تويوتا فورتشنر للعام 2021… هل بدأت تفقد البوصلة؟

كشفت شركة تويوتا عن طراز 2021 من المركبة رُباعية الدفع “فورتشنر”، حيث خضعت السيارة لعملية شدّ وجه، علمًا بأنها تتشارك العديد من المُكوِّنات مع الشاحنة الخفيفة هايلوكس، الذي كشفت عن طراز 2021 منه قبل أيام.

تنتمي سيارة تويوتا فورتشنر Fortuner -تُلفظ فورتشيونر- لفئة المركبات الرياضية العملانية مُتوسطة الحجم، قدَّمتها الشركة في المرة الأولى في العام 2004، أما الجيل الحالي (الثاني) فإنه بالخدمة مُنذ العام 2015، علمًا بأنه يُصنع باعتماد مفهوم “سيارة ركاب على شاحنة خفيفة PPV”، إذ يتشارك العديد من المُكونات وقاعدة العجلات مع الشاحنة الخفيفة “هايلوكس Hilux”، حيث قدّمت الشركة طراز العام 2021 من الشاحنة الخفيفة قبل أيام.

يُطلَق مصطلح PPV -وهو اختصار لـ pick-up platform vehicle- على المركبات التي تُصنّع على قاعدة شاحنة خفيفة، مثل فورد ايفرست المبني على قاعدة طراز رينجر، ونيسان تيرا المبني على قاعدة طراز نافارا، وميتسوبيشي مونتيرو سبورت المبني على قاعدة طراز L200.

وعلى خُطى شقيقه، حصل الطراز على شدّ وجه للمُقدِّمة تمثَّل بإعادة رسم خُطوطها لتُصبح اكثر سلاسةٍ ونُعومة، خُصوصًا المصابيح الأقل سماكةً، وشبكة تهوية ضخمة بحواف قوسية كرومية تُؤطر زواياها العُليا، وإعادة رسم المصد الأمامي، وتوفير مصابيح “ليد” قياسيًا، علمًا بأن تفاصيل عدسات المصابيح وشدَّة سُطوعها تختلف بحسب الفئات. يُؤوي الصادم الأمامي كشّافات ضباب من فئة “ليد”. وبالمُقارنة مع الواجهة حادة الملامح والجادة في “هايلوكس” تبدو “فورتشنر” بأنها أنعم وتتوجه للعائلات والمُدُن.

الخُطوط الجانبية تبدو كما هي، لكن يُمكن رؤية لمسات راقية في الفئات الأعلى تجهيزًا مع خط كرومي يُؤطِّر قاعدة النوافذ الجانبية ومقابض كرومية للأبواب، ومصابيح الالتفاف والترحيب على عُلبتَي المرايا الجانبية.

أُعيد رسم المصد الخلفي والمصابيح الخلفية المُمتدة على عرض الواجهة الخلفية لتُصبح أكثر رقيًا وشبهًا بالطرازات الأرقى من تويوتا، مثل “كامري Camry” و “أفالون Avalon“. حيث تكون من فئة “ليد” في الفئة الأعلى تجهيزًا.

داخليًا، تم تحديث لوحة القيادة بالعديد من المُكونات الجديدة، منها شاشة نظام المعلوماتي الترفيهي التي تعمل باللمس قياس 8 بوصات، أكبر من السابقة ببوصة واحدة، مع برنامج تشغيل أحدث يدعم الإقران بنظامي “آبل كاربلاي” أو “أندرويد أوتو”، والتفعيل بالأوامر الصوتية، إلى جانب تشغيل نظام الملاحة. أما الفئة الأقل تجهيزًا فتتوافر بمذياع رقمي DAB Radio، فيما يتوفر نظام الملاحة تجهيزًا إضافيًا.

على صعيد السلامة والأمان، يتضمَّن “فورتشنر” مجموعة من تجهيزات السلامة الأمان، بنوعيها الراكدة Passive والنشطة Active مثل الوسائد الهوائية وأنظمة إلكترونية مُساعدة مثل نظام استباقي للاصطدام، ومُثبت سُرعة مع رادار نشط، ونظام تنبيه من مُغادرة المسار، ونظام لتسهيل الانطلاق عند وقف السيارة على مُنحدر.

من التفاصيل اللافتة في المقصورة استخدام مواد مُتنوعة ومتباينة لونيًا في المقصورة، مثل الجلد والكروم وخيوط تطريز، تُعطي السيارة طابعًا أكثر فخامةً. وفي الفئات الأعلى تجهيزًا يوجد عتلات لتبديل نِسَب التُروس خلف عجلة القيادة، تمنح نفسًا رياضيًا خلال القيادة.

جديرٌ بالذكر أن المقصورة مُصممة لاستيعاب حتى سبع رُكاب، إذ تتوجه هذه السيارات للعائلات من الطبقة المُتوسطة والميسورة التي ترغب بسيارة دفع رباعي عائلية بسعرٍ معقول، تبدو أنيقةً وراقية في شوارع المُدُن، وقادرة على التعامل مع الطرقات غير الممهدة والمسارات الوعرة إن لزم الأمر.

يُصنع طراز “فورتشنر” على قاعدة العجلات الخاصة بـ “المركبة العالمية المبتكرة مُتعددة الأغراض IMV”، طوله قاعدة العجلات 3.1 أمتار تقريبًا، تُستخدم أيضاً لإنتاج طرازي الشاحنة الخفيفة مُتوسطة الحجم “هايلوكس” و “إِينُّوفا Innova” المركبة مُتعددة الأغراض MPV/ Minivan، تنتمي قاعدة العجلات هذه لفئة الإطار السلَّمي Ladder Frame ومُصممة للمركبات بدفع خلفي أو رُباعي بأسلوب تصنيع “جسم على إطار Body-on-Frame” لتغطية حاجة العديد من الأسواق العالمية، وتُستخدم هذه الفئة من قواعد العجلات تقليديًا من أجل الشاحنات الخفيفة ورباعية الدفع لكونها تتمتع بالمتانة والصلابة.

ثلاث فئات للأسواق العالمية، وفئة رابعة للسوق التايلندية

تتوافر تويوتا “فورتشنر” بثلاث فئات، تختلف فيها التجهيزات القياسية والإضافية، وذلك حسب حاجة العُملاء وحسب الجمارك والرسوم فيها، وهي “جي أكس GX” (الأساسية) و “جي أكس أل GXL” (مُتوسطة التجهيز) و “كروسايد Crusade” (الأعلى تجهيزًا).

أما السوق التايلندية، فستحصل على فئة حصرية خاصَّة بها، تحمل اسم “ليجيندر Legender” -يظهر اسمها بالصور- بمُواصفات إضافية تفوق فئة “كروسايد”، مثل طلاء بلونين للجسم وعجلات معدنية من السبائك الخفيفة قياس 20 بوصة، والتفصيل الأبرز اعتماد مصد أمامي بتفاصيل أكثر وشبكة تهوية مغزلية تُشبه تلك الموجودة في سيارات “لكزس”، وتبرز الشفرات المُدمجة التي تُؤطِّر شبكة التهوية بلونها الأسود اللامع ووظيفتها تحسين انسيابية الهواء وتوجيهه، وكشّافات ضباب من فئة “ليد”. كما تحصل هذه الفئة على جسم بلونين، وتحديدًا لون أسود لامع للسقف والأعمدة الجانبية.

أما تجهيزاتها الداخلية فتأتي أكثر سخاءً، من خلال إنارة خافتة للمقصورة، ومقاعد جلدية بلونين، ونظام صوتي من “جاي بي أل JBL” ومجموعة السلامة “حاسة الأمان من تويوتا Toyota Safety Sense”.

مُحرِّك أقوى وأقل استهلاكًا للوقود

على غرار “هايلوكس”، تزوَّدت “فورتشنر” بمُحرِّك “توربو ديزل Turbo-Diesel” مُحسَّن، يتألَّف من أربع أسطوانات مُتتالية مع ضاغط توربيني ومُبرِّد داخلي Intercooler سعة 2.8 ليترين، حيث ارتفعت قُوته من 174 إلى 201 حصان (عند 3400 دورة في الدقيقة)، وعزم دورانه من 450 إلى 500 نيوتن – متر، يُمكن الحُصول على هذا العزم عند عدد دورات مُنخفض للمُحرِّك، من 1600 إلى 2000 دورة في الدقيقة. يتصل المُحرِّك بعُلبة تُروس آلية أو يدوية من سِتّ نِسَب، تنقل قوة المُحرِّك للعجلات الأربع، حيث يوجد مفتاح إلكتروني لاختيار طريقة الدفع.

ساهم المُحرِّك الأقوى في تحسين قُدرات السيارة عُمومًا، إذ أصبح بالإمكان جرّ مقطورات بوزن 3100 كيلوغرام (أي 300 كيلوغرام أكثر من قُدرات السيارة الحالية). وبخلاف ارتفاع قوة المُحرِّك وعزم دورانه، حقَّق مُهندسو تويوتا قفزةً على صعيد خفض استهلاك الوقود بنسبة 17 بالمئة تقريبًا، وهذا يتعلّق بمُعدلات استهلاك الوقود داخل المُدُن.

يحمل هذا المُحرِّك الرمز “1GD-FTV” وبدأ استخدامه مُنذ العام 2015، حيث يُمثِّل وضعت فيه تويوتا خلاصة خبرتها في مجال مُحرِّكات الديزل، وفق مفهوم “الاقتصاد مع كفاءة حرارية مُتفوقة للاحتراق ESTEC”، وتصل كفاءته الحرارية إلى 44 بالمئة وفقًا لبيانات الشركة اليابانية، مُستفيدًا من 16 صمّامًا (4 لكل أُسطوانة) وعمود حدبات مُزدوج في الرأس DOHC، وضاغط توربيني بهندسة مُتغيِّرة VNT. قُطر الأسطوانة الواحدة 92 ميلّيمِترًا وشوطها 103.6 ميلّيمِترات.

يُستخدم هذا المُحرِّك، بخلاف “فورتشنر” و “هايلوكس”، في طرازات أخرى منها “لاند كروز برادو Land Cruiser Prado” و”هايس HiAce“.

كما يوجد مُحرِّك ديزل آخر من أربع أُسطوانات مُتتالية سعته 2.4 ليترين، قوته 148 حصان، وعزم دورانه 400 نيتن – متر، ويتصِّل بعُلبة تُروس آلية أو يدوية من ستّ نسب، ويُمكن الاختيار بين نظام الدفع الخلفي أو على العجلات الأربع.

محركات تويوتا فورتشنر في المنطقة

فيما يخص منطقتنا العربية، تُباع مُعظم سيارات “فورتشنر” بمُحرك بنزيني، حيث تُوفِّر تويوتا مُحرِّكين حسب التالي:

– أربع أسطوانات مُتتالية، سعة 2.7 ليترين، مع نظام حقن إلكتروني وتحكم مُتغيِّر بالصمامان Dual VVT-i، قوته 161 حصان، وعزم دورانه 246 نيوتن – متر؛ أو

– ست أُسطوانات مُتقابلة V6، سعة أربع ليترات، مع نظام حقن إلكتروني، قوته 236 حصان، وعزم دورانه 377 نيوتن – متر.

يتصل كلا المُحرِّكان بعُلبة تُروس يدوية أو آلية من ست نسب.

هل فقدت فورتشيونر البوصلة؟

طرحت تويوتا هذه السيارة في جيلها الأول بديلًا بسعرٍ مقبول عن سيارات الدفع الرباعي (مثل “برادو”) التي أصبحت مُتخمةً بالتجهيزات والإضافات الفخمة التي رفعت – حُكمًا – من سعرها وجعلها بعيدةً عن مُتناول يد الفئة الوُسطى بل وأصبحت الأجيال الأحدث من “برادو Prado” و “لاندكروزر Land Cruiser”سيارات الفئة العُليا من الطبقة الوسطى وعِلية القوم، ساهم إنتاج “فورتشنر” باستخدام مُكوِّنات مُشتركة مع طرازات أخرى لخفض تكلفة إنتاجها وتسهيل صيانتها وسعر بيعه المدروس في جذب عُملاء كُثُر ممن لم يكُن يحتاجون لكل هذا الترف والتجهيزات، لكن يبدو بأننا سنعود للمُربَّع الأول، وضع مزيد من الإضافات والتجهيزات والتقنيات المُعقدَّة التي يترافق معها ارتفاع سعرها وتكبُّد مزيدٍ من المال لإدامتها وصيانتها، ويُبعدنا عن الهدف الرئيسي لهذه الفئة من السيارات.

أخيرًا…

فُتِح باب الحجز لشراء السيارة في تايلند على أن يبدأ تسليمها للعُملاء في الشهر المُقبل، وتسليم طلبات فئة “ليجِندِر” في آب (أغسطس) المُقبل، في حين ستصل لاُستراليا في آب (أغسطس) 2021.

تحديث بتاريخ 25 نوفمبر 2020، وصلت تويوتا فورتشنر لأسواق المنطقة وحُدِّدت أسعارها بالآتي:

• فورتشنر بمحرك أربع أسطوانات سعة 2.7 ليتر، يبدأ سعرها من 120 ألف درهم إماراتي
• فورتشنر بمحرك ست أسطوانات سعة 4 ليترات، يبدأ سعرها من 147 ألف درهم إماراتي