تنبّأ اللبناني كارلوس غصن، الرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي، والذي هرب من اليابان بعد اتهامه بمخالفات مالية، تنبّأ بانهيار التحالف بعد مغادرته، ويبدو أن الحرب على أوكرانيا من جهة، والتكاليف المتعلقة بتطوير السيارات الكهربائية من جهة أخرى، تُسرِّعان من تحوُّل النبوءة لحقيقة.
أعلنت شركة داتسون اليابانية – التابعة لنيسان في 22 أبريل الماضي إيقاف أعمالها بالكامل، وذلك بعد أن أوقف تصنيع السيارات في منشأتيها في روسيا واندونيسيا عام 2020. لم تلتفت صحافة السيارات كثيرًا للأمر، إلا أن كارلوس غصن الذي قُبِضَ عليه في نوفمبر 2018 قال أن التحالف سينهار بدونه، لترد أنباء في يونيو 2019 تُرجِّح ذلك فعلًا.
في ذات اليوم الذي أُعلن به عن “وفاة داتسون”، طفت إلى السطح أنباء عن إمكانية بيع رينو لحصتها في نيسان في النصف الثاني من العام القادم، ويتوقف ذلك على موافقة مجلس الإدارة في رينو وأعضاء التحالف. فإن حدث ذلك بالفعل، فعلى رينو أن تبحث عن شريك جديد يُساعدها في تطوير السيارات الكهربائية. ويُرجِّح البعض أن تكون جيلي الصينية -مالكة فولفو وعلامات أخرى- الشريك المناسب للشركة الفرنسية.

لدى رينو 1.83 مليار سهم في نيسان، تبلغ قيمتها 7.6 مليار دولار أمريكي، وتُشكِّل 43% من قيمة الشركة اليابانية
وأخبار سيئة أخرى
لزيادة الطين بلة، أجبر الاجتياح الروسي لأوكرانيا العديد من الشركات إيقاف عملياتها في روسيا، أو حتى بيع أعمالها بالكامل. وفي ما يتعلق بموضوعنا اليوم، أعلنت رينو عن بيع حصتها في شركة أوتوفاز AvtoVAZ الروسية المُصنِّعة لسيارات لادا بمبلغ رمزي قدره 1 روبل واحد، أي ما يُعادل 1.4 سنت أمريكي فقط. هذا بالرغم من أن حصة رينو في أوتوفاز وصلت إلى 68% .
اشترى حصة رينو هذه المعهد المركزي للبحث العلمي لمحركات السيارات والمركبات NAMI، وبالمناسبة فهو المسؤول عن تطوير سيارة أوروس سينات الفخمة.

إضافة إلى ما سبق، ستبيع رينو منشآتها في روسيا لوكالة حكومية روسية بسعر لم يُفصح عنه حتى الآن.
يقول كارلوس غصن حتى الآن إنه بريء، وهناك أدلة تُشير لذلك، لكن وضعه القانوني غير مستقر إطلاقًا مع وجود مذكرات التوقيف الدولية من اليابان وفرنسا.
قد يكون الرئيس السابق ملَّ تواجده في لبنان، ذلك بالرغم من عمله مع بعض الشركات الناشئة، لكنه بالتأكيد حزين على حال التحالف الذي عمل على صقله سنوات طوال … ورُبما يشعر بالشماتة قليلًا … ربما!