هذه هي النُسخة المُعدّة للإنتاج التجاري من نموذج ريماك C_Two الذي ظهر في معرض جنيف 2018، وهي تحمل الآن اسم نيفيرا Nevera وتتميّز بتعديلات تقنية عِدّة.
كان النموذج الثاني للشركة الكرواتية ريماك أوتوموبيلي – المُسمّى ببساطة Concept Two أو C_Two اختصارًا – أبهرنا بأربعة محركات كهربائية، لكل واحد منها علبة تروس صغيرة ترتبط إلى إحدى العجلات. بلغ مجموع القدرة آنذاك 1888 حصان (1914 حصان متري، 1,408 كيلوواط) ووصل العزم الأقصى إلى 2300 نيوتن متر، الأمر الذي مكَّن النموذج من التسارع من 0-100 كلم/ساعة خلال 1.97 ثانية، أما النموذج النهائي فرفع العزم إلى 2360 نيوتن متر. لكن يبقى لقب السيارة الأفضل تسارعًا في العالم من نصيب اليابانية أسبارك أول.
تستطيع ريماك نيفيرا الوصول إلى 100 كلم/ساعة في 1.97 ثانية وإلى 300 كلم/ساعة في غضون 9.3 ثوانٍ، وتصل السرعة القصوى إلى 412 كلم/ساعة.
أدناه تقديم ماتي ريماك Mate Rimac مؤسس الشركة للسيارة الجديدة، يرافقه أدريانو مودري Adriano Mudri رئيس التصميم وماتيجا رينيتش Matija Renić رئيس وحدة نظام الدفع وميروسلاف زرنشيفيتش Miroslav Zrnčević سائق التجارب من وحدة البحث والتطوير.
سعر ريماك نيفيرا وتفاصيل أخرى
ما المبلغ الذي تتوقّع دفعه لسيارة كهربائية خارقة إنتاجها مُحدّد بـ 150 وحدة فقط تُعدّل وتُطلى باللون الذي تختاره؟ مبلغ ليس بالبسيط إطلاقًا يبلغ مليوني يورو (نحو 2.4 مليونين دولار أمريكي)، لكن هذا المبلغ -لِمن يمتلكه- يبدو منطقيًا مُقارنة بسيارات خارقة أخرى مثل بينيفارينا باتيستا (2.24 مليوني دولار) ولايكان هايبرسبورت (3.4 ملايين دولار).
اختارت ريماك اسم نيفيرا من اللغة الكرواتية، وهو اسم عاصفة صيفية يشهدها شمال البحر الأبيض المتوسط، يُرافقها البرق ومطر غزير مُفاجئ، بالضبط كما حال السيارة التي تعصف بقدرتها الهائلة.

بخصوص المكوّنات التقنية فهي تشمل بطارية ليثيوم / منغنيز / نيكل مبردة بالسائل بقوة 120 كيلوواط ساعي، صُمِّمت في شركة ريماك وقادرة على منح مدى تشغيلي طيب يبلغ 550 كلم وفق دورة WLTP ويُمكن شحنها من 20-80% في غضون 18 دقيقة فقط. تم توضيب البطارية في صندوق من ألياف الكربون لتأمين صلابة عالية، كما أن الهيكل الأحادي هو قطعة واحدة مصنوعة من ألياف الكربون أيضًا -وفقًا للشركة فهو الأكبر في صناعة السيارات- يُوفر صلابة التوائية هائلة تبلغ 70000 نيوتن متر/درجة، يتأتّى 37% منها بفضل هيكل البطارية. أما توزيع الوزن -2,150 كلغ- فقريب من المثالي مع 52% من الوزن على المحور الخلفي و48% على المحور الأمامي.
إلى ما سبق، تحتوي ريماك نيفيرا أيضًا أول مدرب قيادة يعمل بالذكاء الاصطناعي في العالم! وهو نظام يقوم بتقييم الأداء وتقديم التوجيه لمساعدة السائق على تحسين قيادته على المسار الصحيح. يستخدم مدرب القيادة 12 مستشعرًا بالموجات فوق الصوتية و 13 كاميرا و 6 رادارات ونظام تشغيل بيجاسوس Pegasus من شركة إنفيديا NVIDIA، فيُقدّم إرشادات صوتية ومرئية واضحة ودقيقة لمساعدة السائقين في إتقان خطوط السباق والأوقات المُثلى للكبح والتسارع ومدخلات التوجيه.
تعديلات انسيابية
حسّنت ريماك تصميم نموذج C_Two من الناحية الانسيابية، فزادت الكفاءة إلى 34%، ووصلت بمعامل الانسيابية إلى 0.30، واستطاعت أيضًا رفع القوة الضاغطة للأسفل على السرعات العالية بمقدار 326%. شملت التغييرات شكل غطاء المحرك وأعمدو السقف وتصميم المشتت والناشر ومداخل الهواء.
كنتيجة لما سبق، تحسّنت كفاءة التبريد على السرعات المنخفضة بنسبة 30% لكل من المكابح ونظام الدفع، وبنسبة 7% على السرعات العالية.
مُقارنة بالتسارع؟
لوضع كل ما سبق في قالب واضح، أجرى الزميل مات واطسون سباقًا بين ريماك نيفيرا وفيراري SF90 الهجينة الخارقة، شاهدوا النتيجة
عن ريماك ومُؤسسها
كان ماتي ريماك – وهو من كروات البوسنة والهرسك- في الثامنة عشر من عمره، عندما حصل على رُخصة للقيادة، وفعل كما مُعظم الشباب: اشترى سيارة رخيصة لنفسه وبدأ بتعديلها وتطوير مهاراته بالقيادة. كان ذلك في العام 2006، أما السيارة فهي بي ام دبليو E30 من العام 1984.
بحكم معرفة ماتي بالالكترونيات، وبحكم أن محرك سيارته قرر إنهاء حياته، فكّر ماتي بتحويل سيارته لآلة سرعة كهربائية، وبعد مُحاولات عديدة وتجارب ناجحة وأخرى فاشلة، استطاع مات السير بسيارته بعد عام من بدء المشروع، وتمكّن من الفوز بسباق تسارع في العام 2010 ضد سيارة تعمل بمحرك تقليدي. وفي العام 2011، حطمت السيارة خمسة أرقام عالمية للتسارع.
خلال هذه الفترة، أسس ماتي شركته في العام 2009 ببيع براءات اختراع وبُمساعدة بعض المُستثمرين المُلاك، وفي العام 2011 تم تقديم السيارة الأولى في معرض فرانكفورت: ريماك C1 الكهربائية بالكامل والتي تستطيع الانتقال من الثبات إلى 100 كلم/ساعة خلال 2.6 ثانية وتصل إلى سرعة قصوى 335 كلم/ساعة.

أُنتج من السيارة التي صممها الكرواتي أدريانو مودري 88 وحدة، بيعت أولاها لزبونٍ إسباني. وفي العام 2016 تم تقديم نُسخة أقوى وأخف وزنًا بالاسم Concept S، تلاها في العام الحالي 2018 تقديم طراز C2 الجديد وذلك خلال فعاليات معرض جنيف للسيارات.
بالعودة إلى ماتي ريماك، فهو يملك الآن حصة 56.2% من الشركة، فيما تملك مجموعة كامل Camel Group حوالي 17.325%، وملكت بورشه نسبة 10% في العام 2018 زادتها إلى 15.5% حاليًا. توظّف الشركة حوالي 500 موظف منهم مصممين عملوا سابقًا في دار بينينفارينا وشركة ماجنا. وشاركت ريماك حتى الآن بتطوير نظام الدفع الهجين لسيارة أستون مارتن فالكيري الجديدة، وبطاريات لسيارة كوينجسيج ريجيرا، وغيرها. وللعلم فقد استثمرت هيونداي مؤخرًا 64 مليون يورو وكيا 16 مليون يورو في الشركة لإنشاء شراكة تقنية والتعاون لإطلاق مركبتين عاليتي الأداء بحلول العام 2020