أبرمت شركة تويوتا اتفاقًا مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية JAXA من أجل تطوير مركبة تجوال قمرية ومريخية تعمل بتقنية الخلية الوقودية.
وقعت شركة تويوتا اليابانية لإنتاج السيارات بالأحرف الأولى اتفاقيةً مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية Japan Aerospace Exploration Agency – JAXA، من اجل البدء بأعمال البحث والتطوير R&D لمركبة تجوال فضائية. على أن تكون قابلة لاستيعاب رُواد فضاء وتكون مضغوطة ومعزولة، كما نُشرت الصور الأولية للمشروع المُقترح لمركبة فضائية.
تحمل المركبة بتصاميمها المُتخيلة لمحات من هوية المركبة رُباعية الدفع “أف جاي كروزر FJ Cruiser” في المُقدمة، بينما التصميم العام لها قائم على مبدأ “التصميم يتبع الوظيفة، لا يوجد أي شيء غير مألوف عمّا هو مُتوقع من مركبة تجوال فضائي، سُداسية العجلات لتهيل تنقلها على التضاريس المُختلفة للأجرام الفضائية، وشكلها صندوقي بمُعظمه، مع ألواح زُجاجية أسفل الجانب الأمامي لزيادة مدى الرُؤية، كما إنها مُرتفعة نسبيًا عن سطح الأرض … عفوًا! عن سطح القمر أو المريخ، مع إطارات غير هوائية.
يبلغ طول المركبة ستة أمتار تقريبًا، وعرضها 2.5 مترين، وارتفاعها 3.8 أمتار. كما ستكون قادرة على توليد كمية إضافية من الكهرباء من خلال ألواح كهرضوئية. وبحسب الصور، ستتضمن المركبة أيضاً طبقًا لاقطًا وهوائيات للاتصالات، وبكرة رافعة Wench في المُقدمة، فيما يوجد باب خلفي كبير الحجم للصعود للمركبة والنزول منها.
الغريب أنها تتضمن شعارات كبيرة لتويوتا ومصابيح توقف! فلغاية الآن لا يوجد مخلوقات ذكية في الفضاء من أجل تعريفهم على الشركة الصانعة أو للالتزام بقوانين المُرور على القمر.
تتطلع تويوتا لتوسعة أنشطتها في صناعة وسائط النقل لتشمل الفضائية منها، حيث تنوي العمل على مفهوم “النقل الفضائي Space Mobility” خلال أعمال تطوير هذه المركبة.
وسيتمكن رواد الفضاء من العيش في المركبة بدون الحاجة لارتداء بذات الفضاء، وتوفير وسيلة نقل مُستدامة للتنقل بالنظر لمداها التشغيلي الطويل، وإمكانية تنفيذ مهمات طويلة في أماكن نائية على سطح القمر، إضافةً إلى تزويدها بتقنية القيادة الذاتية لتسهيل العمل. وتتطلع تويوتا و “جاكسا” أن تُبصر هذه المركبة النور خلال عقدٍ من الآن.
ومع هذه المُتطلبات، لكن لن تكون المهمة بالسهلة، حيث سيُواجه المُهندسين العاملين على المركبة العديد من التحديات، منها أن جاذبية القمر تبلغ سُدس جاذبية كوكب الأرض، وضرورة أن يُوفر بدن المركبة حماية رواد الفضاء من الإشعاعات الكونية ودرجات الحرارة المُتطرفة ما بين السُخونة والبُرودة، وغيرها من الظروف القاسية، وعدم توافر غلاف جو وهواء على القمر، لذا يحتاجون لمركبة مضغوطة تُؤمن الحماية وقادرة على السير لفترات طويلة.
نظريًا سيكون حجم هذه المركبة المُقترحة مُساويًا لحجم حافلَتَيْن تقريبًا، وبطول ستة أمتار، وحجم مقصورة داخلية يبلغ 13 مترًا مُكعبًا، وقادرة على نقل رائدي فضاء أو أربع رُوّاد فضاء في حالة الطوارئ. وتأمل “جاكسا” تحقيق فوائد عظيمة للبشرية عبر استخدام المركبة خلال عملية الاستكشاف، من خلال زيادة نطاق النشاط البشري، وتوسعة أنشطة الاستكشاف هذه لاحقًا لتشمل كوكب المريخ.
وبالنظر إلى أن مسألة إرسال أي شيءٍ للفضاء يأخذ في الاعتبار مسألة الوزن بدقة، لأن التحدي الأكبر هو إطلاق الصاروخ ليجتاز طبقات الجو ويفلت من الجاذبية الأرضية، فقد ارتأت تويوتا توفير نظام دفع للمركية يعمل بتقنية الخلية الوقودية Fuel Cell التي تُعتبر الشركة رائدةً فيها، ويُتيح استخدام هذه التقنية للمركبة القمرية المُقترحة السير لمسافة عشرة آلاف كيلومتر، وهي مسافة كافية تقريبًا لقطع مدار خط الاستواء للقمر الذي يبلغ 10916 كيلومتر.
وتُعتبر الخلية الوقودية خيارًا مثاليًا لتشغيل المركبة، إذ انها صديقة للبيئة، ووسيلة مثالية لإنتاج كمية وفيرة من الطاقة الكهربائية، ولا ينتج عنها مُلوثات، إذ أن “العادم” يُنتج الماء والهواء الزائد من عملية التفاعل فقط. كما يُمكن في حالة مركبة التجوال القمرية توفير وحدات نموذجية Module من هذه الخلايا، قابلة للاستبدال بسُرعة.
وقال مُدير وكالة “جاكسا” هيروشي ياماكاوا Hiroshi Yamakaea: “تُعتبر مركبة التجوال القمرية المأهولة مع مقصورة مضغوطة، عنصرًا سيلعب دورًا هامًا في عملية استكشاف الفضاء مُتعددة المهام، واستعمال سطح القمر. ولهذه الغاية، نود التركيز على القُدرات التقنية وإجراء الدراسات التقنية لبلادنا. نُريد وضع القُدرات التقنية لدى تويوتا المُتعلقة بالنقل قيد الاستخدام من خلال الدراسات المُشتركة. ونتطلع قُدُمًا لتسريع دراساتنا التقنية من أجل صناعة هذه المركبة إلى أرض الواقع”.
بينما قال السيد شيجيكي تيراشي، نائب الرئيس التنفيذي لتويوتا: “بصفتي مُهندسًا، لا يوجد مُتعة تُضاهي تلك المُتأتية من كونك قادرًا على المُشاركة في مثل هذا المشروع الفضائي، وذلك من خلال إمكانيات تويوتا لصناعة السيارات، علاوةً على تقنياتنا المُتعلقة بالمركبات الكهربائية، مثل مُدخرات الطاقة للخلايا الوقودة، والتقنيات ذات العلاقة بالقيادة الذاتية والآلية، تغمرني الإثارة حول ذلك”.
وأضاف: “لا تبعث خلايا الوقود سوى الماء، حيث تستخدم أساليب نظيفة لإنتاج الطاقة الكهربائية، وبالنظر لكثافتها الكبيرة يُمكنها توفير الكثير من الطاقة، مما يجعلها مُلائمةً تمامًا للمشروع الذي نُناقشه مع جاكسا”.
وتُعتبر شركة تويوتا عضوًا في “فريق اليابان Team Japan” المُشارك في الجُهود الدولية لاستكشاف الفضاء. ولن تكون هذه المرة الأولى التي تعمل فيها شركةٌ مُنخرطة في صناعة السيارات في مجالات تتعلق بالفضاء، فقد صنعت شركة غووديير Goodyear الأمريكية إطارات من أجل المركبة القمرية الأمريكية التي استُخدمت في بعثة الفضاء “أبولّو 14 Apollo” في ستينيات القرن الماضي.
أخيرًا، تُعتبر صحراء الأردن الجنوبية مسرحًا أرضيًا فضائيًا، حيث يوجد في ثناياها وادي رم الذي يتضمن وادي يُدعى “وادي القمر”، لتضاريسه الشبيهة بالقمر، كما استخدم الوادي والصحراء عُمومًا كاستوديو تصوير مفتوح لعدة أفلام خيال علمي حول الفضاء، منها أفلام:
“الكوكب الأحمر Red Planet” إنتاج سنة 2000
“مهمة إلى المريخ Mission to Mars” إنتاج سنة 2000
“بروميثيوس Prometheus” حول رحلة لكوكب خارج المجموعة الشمسية لاستكشاف أصول البشرية، إنتاج سنة 2012
“الأيام الأخيرة على المريخ The Last Days on Mars” إنتاج سنة 2013
“المريخي The Martian” إنتاج سنة 2015
“المُتمرِّد الأول: قصة حرب النُجوم Rouge One: A Star Wars Story” صُورت العديد من المشاهد في وادي رم، إنتاج سنة 2016
“حرب النُجوم: الجُزء التاسع Star Wars: Episode IX” قيد الإنتاج حاليًا، وتُصور العديد من مشاهده في وادي رم.
كما يوجد نُسخة من المركبة المريخية التي استُخدمت خلال تصوير فيلم “المريخي” في متحف السيارات الملكي الأردني، حيث تمنحنا هذه المركبة الحُصول على نظرة أولية حول ما ستكون عليه مركبة تويوتا المُقبلة.
أدناه المؤتمر الصحفي الذي عقدته تويوتا ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية