أحدث المواضيعخبر اليومفيديومواضيع رئيسية

ما هذه العُلبة خلف العجلات؟ وهل سنراها قريبًا؟

السعي مُستمر في تقليل أثرنا على البيئة، فالتغيرات الهائلة التي شهدتها الأرض خلال الـ 200 سنة الماضية تُنذر بكارثة وشيكة، وكوكبنا يؤكد ذلك بصراحة، أما الحكومات التي ترزح تحت سلطة الرأسمالية فلا تتخذ إجراءات سريعة وحاسمة ما فيه الكفاية.

رفع الاحتباس الحراري درجة حرارة الأرض بأكثر من درجة واحدة بقليل. تقول درجة واحدة ليس إلا؟ أدى ذلك للقضاء على كائنات أساسية في البحار والمُحيطات، فدرجة الحموضة زادت بـ 25% منذ أوائل القرن الثامن عشر. ثم أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي لانتشار مُسببات الأمراض التي كانت محصورة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وبالتالي موت أصناف شتى من النباتات والحيوانيات. إن لم تتمّ معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، يُتوقّع موت أكثر من نصف النباتات، وثلث الحيوانات بحلول عام 2080!
ثم نأتي على تلوث التربة والمياه، واستبدال البيئة الطبيعية للغابات والأراضي الخصبة بحقول لإنتاج محاصيل تُرَشُّ بالمُبيدات، وكل هذا يعني تقليل “التنوّع البيولوجي” و”التناغم” الذي جعل كوكبنا مأهولًا لمئات الآلاف من السنين…

لن نُطيل هذا السرد، فهناك مواقع مُتخصصة تتحدّث تفصيلًا عن الإبادة البيئية التي نُمارسها مثل مجلة البيئة والتنمية، وبرنامج الأمم المُتحدة للبيئة وغيرها، من جهتنا خصصنا وسم “صديق للبيئة” على موقعنا للمواضيع التي تُظهر مُحاولات الصانعين للخروج بأفكار تُقلل أثرنا البيئي، ووسم “انبعاثات” و”تلوث” لمواضيع أخرى.

نأتي لموضوع اليوم، فقد كشفت سلسلة اختبارات أجرتها مؤسسة “ايمين اناليتكس” البريطانية أن إطارات السيارات تنتج ذرات تلوثٍ مضرة بالبيئة أكثر بـ 1000 مرة من الغازات الناتجة عن عوادم السيارات. وأن الإطارات تنثر في الهواء ما مقداره 5.8 غرامات من الذرات السامة والمضرة لكل كيلومتر تقطعه السيارة. كيف لك أن تُعالج ذلك؟

يأتي الحل من فريق من طلاب الجامعة، يُسمّى The Tyre Collective، يدرسون مع شركائنا في الكُلية الملكية للفنون Royal College of Art وكلية لندن الإمبراطورية Imperial College London حيث طوَّر أداة لالتقاط جزيئات الإطارات المُتطايرة واللدائن الدقيقة Microplastics، كيف؟

اكتشف الطلاب أن المطاط المتطاير الإطار يحمل شحنة موجبة، وعليه فجاء الحل باستخدام علبة مليئًة بلوحات إلكتروستاتيكية تجذب هذا المنتج الثانوي. لا تستخدم هذه العلبة الكثير من الطاقة ويمكن تشغيلها بسهولة من مولد الكهرباء الموجود في السيارة

يمكن تثبيت الجهاز عل العجلات الأمامية والخلفية، وهو ينحرف مع اتجاه العجلتين الأماميتن لارتباطه بمفصل التوجيه. يتم تخزين الجسيمات الملتقطة في خزان يمكن إفراغه لإعادة التدوير، ويُشار إلى أن الفريق يتطلع إلى إنشاء نظام حلقة مغلقة.

لا توجد بيانات حول إمكانية الاستخدام قريبًا على السيارات المُعدّة للإنتاج التجاري ولا نسبة الجزيئات التي يُمكن جمعها أو قدرة النظام على التعامل مع قطرات الماء المتطاير أيضًا خلف العجلات، فالفكرة ما زالت قيد التطوير والبحث… مع ذلك، نتمنى رؤيتها قريبًا.

اقرأ أيضًا:

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: