لدى رينو سيارة اختبارية مُهمة فعلًا، ليس على صعيد التصميم وحسب، وإنما تقنية نظام الدفع أيضًا. إليك التفاصيل.
برأينا فالاختبارية رينو سينيك فيجين واحدة من أهم السيارات الاختبارية التي شاهدناها العام الحالي، فهي توضح توجهات التصميم الجديدة لشركة رينو الفرنسية التي متّعتنا خلال العقدين الفائتين بتصاميم رائعة. بل تقول رينو أن حلة الإنتاج التجاري ستكون مُشابهة بنسبة 90%.
من جهة أخرى -وهي الأهم- تُقدّم سينيك فيجين رؤية جديدة لنظام الدفع الكهربائي وأفكارًا عديدة فيما يتعلق بإعادة التدوير والاستدامة.

هجين… هيدروجين
يأتي نظام الدفع في هذه السيارة الاختبارية هجينًا، ولكن لا يتألف من محرك بنزين ومحرك كهربائي كما في السيارات الهجينة الحالية، وإنما يرتكز أساسًا على محرك كهربائي بقدرة طيبة تبلغ 215 حصان يستمد الكهرباء من بطارية صغيرة نسبيًا تبلغ طاقتها 40 كيلوواط ساعي، ومع ذلك يصل المدى التشغيلي لنحو 800 كلم!
يكمن السر باستخدام خلية وقود هيدروجين لإضافة الطاقة الكهربائية في البطارية، وبهذا يصبح لديك نظام دفع هجين يتألف من بطارية وخلية هيدروجين. الجيد في هذا النظام انه يجمع أفضل الحلول المُقترحة حاليًا لمستقبل التنقل، فالمدافعون عن الهيدروجين يقولون بأن البطاريات ثقيلة ومكلفة وتستهلك معادن نادرة، والباقون يقولون أن الهيدروجين مكلف للاستخراج ويتوجب تجهيز محطات خاصة لبيعه.

من جهتها، جاء رينو بتقنية H2-Tech التي تجمع هذه وتلك؛ بطارية صغيرة غير مكلفة وغير ثقيلة يمكن شحنها من أي مقبس، وخلية وقود هيدروجين تُضيف المدى التشغيلي المطلوب عند الخروج في رحلات بعيدة خارج المدن… رائع!
وإليك المزيد: فنظام الدفع هذا يتميّز ببصمة كربونية أقل بنسبة 75% مقارنة بالسيارات الكهربائية التي تعمل ببطارية تقليدية.
بالحديث عن البصمة الكربونية، يتوجب مباشرة الانتقال إلى بعض مزايا المقصورة التي عمل مصمموها لاستخدام المواد المعاد تصنيعها والقابلة أيضًا للتدوير بسهولة. فالأرضية مثلًا مصنوعة من قطع بلاستيكية مستمدة من قوارير الحليب والأنابيب البلاستيكية، والمقاعد مصنوعة بالكامل من البوليستر. خارج المقصورة ستجد الأجزاء الكربونية معاد تدويرها من صناعة الطائرات، والطلاء بالأسود يضم جزئيات الكربون، والإطارات من شركة معتمدة رفيقة بالبيئة، وخزان خلية الوقود مصنوع من ألياف الكربون المستمدة من نفايات الورق المُعاد تدويره.

بغير ذلك، يتماشي تصميم سينيك فيجين مع الطرازات الحديثة للشركة، ولكن يبقى أقل رونقًا برأينا من الجيل الحالي من سينيك، ثم إن هويته سينيك Scenic ستتغير وتنتقل من كونها سيارة تنتمي لفئة السيارات متعددة الأغراض MPV لتصبح سيارة كروس أوفر كما حال معظم المنافسات، ونعتقد بهذا أن الطراز سيفقد أهم ما ميّزه لعقود!
من المفترض أن يُصنع الجيل القادم -الخامس- من رينو سينيك على القاعدة التقنية CMF-EV المُستخدمة في تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي، ويُعتقد أن الوزن العام للسيارة الهجينة الهيدروجينية سيكون منافسًا في الفئة، حيث سيبلغ وزن السيارة 1700 كلغ. أما الأبواب التي تفتح كالخزانة فنستبعد رؤيتها بحلة الإنتاج التجاري.

سيفقد طراز رينو سينيك سيفقد أهم ما ميّزه لعقود، ويصبح كالآخرين!
مقصورة بمزايا عديدة
عودة للمقصورة، يُلاحظ استخدام تصميم مُبسّط نوعًا ما لا يخلو من التقنيات المميزة؛ هناك شاشة رفيعة تمتد بعرض المقصورة طبعًا وهذا ليس المُهم، بل أنها تنقل ما يحدث أمام السيارة مباشرة في المنطقة التي لا يستطيع السائق كشفها عادة. كما أن لوحات الأبواب تستخدم تقنية لتُضيء بألوان خافتة لطيفة مُختلفة دون أن تكون هذه اللوحات نفسها مُلوّنة.
هناك أيضًا مقود مستطيل بمسجات خاصة تجمع معلومات عن الحالة الصحية للسائق، وثماني شاشات مُربعة صغيرة، منها أربعة في اللوحة الأمامية تميل باتجاه السائق تلقائيًا وحسب الضرورة لتوفر أسهل وسيلة للتواصل. هذه ويُشار إلى أنه يُمكن تعديل بُعد المقود ومعه جزء كبير من لوحة القيادة حسب الضرورة.
هناك أيضًا كاميرات مثبتة على المقاعد الأمامية وموجهة للخلف، تنقل صورة للجالسين في المقاعد الخلف أمام الركاب في المقدمة، ليتم تبادل الحديث بشكل مريح دون أن يلتفت الجالسون في الأمام ويرهقوا أعناقهم!
صور الاختبارية رينو سينيك فيجين للعام 2022













