أحدث المواضيعخبر اليوممقالاتمواضيع رئيسية

النفط ينفذ والأشرار يُصنِّعون وقودًا بديلًا!

اقرأ في هذا المقال
  • الوقود الصناعي والوقود الحيوي
  • متى سينفذ النفط؟

سينفذ النفط عاجلًا أم آجلاً. لا نستطيعُ تحديدَ موعد ذلك بدقةٍ نظرًا لتكرار تضاربِ التصريحات من الدوائر المعنية؛ فقد أشار ديوان المناجم في الولايات المُتحدة عام 1914 أن النفط سينفذ خلال 10 سنوات من تاريخه، لكنه بالطبع لم ينفذ، فجاءت وزارة الداخلية الأمريكية لتقول في العام 1939 أن العالم سيستهلك مخزون النفط خلال 13 سنة، وتبعها بول إرليخ Paul Erlich -عضو الأكاديمية الوطنية للعلوم والجمعية الأميركية لتقدم العلوم- في 1973 ليقول أن النفط سينفذ بحلول عام 1990، وغيّر بعدها تقديراته ليقول أنه سينتهي في العام 2030.

مُعظم التقديرات الحديثة تُشير لإمكانية نفاذ النفط في العام 2050 والغاز الطبيعي في 2060 والفحم في العام 2090.

في النهاية، سنستهلك النفط بالكامل، ويحاول الكثيرون إيجاد البديل، منهم من يطور تقنية خلايا وقود الهيدروجين لتشغيل المركبات وغيرها، والحبر الأعظم يكتفي بالبطاريات لتشغيل السيارات مُعتبرًا ذلك الحل الأمثل، وجميعنا يعرف عيوب السيارات الكهربائية المُعتمدة على البطاريات.

بين هذه وتلك، تتطور التقنية وتعد بأداء ومدى تشغيلي يتفوق حتى على المركبات العاملة بالوقود الأحفوري، لكن هُنالك بعض “الأشرار” الذين لم يكتفوا بالتلوث الذي نجم عن النفط خلال القرن ونصف الماضي.

استُخرج النفط لأول مرة في العصر الحديث عام 1848 وذلك في جنوب القوقاز التابعة للإمبراطورية الروسية آنذاك.

يعمَدُ “الأشرار” الآن لتسريع تطوير ما يُسمى بالوقود الصناعي Synthetic fuel والوقود الحيوي Biofuel ليُناسبَ كافّة الاستعمالات، بل بلغت مبيعات الوقود الصناعي في يوليو 2019 ما يُقارب 240 ألف برميل يوميًا. في هذا، صرّح قبل أيام جينز لودمان Jens Ludman رئيس عمليات ماكلارين أن شركته تدرس إمكانية استخدام الوقود الصناعي كبديل عن الوقود الاحفوري، وقال أن التغيير المطلوب على المحركات مُمكن وبسيط جدًا.

الوقود الصناعي: وقودٌ مُصنّعٌ من من الغاز الصناعي الذي يتكوّن من خليط يحتوي كميات مختلفة من أول أكسيد الكربون الهيدروجين. يُنْتَجُ الغاز الصناعي من الفحم وبعض المُخلفات الحيوية والغاز الطبيعي.

الوقود الحيوي: وقودٌ مُصنّعٌ أيضًا ولكن من موادٍ خام من أصل حيواني (الفضلات وبقايا الحيوانات) أو نباتي مثل الذرة وفول الصويا واللفت وقصب السكر وزيت النخيل وقشر الأرز والقش والخشب. ويتفرّع منه الديزل الحيوي “بيوديزل Biodiesel”.

هل هم أشرار فعلًا؟

يقودنا ما سبق لمفترق طرق، الأولى تمضي بعمليات تطوير البطاريات وخلايا وقود الهيدروجين باعتبارها المُستقبل، والثانية تُلغي جميع المساعي السابقة مع استمرار تطوير الوقود الصناعي.

لكننا نتوقف لبُرهة هُنا ونتأمل، فجميع الأفكار المطروحة تؤثر على البيئة، فالسيارات الكهربائية لن تكون نظيفة إلا عند توليد الكهرباء بالطاقة المُستدامة (خلايا شمسية أو مولدات هوائية أو مائية)، وحتى مع تأمين مصادر الطاقة المُستدامة سيتبقى اجترارُ مصادرِ الأرضِ والتنقيب والتصنيع ضرورة لإنتاج السيارات، أما الوقود الصناعي سيطلِقُ غازات العادم في الهواء، ولكن يُمكن معه الإبقاء على السيارات القديمة والتعايش معها بدلًا من استمرار “موضة” الاستهلاك والاستبدال المُتكرر السخيفة وغير المُبررة، لم لا تُصلِح سيارة قديمة وتستعملها بدلًا من تحميل الكوكب عبأها كنفايات وتحميله مرّة أخرى عناء إنتاج سيارة أخرى جديدة؟

إلى ذلك، سيُفيد الوقود المُصنّع والوقود الحيوي باستمرار عمل عدد هائل من المركبات والأدوات، مثل السُفُن والمركبات الحربية والجرارات والمعدات الزراعية والمناشير المحمولة وغيرها الكثير. وبالتالي فهو مُهمٌ جدًا لضمان استخدام ما تم صُنعهُ حتى الآن وما سيُصنع حتى ظهورِ مصدر طاقةٍ فعالٍ ومقبول.

نتيجة

نعتقد أن الأنسب هو إعادة النظر بطبيعة حياتنا واستهلاكنا الهائل لموارد الأرض. لا تأبه للشركات التي تروِّجُ بكلِ ما تستطيع لتبيعك منتجًا لا تحتاجه حقًّا، وحاول اصلاح ما تعّطّل في سيارتك علَّ الأرض تُصلح ما طرأ عليها. ولا تعتقد أن إنفاقك على مُنتجات الشركات الكُبرى سيحرك عجلة الاقتصاد ويُلغي البطالة، فالجميع يَعي أن العالم يتّجه للأتمتة والروبوتات. أنفق أموالك في المتاجر والمشاغل المحليّة الصغيرة، موِّل الصناعات والحرف اليدوية بدلًا من الروبوتات. وبخصوص سيارتك العاملة بالوقود الاحفوري فيُمكنك إن شئت تحويلها للعمل بالكهرباء. أرفق بالطبيعة رفقًا بمستقبلك!

Facebook Comments
المصدر
The History of the Oil Industrybiofuelsdigestncbi.nlm.nih.gov

قصي حازم

مؤسس الموقع ومُحركّه الأساسي، عمل في صحافة السيارات منذ دراسته في الجامعة ويهتم تحديدًا بالابتكار والتصميم. يحلم برؤية سيارة عربية حقيقية، ويتمنى أن يكون الموقع نقطة بدايتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: