائلًا: “سيتوقَّفُ بيعها، حزينٌ للغاية لهذا الخبر، إنها ضربة موجِعة لجميع مُحبِّي هذا الطراز. عودتها غير مُؤكَّدة، ولغاية هذه اللحظة من المُستبد أن نراها مُجددًّا [في أمريكا]”.

مع ذلك، سيستمرُ بيع النُسخة النَّسيبة الأكثر فخامةً لكزس “أل أكس LX”، بجيله الحالي والمُقبل، وإن كان سيأتي بمُحرِّكٍ من ستِّ أُسطوانات على شكل V سعته 3.5 ليترات، مع ضاغطين توربينيَين، بدلًا من المُحرِّك الضخم من ثمانِ أُسطوانات على شكل Vـ وسعته 4.5 ليترات.

رَفَضَت شركة تويوتا أمريكا الشمالية تقديم توضيحات حول ذلك، وقال المُتحدِّث باسمها مايكل كرول Michael Kroll لموقع “موتور أوثوريتي Motor Authority” الشبكي: “ليس لدينا ما نُعلنه في هذا الوقت”.

الأسبابُ جلِيَّة، فعلى الرغم من طفرة المبيعات الكبيرة في قطاعِ السياراتِ المُدمجة ورُباعية الدفع إلا الجيل الحالي من هذا الطراز العتيد ظهرَ في العام 2007، وخَضَعَ لعملية تجديد واسعة في العام 2015، إذ يُعتبرُ الأقدَم ضمن تشكيلة عروض تويوتا الحالية، إلى جانِب الشاحنة الخفيفة أمريكية الطِباع “تندرا Tundra”، إذ إن أمام المُستهلكين الآن خياراتٌ أفضل وأحدث.

علاوةً على ذلك، أصبَحَ المُحرك الكبير قديمًا، إذ لم يخضع لعمليات تطوير كبيرة، ويستهلِكُ كثيرًا من الوُقود بما لا يُناسِب كثيرًا الأسواق العالمية حاليًا، التي أصبَحَت أكثر تشدُّدًا في هذه المسألة.

هذا ولم تكُن مبيعاتُ “لاند كروزر” مُشجعةٌ في الآونة الأخيرة في أمريكا الشمالية، فقد باعَت تويوتا 3222 وحدة منهُ في العام 2018، و 3536 وحدة في 2019، أما هذا العام، فقد باعَت 614 وحدة في الرُبع الأول منه، وهذا يُساوي ثُلث المبيعات لذات الفترة من العام السابق، على أيِّ حالٍ، يُعَتَبَرُ هذا العام استثنائيًا على جميع الأصعِدة، بسبب جائحة الحُمَّة التاجِيَّة المُستجدَّة “كوفيد 19 COVID”، التي أثَّرَت على البشرية جَمعاء.

أما بالنسبة للعام 2021، سيُعادُ تقديم “النُسخة التُراثية Heritage Edition”، لكن مع بعض الإضافات مثل الصف الثالث من المقاعد، وخيارات لونية أوسع مثل الرمادي والفضِّي، مع إنها ستكون نادرةً، إذ تتوافر 20 بالمئة من الكمية التي ستُباع بالألوان الجديدة، والباقي بلونٍ “أبيض عاصِف لُؤلؤي Blizzard Pearl” أو “أسود حالِك معدني Midnight Metallic Black”.

تتضمَّن هذه الفئة الخاصة للعام 2020 صفَّيْن من المقاعِد بدلًا من ثلاثة، وخيارَيْن لألوان الجسم الخارجية “الأسود الحالك المعدني Midnight Black Metallic” أو “الأبيض العاصِف اللُؤلؤي Blizzard Pearl”، وشبكة تهوية سوداء، وزينة وشعارات قديمة، وعجلات معدنية تصميمها قديم من إنتاج “بي بي أس BBS” بلون برونزي. إلى جانِبِ التخلِّي عن الإضافات العصرية مثل الخُطوط الكرومية اللامعة وعتبة الصعود الجانبية، واكتَفَت ببعض اللمسات الكرومية السوداء في بعض المناطق.

مقصورة السيارة مُنجَّدَة بالجلد الأسود وتطريزات خيوط برونزية، لكنها مُجهَّزة بتجهيزات مُتقدِّمة مثل المقاعد المكيَّفة والنظام المعلوماتي – الترفيهي مع شاشة للمسية ملونة قياسها تسعُ بوصات، ونظام صوتي راقي من “جاي بي أل JBL”، وسجّاد أرضيات صالح لجميع الظروف، وبطانة لصندوق الأمتعة.

تندَفِع هذه السيارة بمُحرِّك من ثمان أُسطوانات على شكل V ، سعته 5.7 ليترات، قُوتُّه 381 حصانًا، وعزم دورانه 544 نيوتن – متر، يتصل عُلبة تُروس آلية من ثمان نِسَب، ينقل للعجلات الأربع عبر نظام دفع رُباعي مُستمر، مع عُلبة تحويل بنسبتين، وتُرس تفاضلي خلفي محدود الانزلاق. وتمَّ إنتاجُ 1200 وحدة منها للعام 2020.

أما “النُسخة التُراثية” العربية، المُخصصَّة للسوق الإماراتي، فتبدو أكثرَ وفاءً لسياراتِ “لاند كروزِر” القديمة، إذ توافَر منها 20 نُسخة فقط، مع لوحة خاصة بترتيبِها ضمن هذا الإصدار الخاص، وتأتي بلونٍ أبيض أو غامِق، مع خُطوط زينة على جانِبَي السيارة تُحاكي ما كانت السيارات اليابانية تأتي بِه قبل عُقود، وباب خلفي من جُزئين يفتحان جانبيًا، ومُثبَّتٌ عليه الإطار الاحتِياطي، وضاغِط هواء في الصندوق الخلفي. مع مُحرِّكٍ من ستِّ أُسطوانات وعُلبة تُروس يدوية من خمس نِسَب، وعجلات فولاذية قُطرها 17 بوصة، أو من ثمانِ أُسطوانات وعُلبة تُروس آلية من ستِّ نِسَب، وعجَلات عتيقة التصميم قُطرها 18 بوصة.

ماذا بعد…

قالَت تويوتا في آب (أغسطس) 2019 بأنها أنتَجَت وباعَت ما مجموعه 10 ملايين وحدة من “لاند كروزر” على المُستوى العالمي، بعد 68 عامًا من تقديمه، حيث بدأت الشركة اليابانية بتصديرِهِ للأسواق العالمية في العام 1955، مع الجيل المعروف باسم “السلسلة 50 Series”.

اكتَسَبَت السيارة بمُرور الوقت شُهرةً عالميةً بفضل قُدراتها التي لا تُجارى على الطرقات الوعرة، وجَوْدَة التصنيع اليابانية، والمتانة. إلى جانِبِ ذلك، ارتَفَع سعرها وتصنيفها بمُرور الأجيال، لتُصبِحَ سيارةً فخمةً في بعضِ الأسواق.

كما إن الجيل المعروف باسم “السلسة 70” لا يزال على خُطوط الإنتاج مُنذ العام 1984، ويحظى بشعبية جارِفَة بين الجميع حول العالم، من عُلماء البيئة والأحياء إلى الجماعات المُسلَّحة، مُرورًا بالمُزارِعين والبدو ومُحبِّي الرحلات البرِّيَة، ويتوفَّر بعدة أشكال للجسم، كما يُعرَف في الخليج العربي باسم “الشاص”، واشتُقَ منه لاحقًا سلسلة “لاند كروزر برادو Land Cruiser Prado” الأصغر حجمًا والأرخص.

كان من المُفتَرَض أن يظهرَ الجيل المُقبل من “لاند كروزر”، المعروف باسم “السلسة 300″، نهاية العام الجاري كطرازٍ للعام 2021، على أقربِ تقدير، لكن الظروف غير المُواتِيَّة الناجِمة عن تفشِّي “كوفيد 19” عالميًا أدَّت لأن تُرجِئَ الشركة اليابانية تقديمَ الجيل الجديد حتى أواخر العام 2021 على أقربِ تقدير. إذ إن الجائحة وإجراءات حظر السفر وتقييد التنَّقُلات كلها عوامل أعاقَت سَفر أعضاء برنامج اختبار السيارة الجديدة وتجربتها في مُختَلَفِ أنحاءِ العالم.

وما بين يدينا من معلوماتٍ عن الجيل المُقبل من “لاند كروزر” شَذَراتٌ تبعثُ على الاطمئنان بأن هذا الطراز سيبقى وفيًا لسيرتِهِ، إذ سيُصنَعُ على قاعِدةِ عجلات سُلَّميَّة Ladder Frame جديدة، وجسم يُرَّكَبُ عليها Body-on-Frame، ستُعرَفُ قاعِدة العجلات هذه باسم “TNGA-F”، وهي نموذجية، إذ ستُستَخدَم في إنتاجِ الأجيالِ المُقبلة من طرازات الشاحِنة الخفيفة من الحجم الكامل “تندرا Tundra” ومُتوسطة الحجم “تاكوما Tacoma” و “هايلوكس Hilux”، فضلًا عن الجيل المُقبل من النسيب الفخم لكزس “أل أكس”.

تعني قاعِدة العجلات الحديثة ذات الفكرة التقليدية بأنها لن تفتقِد لمزايا الصلابة والمتانة والأداء على الطرقات الوعرة وقُدرات الجرّ والقطر المعروفة بها، رغمَ أنها أخفُّ وزنًا من البنية الحالية، كما ستكون بأبعادٍ مُقاربةٍ للجيلِ الحالي، وستتوَّفر بالسيارة مجموعة أغنى وأوسَع من الأنظمة المُختلِفة للسلامة والتحكُّم بالسيارة وتعزيز الأداء.

وستتخلَّى السيارة عن المُحرِّكَين الكبيرين من ثمانِ أُسطوانات، البنزين وتوربوديزل، اللذان يستهلِكان الوقود ولا يُلبِّيانِ المُستويات الجديدة من معايير الحدّ من الانبعاثات الغازية الضارة، لصالِح مُحرِّكات أحدَث حسب التالي:

– مُحرِّك بنزين من ستِّ أُسطوانات على شكلِ V، سعتُه 3.5 ليترات مع شاحِنَيْن توربينيَين؛

– أو مُحرِّك ديزل، من ستِّ أُسطوانات، سعته 3.3 ليترات مع شاحِن توربيني؛

– أو مُحرِّك بنزين من ثمانِ أُسطوانات على شكلِ V، سعتُه 4.0 ليترات مع شاحِنَيْن توربينيَين، طوَّرتهُ ليكزس، لكن لا يوجَد ما يمنع من استِخدامه في الفئات الأقوى أو لبعض الأسواق.

عُمومًا، تمتازُ هذه المُحرِّكات بكونها تُقدِّم نفس أداءِ مُحرِّك البنزين الكبير سعة 5.7 ليترات، إن لم يكُن أفضل، مع تحسين مُعدَّلات استهلاك الوقود، والامتِثال لمعايير الانبعاثات الضارة. علمًا بأنها قد تحصل على فئة هجينة بعد عامٍ واحد من إطلاقها، ومن شأنِ هذا زيادةَ قُوتّها وتحسين كفائتها في استهلاكِ الوقود.

ولإرضاء الجميع، تعمل تويوتا على فكرة تقديم فئات عالية الأداء مع تقديم الجيل الجديد، حيث يجري العمل عليها جنبًا إلى جنب مع عملية تطوير السيارة نفسها، والحديثُ هنا حول فئة “جي آر GR”، رياضية الطابِع قد تشمل تحديثات على المُحرِّك والهيكل والجسم الخارجي والمقصورة، تُقدِّم أداءً عاليًا في البرية. وفئة جديدة للطرق الوعرة باسم “Rugged X”، تتمتَّعُ بقُدرات مُعززة على الطرقات الوعرة، مثل قُضبان حماية فولاذية في المُقدِّمة ورافعة، وألواح حماية سُفلية، وأنابيب الهواء المُمتدة للأعلى، وتعديل نظام التعليق مع خُلوص أعلى، وكشّافات ضوئية.

جديرٌ بالذكر أن المنطقة العربية تُعتبر أكبر سوق عالمي لطراز “لاند كروزر”، إذ تستحوِذ على 33 بالمئة من المبيعات، يليها أسواقُ أوروبا وروسيا وأستراليا وآسيا أمريكا الشمالية.