أتيناكم اليوم بسيارة أخرى بست عجلات، ولكن ليست كالأخريات اللاتي يستفدن من العجلات الإضافية للتغلب على عوائق الدروب الوعرة، وإنما لتحقيق تماسك مُذهل على حلبات السباق، إنها تيريل Tyrrell P34 للعام 1978.
أصبحت تيريل P34 أيقونة في رياضة السيارات لكونها أول سيارة فورمولا 1 تعتمد ست عجلات، فبعد تقديمها في سبتمبر 1975 وبدء موسم العام 76 بنجاح، قدّمت فرقٌ أخرى نُسخها الخاصة من مركبات السباق ذات العجلات الستة.
صمم تيريل P34 البريطاني ديريك غاردنر Derek Gardner كعلاج لقوانين الفورمولا 1 في منتصف السبعينات، والتي حدَّدت عرض الجناح الأمامي بـ 1.5 متر. فقد تحتَّم حشو كل المُكونات الميكانيكية مثل نظام التعليق والتوجيه بالإضافة إلى الإطارات والحيز المُخصص لأرجل السائق ضمن هذا العرض. وعليه، فقد عمد ديريك على استخدم أربعة عجلات صغيرة في الأمام، عملت بالإضافة لالتزامها بعرض الجناح على تقليل مقاومة الهواء وتحسين تدفق الهواء إلى الجناح الخلفي.
لماذا أربعة؟ لأن اعتماد عجلتين صغيرتين فقط يعني رُقعة تلامس أصغر مع الطريق في الأمام، وبالتالي ثبات أقل في المنعطفات، إلى ذلك، ساعدت العجلتان الإضافيتان لزيادة قوة الكبح الكُليّة، وتم تجاوز مُشكلة ربط العجلات الأربعة بنظام التوجيه بأن ترتبط العجلتان الأماميتان فقط للمقود، ثُم ترتبط العجلتان المُتبقيتان إلى العجلتين المذكورتين.
إلا أن التعديلات التي أجرتها الشركة عن نموذج موسم العام 78 لم تكن كافية للمُنافسة وبالتالي تم الاستغناء عن الفكرة، كما اضطرت الفرق الأخرى التخلّي عن مركباتها ذات العجلات الستة بعد قرار فورمولا 1 في العام 1983 بضرورة التقيد بالعجلات الأربعة.
نهايةً، يُشار إلى وجود عديد من نماذج سيارات الفورمولا 1 بست عجلات أيضًا، ولكن بأربعة منها في الخلف بدلًا من الأمام، مثل سيارة فريق سكوديريا فيراري وفريق ويليامز وفريق مارش للهندسة، ولم تتمكن أي من السيارات السابق ذكرها من الوصول لحلبات السباق.



اقرأ أيضًا: