شاركَت مؤسسة “سبارك تشارج SparkCharge” الناشئة في الحلقةِ الأولى من الموسم الـ 12 من برنامج “تحدي الهوامير Shark Tank” الأمريكي، الذي تبثُه قناة abc الأمريكية، وحصلوا على تمويل قيمته مليون دولار لتطوير المشروع القائم على تطوير وإنتاجِ شاحنٍ كهربائي مُتنقِّل للسيارات الكهربائية باسم “رودي Roadie Mobile EV Charging System”، وقدَّم هذا المشروع كُلًّا من جوشوا أفيف وكريستوفر إِلِّيس، الشريكان المُؤسسّانِ للشركة.
جذَبَ المشروع اثنين من المُستثمرين في البرنامج، رجل الأعمال الأمريكي مارك كيوبان المُستثمر الناشط في قطاعات الإعلام والرياضة، وسيدة الأعمال الأمريكية لوري غرينِر التي تستثمر في ابتكار وإنتاجِ الأدوات المنزلية، علمًا بأن حُظوظ هذا المشروع كانت ضئيلةً، فقد أعلن أحد المُستثمرين في البرنامج رجل الأعمال والمُستثمر الأمريكي دايموند جون انسحابه من النقاش حول المشروع لأنه لا يفقهُ شيئًا في هذا المُنتج، ولم يُبدِ رجل الأعمال والمُؤلِّف الكندي كيفِن أوليري اهتمامًا بالمُنتَج، بل إنه علَّقَ بعد حُصول المشروع على تمويل زميله كيوبان وغرينِر قائلًا: “اعتقدتُ بأن فُرصَ هذين الشابين معدومة للحُصول على تمويل الصفقة”.
قال جوشوا أفيف: “حُلم كل ريادي أعمال أن يظهر في برنامج (تحدِّي الهوامير)، لا يُمكننا أن نكون سُعداء أكثر من ذلك بحصولنا على شركاء مثل مارك كيوبان ولوري غرينِر، نحن شاكرون لأن لدينا مثل هذه العُقول العظيمة إلى جانبنا، ومُتحمسُّون جدًا لمُستقبلنا، يعني هذا النجاح الكثير للشركة، ولكنه يعني الكثير لصناعة السيارات الكهربائية أيضاً، السيارات الكهربائية في مجدها، لم تعُد مُجرَّد اختراع حديث، إنها شائعة الاستخدام، العالم يتغيَّر، ونحن جاهزون لقيادة هذه المسؤولية”.
سيستثمر لوري ومارك ما مجموعه مليون دولار أمريكي – مُناصفةً بينهما – إلى جانِبِ حُصول كلِّ واحدٍ منهما على نسبة 7 بالمئة من أسهمِ الشركة (5 بالمئة على شكل أسهم خاصة و 2 بالمئة على شكل خيارات أسهم للاستشاريين Advisory Share)، ومقعد في مجلِسِ إدارة الشركة.
ما من شكّ بأن “سبارك تشارج” قد تلَّقَت دفعةً قويةً للأمام بتلقيها مثل هذا الاستثمار، والأهمّ دُخول لوري ومارك في إدارتها، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على الشركة مثل تسهيل عملية بيع المُنتج والترويج له، والحُصول على عُقود أفصل للإنتاج وحتى إمكانية جمع مزيد من الاستثمارات مُستقبلًا.
ماذا تُقدِّم الشركة؟
تأسَّست “سبارك تشارج” في العام 2017 بولاية ماساتشوستس، وعمِلَت على تطوير نموذجٍ أولي لشاحنٍ مُتنقِّل لاستِخدامه في إعادة شحن السيارات الكهربائية التي ينقطع بها الحال على الطريق، عبارة عن مُدَّخرة طاقة كهربائية تستَخدِمُ خلايا أسطوانية “نوع 18650″، مُطابِقة لتلكَ المُستخدمة في سيارات تيسلا “موديل أس” و “موديل أكس”، كما تبنَّت فكرةً التصميم النموذجي القابل للتوسيع Expandable Modular Design عبر إضافة وحدات نموذجية مُنفصلة من أجل زيادةِ استطاعةِ الجهاز، وهذا يُؤمن مُنتجًا واحدًا يُمكن توفيرِه بعدة فئات، دون تكبُّد تكاليف تطوير طرازات أحدث وأكبر. ويُمكن شحن الجهاز قياسيًا من منافذ الشحن الكهربائية الاعتيادية في المنزل أو مراكز الخدمة.

جمَعَت الشركة منذ ذلك الحين تمويلًا مجموعه خمسةُ ملايين دولارٍ أمريكي، منها 3.3 ملايين دولار حصلوا عليها من جولة تمويل للشركات الناشئة في بدايةِ تَشرين الأول (أكتوبر)، تكفي لتوسعة عملية إنتاج وحدات رودي للشحن السريع.
أما النموذج الأخير المُطوَّر (الجيل الثاني) من “روودي Roadie”، فقد أصبَح أخفُّ وزنًا وأعلى استِطاعةً، ويتألَّفُ من وحدة نظام الشحن الخاصة مع مقبض وسلك الشحن، يُشبَك بها وحدات مدخرات طاقة نموذجية قابلة للتوسيع، قُدرة كل وحدة مُنفصلة 3.7 كيلوواط ساعي – يُمكن استعمال 3.5 كيلوواط ساعي منها.
يُمكن تركيب حتى خمس وحدات في النظام عبر تكديسها فوق بعضها البعض، بحيث تُصبح السعة الإجمالية للجهاز 18.5 كيلوواط ساعي، يُمكن استخدام 17.5 كيلوواط ساعي منها، أي ما يكفي لتزويد السيارة بطاقةٍ لاجتياز أكثر من 110 كيلومتر، يُفترض أن يكون هذا كافيًا لشحن سيارة واحدة – أو حتى عدّة سيارات – بما يكفي لاستئناف مسيرتها لأقرب محطة شحن.
تكفي كل وحدة مُنفصلة من مدخرات الطاقة هذه لإمداد السيارة بالطاقة الكافية لاجتيازِ ما بين 22.5 و 24 كيلومتر، تزداد إلى ما بين 112.6 و 120.7 كيلومتر في حال استخدام الجهاز بكامل استِطاعتِه (خمس وحدات نموذجية مُتصلة).
من ناحية الوزن، تزِن وحدة نظام الشحن مع المقبض وسلك الشحن 9 كيلوغرامات، في حين تزِن كل وحدة من مدّخرات الطاقة 22 كيلوغرام، يبدأ الوزن الإجمالي للجهاز من 31 كيلوغرام ويصل إلى 119 كيلوغرام، وبذلك يُمكن تحميل الجهاز في صندوقِ أمتعةِ سيارةٍ سياحية أو شاحنةٍ خفيفة صغيرة.
يستخدِم هذا الجهاز منفذ الشحن “تشاديمو CHAdeMO” المُستخدم في سيارات تيسلا، لكونه الأكثر شيوعًا في أمريكا، إلا أن العمل جارٍ على تطويره ليعمل على أنواع منافذ شحن أخرى، علمًا بأن “روودي” يتوافر على نظام شحنٍ سريع بالتيار المُستمر، يُمكِّنهُ من شحن السيارة الكهربائية بكامل طاقته خلال وقتٍ قصير، من 15 إلى 20 دقيقة فقط.
يُساهم استِخدام هذا الجهاز في هذا في تقليل الحاجة لقطر المركبة الكهربائية المتوقفة في شاحنة أكبر أو جرِّها إلى أقربِ محطة شحن، ومن ثمّ استئناف الرحلة، إذ يكفي إرسال سيارةٍ تحمل الجهاز – حتى لو كانت صغيرةً – إلى السيارة الكهربائية، وشحنها في مكانها سريعًا لتستأنِفَ سيرها، وبذلك تُوفِّر المال والجُهد والوقت.
تنوي الشركة تسويق هذا النظام بادِئَ الأمر للمُؤسسات التي تُقدِّم خدمة المُساعدة على الطريق Roadside Assistance Service، إذ ينصبُ تركيز الشركة حاليًا على نموذج “روودي”، لكن قال المُؤسسّان خلال عرض المُنتج في برنامج “تحدِّي الهوامير” بأنهم يعملون على نُسخةٍ أصغر وأرخص موجهة للمُستخدمين.
تُخطّط الشركة لتأجير هذه الأنظمة لمُقدِّمي خدمة المُساعدة على الطريق، وسيحصُل العُملاء على الخِدمة بالاستعانة بتطبيقٍ على الهاتف الذكي طورَتهُ “سبارك تشارج” اسمه “بووست إي في BoostEV”، سيُرشِدُهم إلى أقرب مُزوِّد لخدمة “رودي” للتواصل معه، سيكون هذا التطبيق مُتاحًا للعُموم في غُضونِ أسابيع قليلة.
بدأت “شبارك تشارج” في أيار (مايو) برنامجًا تجريبيًا لجهازها في كاليفورنيا، توسَّع تدريجيًا، حيث أصبَحت خدمة “روودي” مُتوافرةً في ريتشموند بولاية فيرجينيا، وشيكاغو بولاية إلينوي وبوسطن بولاية ماساتشوستس، ودالاس وهيوستن وسان أنطونيو بولاية تكساس وواشنطن العاصمة، وسان فرانسيسكو ولوس أنجلس وسان دييغو بولاية كاليفورنيا، ومانشستر في المملكة المُتحدة، مع إمكانية الدخول لأسواقٍ جديدة في المُستقبل القريب.
الهدف من هذه الاختبارات تجربة الجهاز في ظروف الحياة الحقيقية، والحُصول على الاقتراحات والملاحظات من مقدمي الخدمة والعُملاء. وعلاج الجوانب السلبية والأخطاء التي تظهر خلال التجارب.