استعرضت شركة “ريكاردو” البريطانية قُدرات فورد “رينجر” من خلال تقديم نُسخةٍ عسكريةٍ منه، حيث تنوي المُنافسة به في فئة المركبات التكتيكية الخفيفة.
قدَّمت شركة “ريكاردو Ricardo” البريطانية نموذجًا اختباريًا عسكريًا من طراز الشاحنة الخفيفة مُتوسطة الحجم “رينجر Ranger” من فورد، المُميز فيها أنها مُتعددة الأدوار، فهي مُناسبةٌ للاستخدام العسكري، إلى جانب استخدامات أخرى مثل الدفاع والأمن والإنقاذ. ويحمل هذا النموذج اسم “Ford Ranger Military Demonstrator by Ricardo”، وينتمي لفئة المركبات التكتيكية الخفيفة LTV.
تستفيد “ريكاردو” هنا من مبدأ “جاهز للاستخدام Off the Shelf”، من خلال إدخال تعديلات خاصة على المركبة للاستخدام العسكري، ومن شأن هذا أن يُوفر مركباتٍ عسكرية أقل كُلفةٍ، وسهلة الصيانة ويُمكن تحضيرها خلال فترةٍ من وجيزةٍ من طلبها وحسب الطلب. وتنحصر التعديلات عليها بإزالة ما لا يلزم، وتعديلها لزيادة متانتها ومُستوى تدريعها لحماية الجُنود، وإضافة ما يطلبه العميل – ونقصد هُنا الجيوش والقُوات المُسلحة، وربما بعض شركات الحماية الخاصة التي لديها جُيوش صغيرة مع بنادق للتأجير.
ولا يفتقر طراز “رينجر” بحدِّ ذاته للسُمعة، فقد أثبت نفسه فعلًا كشاحنةً خفيفةً مُناسبةٌ لمُختلف الأعمال الشاقة؛ مثل نقل البضائع وفي مواقع البناء برفقة المُقاولين والعُمّال ويتجول بثقةٍ في المزارع والأرياف، ويعمل بجدٍّ مع مُوظفي المُؤسسات الحُكومية والخدمية في الغابات الإسمنتية والفولاذية، فضلًا عن استخدامه مركبةً للأنشطة الرياضية في البرية.
عملت “ريكاردو” على تحديث نظام التعليق وتعديله بأن جعلته أمتن وأقوى، مع رفع هامش الخُلوص ليتلاءم مع العجلات الجديدة الخاصة المكسوة بإطارات ضخمة، ونقشات غائرة لتُضفي تماسكًا أفضل على مُختلف الطرقات والدروب، استتبع هذا تعديل المكابح لتُلائم المُتطلَّبات الجديدة. كما صُفِّحَ أسفل السيارة بألواح حماية Skid-plate للمُبرِّد والمُحرِّك وخزّان الوقود، وتدريعًا Shield للأرضية يزيد من سماكتها لحمايتها من المقذوفات. فضلًا عن ذلك، أُضيفت قُضبانٌ على الصندوق، تُشكِّل قفصًا مُقاومًا للانقباض، كما أضافت الشركة البريطانية نظامًا للحماية من انقلاب السيارة، وزجاجًا مُقاومًا للطلقات النارية.
ومن أجل تعويض الزيادة اللاحقة بوزن المركبة، استخدمت “ريكاردو” مُكونات خفيفة ومتينة لصُنع بعض الأجزاء، على غرار المصدين الأمامي والخلفي. كما إن هذه التعديلات مُناسبةٌ للعديد من الاستخدامات، فقفص الحماية للصندوق يتضمن في الأعلى فُتحةً مع تجهيزات لتثبيت رشاش كبير على منصة قابل للدوران، كما يتضمن حوض التحميل سكك لتسهيل تحميل وإنزال المعدات والأجهزة، وتثبيتها بإحكام، ومنافذ طاقة كهربائية.
ليس هذا وحسب، فقد عملت “ريكاردو” على تحديث الأنظمة الكهربائية لتُصبح بقوة 24 فولت، لكي تتلاءم مع مهمتها الجديدة في ميادين القتال، حيث إن على المركبة حمل أنظمةٍ إلكترونيةٍ مُعقدَّة مثل أجهزة ومعدّات الاتصالات اللاسلكية، ودرع حماية من الموجات الكهرومغناطيسية EMC. وأخيرًا، رافعة في الأمام لسحب المركبة أو المركبات الأخرى، وطلائها بطلاءٍ زيتوني اللون مُطابق لمُتطلبات حلف شمال الأطلسي NATO للتمويه.
المقصورة تبدو كما هي، لكن مع إضافة بعض التعديلات، مثل لوحة مفاتيح في لوحة القيادة لتشغيل التجهيزات الإضافة، وتزويد المقاعد بأحزمة أمان رُباعية النقاط ومنصة تمتد على وسط المقصورة لتثبيت الأجهزة ومنافذ طاقة 24 فولت.
وتعاونت “ريكاردو” مع شركة “بولاريس للخدمات الحُكومية والدفاعية Polaris Government and Defense” من أجل تطوير الأنظمة التحكُّم بالطاقة في السيارة ودمج أنظمة “القيادة والسيطرة والاتصالات والحواسيب والاستخبارات C4I” فيها.
ومن نقاط قوة مثل هذا النوع من المركبات سهولة صيانتها حتى في الميدان، خُصوصًا مع توافر العديد من قطع الغيار في الأسواق المدنية، وسهولة الحُصول عليها عند اللزوم.
وقال بول تارّي Paul Tarry مُدير عمليات المركبات الخاصة لدى الشركة البريطانية: “يسرنا تقديم هذه المركبة العسكرية الاستعراضية العامة، إن تعديل منصات سيارات حالية وأثبتت قُدراتها لتتلاءم مع الأغراض الدفاعية يُمثِّلُ فُرصةً لتقديم حُزمةٍ متينةٍ ومُناسبة لكل غرض وذات تكلفةٍ مُناسبةٍ، كما إنها سهلة الصيانة، حيث تستفيد من سلسلة توريد عالمية قائمة وموثوقة لتُزودنا بالقطع والخدمات“
لم تذكر “ريكاردو” أية تفاصيل حول تعديلها للمُحرِّك أو عُلبة التُروس، لكنها مُجهزةٌ بمُحرِّك ديزل من أربع أُسطوانات مُتتالية سعة ليترين، من عائلة “إيكوبلو EcoBlue” مع ضاغط توربيني مُزدوج “باي توربو“، يُولد 210 أحصنة، و 500 نيوتن – متر من عزم الدوران، ويتصل بعُلبة تُروس آلية من عشر نِسَب.
ولم تُقدِّم ريكاردو سوى مركبةٍ واحدةٍ للاستعراض، لذا لا يُعرف لغاية الآن مُستقبل هذه المركبة، فأمرها مرهونٌ بقادة الخُبراء العسكريين وقادة الجُيوش. علمًا بأن الشركة لا تفتقد للخبرة العسكرية، فقد طوَّرت “عدة تركيب الأسلحة WMIK” للشاحنة العملانية المُتوسِّطة TUM وهي نُسخة من المركبة العسكرية “ديفِندِر وولف Defender Wolf” بالتعاون مع لاند روفر، ومركبة “فوكسهاوند Foxhound” بالتعاون مع فورس للحماية أوروبا FPE، حيث يُبدي عميلهم الأول – الجيش البريطاني – رضاه التام عن هذه المركبات.
هنالك شقيقٌ فرنسي:
استخدمت شركة “أركوس Arquus” الفرنسية للصناعات الدفاعية طراز “رينجر” لتطوير مركبةٍ شبيهة تُصنِّفها مركبةً خفيفةً مُتعددة الأغراض Light Multipurpose Vehicle، تحمل الاسم “تريجِّر Trigger”، حيث طُوِّرت لتلبية حاجة الوحدات المُختلفة للجيش الفرنسي، ومنها القُوات الخاصَّة، كمركبةٍ جديدةٍ للقيادة والدوريات والاتصال.
تتميَّز “تريجِّر” بأن حوض التحميل فيها مُسطَّح Flatbed، مساحته 4.6 أمتار مُربعة، بينما تعمل بمُحرِّك ديزل من عائلة “ديوراتورك Duratorq” سعة 2.2 ليترَيْن مع ضاغط توربيني، قُوته 150 حصان، وعزم دورانه 375 نيوتن – متر، وأضافت “أركوس” نظام ترشيح مُزدوج للوقود بحيث يُمكن استخدام أنواعٍ رديئة من الوقود، ويتصِّل بعُلبة تُروس يدوية من ستِّ نِسَب، يُوزع القُوة على العجلات الأربعة، وسُرعتها القُصوى 170 كيلومِترًا.
ونظريًا، تبدو “تريجِّر” أعلى تجهيزًا، حيث زُودت بعدة منصات للأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة، وصناديق للذخيرة ومعدّات للاتصالات. فضلًا عن قُدرتها على نقل ثمانية جُنود بكامل تجهيزاتهم، كما يُمكنها نقل 1.3 طن من التجهيزات والمعدّات. علمًا بأنها ذات مقصورة مُفردة Regular Cab، تستوعب السائق والقائد فقط. ويُمكنها العمل باستقلالية في مناطق نائية واجتياز ألف كيلومتر في المهمة الواحدة، بفضل خزّانات الوقود الإضافية، وتتوافر فئة ذات مقصورة مُزدوجة شبيهة بمركبة “ريكاردو“.
وبخلاف الجيش الفرنسي، تُحاول “أركوس” بيع هذه المركبة لعددٍ من الدول الإفريقية.