تشتهر التصاميم السويدية بكونها بسيطة مع نفحة من الفخامة، بولستار حافظت على هويتها السويدية مع تقديم أحدث ما يُمكن من تقنيات، ويُمكن القول بأنها المُنافسة الفعلية لتسلا “موديل 3”.
قدمت علامة “بولستار Polestar” الفرعية، المُتخصصة بإنتاج المركبات الكهربائية، والتابعة لشركة فولفو السويدية لإنتاج السيارات، ثاني طرزاتها، وهو طراز “بولستار 2 Polestar”، عبارة سيارة صالون مُتوسطة الحجم. ولنكن واقعيين، تُعتبر شركة “تسلا Tesla” الأمريكية المعيار الأساسي للسيارات الكهربائية، ولغاية الآن لا يوجد الكثير من المُنافسين الفعليين لها، من ناحية الطرازات التي تُنتجها، ولكن يُمكننا القول وبكل ثقة بأن “بولستار” تُثبت نفسها بأنها مُنافسة فعلية لـ “تسلا”.
وقال توماس إنجنلاث Thomas Ingenlath المُدير التنفيذي لبولستار: “أظهر لنا التفاعل حول تسلا موديل 3 وجود اهتمام بالسيارات الكهربائية، وقدمت شركتنا مع طراز بولستار 2 سيارة كهربائية فخمة ستزيد من الخيارات المُتاحة في هذه الفئة”.
كانت “بولستار” فرعًا خاصًا لتجهيز سيارات فولفو عالية الأداء ورياضية الطابع، ولكنها فُصلت لعلامة مُستقلة في 2017.
تقديرنا هذا ليس من فراغ، فنقاط قوة “بولستار” كثير، أولها أنها تأسست لتكون مُتخصصة في السيارات الكهربائية حصرًا، كما إنها تابعة لشركة “فولفو” السويدية، التي لم تُخيِّب مُنتجاتها ظن أحدٍ بها، كما تستند إلى الملاءة المالية والطموح الكبير لمجموعة “جيلي” الصينية، مالكة الشركة السويدية. ورغم أن “بولستار” ستُنتج في الصين، إلا أنها ما زالت تُحافظ على هويتها السويدية المُميزة، كما إنها تخضع لمعايير “فولفو” من ناحية الجودة والمتانة.
البداية مع التصميم، لا يُمكن للعين أن تُخطئ انتماء السيارة لفولفو، خُصوصًا مع المصابيح الأمامية التي يُزينها تصميم “المطرقة”، وشبكة التهوية، والمصابيح الخلفية المُربعة. التصميم الجانبي يوحي بالقوة، مع خطوط مُستقيمة، وأكتاف عريضة. كما يتميَّز التصميم بكونه صناعيًا نظيفًا للغاية، حيث لا تموجات ولا خُطوط زائدة، يُكمل عناصر القوة هذه أقواس العجلات كبيرة الحجم، والمُؤطرة بلدائن “بلاستيك” رفيعة.
تُصنع السيارة على قاعدة خاصة بالمركبات الكهربائية، وتصفها الشركة بأنها مركبة “فاستباك Fastback” ذات خمس أبواب، هذا التصميم يمنحها النفس الرياضي، حيث تكون خُطوط القسم الخلفي للسقف وغطاء الصندوق مسحوبة وانسيابية، وهذا من العوامل الهامة في المركبات الكهربائية، من أجل تقليل الاحتكاك وتعزيز انسيابتها، يُساعد هذا الأمر في إطالة مدى مُدخرة الطاقة.
بالحديث عن مُدخرة الطاقة والقوة، تتضمن السارة مُدخرة طاقة بسعة 78 كيلووات ساعي، وتتكون من 27 وحدة نموذجية للخلايا. وتعمل السيارة بمُحركَيْن كهربائيين، واحد لكل محور، أي أنها تعمل بنظام دفع على جميع العجلات AWD، تبلغ القُوة الإجمالية للمُحركَيْن 408 أحصنة، وبعزم دوران 660 نيوتن – متر، يجمع ما بني القُوة والأداء، حيث يُمكن للسيارة إنجاز مُناورة الانطلاق من السكون والوُصول لسُرعة مئة كيلومتر في الساعة في غُضون 4.7 ثواني. ويُمكن للسيارة اجتياز 500 كيلومتر وفق اختبار دورة القيادة العالمية الموحدة للمركبات الخفيفة WLPT.
استخدمت “بولستار” العديد من المُكونات الشهيرة بكونها رياضية، نظام تعليق من “أوهلينس Öhlins Racing” السويدية، ومكابح “برمبو Brembo” الإيطالية، كما يُمكن اختيار عجلات قياس 19 بوصة أو 20 بوصة. وتبلغ أبعاد السيارة 4607 ميلّيمترات طولًا، والعرض 1800 ميلّيمتر، والارتفاع 1478 ميلّيمتر، بينما طول قاعدة العجلات 2735 ميلّيمتر. وحرص المُصممون على منح السيارة بعض التمايز، حيث تأتي أحزمة الأمان ومكابس المكابح وأغطية الصمامات بلون أصفر ذهبي.
تصميم المقصورة الداخلية بالغ البساطة، ورياضي الطابع، حيث تتضمن أربع مقاعد مُنفصلة، وفق وضعية جُلوس 2 + 2، وهي وضعية لا نراها إلا في السيارات رياضية الطابع والأداء، كما يوجد تمايزات تصميمية مثل أحزمة أمان بلون أصفر ذهبي يتناقض مع اللون الداكن للمقصورة.
لوحة القيادة بسيطة ومُختزلة Simple and Minimalist، وكما العادة، لوحة العدادات رقمية، وهنالك شاشة لمسية مُلونة قياس 11 بوصة للتحكم بجميع وظائف القيادة، ونظام صوتي من “هارمان كاردون Harman Kardon”.
وتُعتبر “بولستار 2” أول سيارة في العالم تتضمن نظام “معلوماتي ترفيهي Infotainment” مُطوَّر من نظام التشغيل “أندرويد Android” من “غوغل Google”، ويتوافق مع العديد من خدمات “غوغل” مثل ومتجر التطبيقات Play Store، وتطبيقَي الخرائط Maps والمُساعد الشخصي Google Assistant. لم يرغب القائمون على تصميم السيارة بـ “إعادة اختراع العجلة” وتطوير نظام من الصفر، كما يُؤمن لهم هذا الأسلوب تحقيق تكامل ما بين النظام الملعوماتي الترفيهي وأجهزة الهواتف الذكية للعُملاء التي تعمل بنظام “أندرويد”.
تبلغ سعة صندوق الأمتعة 404 ليترات، ويوجد صندوق أمتعة في الأمام، بسعة مُتواضعة تبلغ 34 ليترًا.
تُعتبر السيارة هذه هامة ضمن خطة العالمة لأن تُصبح شركةً رابحة خلال خمس إلى سبع سنوات، مع هدف مبيعات أكثر من 10 آلاف وحدة سنويًا على مُستوى العالم.
كما تقول “بولستار” بأنها تُخطط لإنتاج حوالي ست طرازات أخرى خلال العقد المُقبل، ومن المُتوقع تقديم مركبة صالون هجينة هذا العام بسعر 155 ألف دولار. كما سيتم تقديم سيارة دفع رباعي SUV، وأخرى مُدمجة Crossover، ورياضية ورودستر Roadster.
للأسف، لم تكشف “بولستار” سوى عن قائمة الأسعار في ألمانيا، حيث تبدأ من 40 ألف يورو (45 ألف دولار أمريكي) وتنتهي مع 60 ألف يورو (68 ألف دولار أمريكي تقريبًا) في الفئة الأعلى تجهيزًا. ويُمكن أن يقل السيارة في بعض الأسواق، في حال كانت الرسوم الجُمركية أقل أو بوجود حوافز إعفاءات ضريبية لاقتناء السيارات الكهربائية.
ويُمكن للعُملاء حجز سياراتهم، واختيار المُواصفات والتشطيبات التي يُريدونها، وسيبدأ تسويق “بولستار 2” في العام 2020، والبداية في السوق الصينية، بعدها ستتوسع مبيعاتها تدريجيًا في أوروبا، يليها باقي الأسواق العالمية، ومن المُتوقع أن تصل إلى أسواق أمريكا الشمالية بحُلول صيف 2020، ورغم عدم حُصولنا على تفاصيل مُؤكدة، إلا أنها قد تظهر في أسواق الخليج العربي، ذلك أن أحد المقاطع المرئية الترويجية يُظهر خُضوع السيارة لاختبارات على طرقات سريعة وسط الصحراء، على تُخوم مدينة دُبي، حيث يظهر بُرج خليفة، أعلى مبنى في العالم في الأفُق.
ستُقدم “بولستار” هذه السيارة للعُموم في معرض جنيف الدولي للسيارات الذي سيفتتح أبوابه غدًّا.
تعليق واحد