- استخدام البلاستيك في صناعة السيارات
- البلاستيك مُعاد التدوير
- المواد القابلة للتحلّل
- ميزات وعيوب البلاستيك في السيارات
هُناك قوانين تُحتّم استخدام نسبة من المواد المُعاد تدويرها لإنتاج السيارات، يُضاف إليها ما يُوجِبُ استخدام نسبة أخرى من المواد القابلة للتحلّل. عليه، ستجد في جميع السيارات المُنتجة منذ التسعينيات بعضًا من هذه أو تلك، نجح البعض باستخدامها بذكاء، فيما كان مصير بعض الطرازات مأساويًا!
لم تنجح بعض الشركات باختيار المواد القابلة للتحلّل بعناية، فشركة مرسيدس-بنز المعروفة بطرازاتها الفخمة ذات العمر الطويل لم تجد مكانًا لهذه المواد في طرازات الأعوام 1992-1996 سوى في تغليف الأسلاك الكربائية الخاصة بالمحرك! والمُشكلة كما تتصور تمثّلت في تحلل هذه المواد أسرع من المُتوقّع مما أهلك كثير من سيارات هذا الطراز قبل الأوان!
عفا الله عمّا مضى، على الأقل من وجهة نظر الصانعين… لا المُستهلكين! ونحن الآن في مرحلة يطغى فيها استخدام البلاستيك بأنواعه على مُعظم مكونات السيارة.

ما كمية البلاستيك في السيارات؟
في دراسة نُشِرت في العام 2012 (اطلع على المصادر أدنى الخبر)، قارب مُتوسط كمية البلاستيك المُستخدم في السيارات 20% من مُجمل المواد، وبما يعادل حوالي 150-200 كلغ من البلاستيك، لكن في ورقة علمية أحدث نُشِرت عام 2016، شكّل استخدام البلاستيك 50% من مجمل قطع السيارات و10% فقط من وزنها.
إلى ذلك، نذكر على سبيل المثال أنه يمكن إعادة تدوير سيارات مجموعة فيات كرايسلر بما يُقارب 85% من وزنها، ويأتي ذلك تجاوبًا مع القوانين الأوروبية المُتعلّقة بإعادة الاستخدام والتدوير 2005/64, RRR والمعيار العالمي للحياد الكربوني PAS 2060.
معظم البلاستيك -والبلاستيك مُعاد التصنيع- المُستخدم في السيارات لا يراه الركاب، ولكنه يؤدي دورًا هامًا جدًا في جميع أنظمة التشغيل، مثل نظام الدفع الذي يحتوي كثيرًا من الأجزاء البلاستيكية المُثبتة على المحرك، بما فيها أنابيب العزل ومرابط التثبيت وممرات الهواء وأحزمة التشغيل وحتى بعض مضخّات الماء وغيرها. كذلك يستخدم البلاستيك في أنظمة الأمان والعزل ونظام الوقود والمنظومة الكهربائية.
ولا ننسى البلاستيك المدعم بألياف الكربون CFRP والذي استُخدم منه 3,400 طنًا منه في العام 2013 لتصنيع السيارات، ويُرجّح أن يتضاعف استخدامه ليصل إلى 9,800 طنًا في العام 2030.
يُضاف إلى ما سبق البلاستيك الحيوي Bioplastics، الذي يجمع بين المواد الطبيعية والبلاستيك كمُمارسة طِّيبة للاستدامة، مثل دمج الخيزُران والبلاستيك وكذلك استخدام رغوة الصويا لصنع حشوات المقاعد وكذلك تصنيع البلاستيك الذي يحتوي قشور حبوب البُن.
ما سبب استخدام البلاستيك؟
إن لم تكن قوانين إعادة التدوير والاستدامة سببًا كافيًا، فمن المؤكد أن التكلفة المُنخفضة للإنتاج تُغري الصانعين، فطبقًا لصحيفة نيويورك تايمز بيعَت الرُزَم الضخمة من القوارير البلاستيكية الفارغة في العام 2015 بحوالي 230 دولارًا أمريكيًا، وانخفض سعرها إلى 112 دولار أمريكي في العام 2016. كما أن هنالك 27 مليون سيارة تصل سنويًا لنهاية الخدمة، بعضها حديث يتعرّض لحادث، والمُتبقي -وفقًا للدراسات أسفل الخبر- هو سيارات لم تعد مُناسبة للقيادة يبلغ متوسّط عمرها 11 سنة، في هذا فرصة عظيمة لإعادة التدوير وتقليل النفقات.
إلى ما سبق، تشير التقديرات إلى أن كمية البلاستيك ستتجاوز 12 مليار طن في عام 2050 وهذا يعني تلقائيًا تشديد القوانين مُستقبلًا على إنتاج البلاستيك وتسهيل إعادة التدوير وتحفيز ذلك بالمِنَح.
يَسْهُل تشكيل وقولبة البلاستيك بلا حاجة للحفر، كما يُمكن صُنع الأشكال المُعقّدة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، كما أن البلاستيك لا يصدأ ولا يحتاج طلاءًا لحمايته.
ماذا عن السيارات الفخمة؟
لا تخشى الشركات من المُفاخرة باستخدام البلاستيك مُعاد التدوير، فالوعي العام يُسهّل المهمّة بل ويُساعد على بيع السيارات إن أتت بشكل مقبول ومميّز. هناك العديد من الأمثلة مثل سيارات فولفو السويدية التي تستخدم نسيج مقاعد من القوارير البلاستيكية المُستعملة، يقابلها استخدام مُوسَّع من جاكوار لاند روفر لذات التقنية يؤكد التزامها بالاستدامة ومساعيها المعروفة باسم “الوجهة الصِفْر”.
تستخدم مرسيدس-بنز نسيج ديناميكا Dinamica في عدد من طرازاتها ونسيج Sunnyvale في طراز EQC وهما مكوّنان من قوارير البلاستيك، كما أن بي ام دبليو عملت جاهدة لاعادة تدوير المواد، في هذا فإن 80% من مكونات سيارتها الكهربائية i3 يأتي من مواد مُعاد تصنيعها أو مواد مُستدامة، بما في ذلك نبتة الجُلجُل / التيل / الكناف التي تعتبر من أفضل النباتات امتصاصًا لثاني أكسيد الكربون.


حتى الشركات الأخرى تُفاخر باستخدام البلاستيك المُعاد تصنيعه وذلك الذي يحتوي موادًا من مصادر مُستدامة مثل فورد وهيونداي اللتان تستخدمان مواد بلاستيكية مضاف إليها نشارة الخيزران والصويا وقصب السكر.
تعمل شركات أكوافيل Aquafil مثلًا على تطوير نسيج إيكونيل ECONYL من النفايات البلاستيكية الموجودة في المحيطات ومدافن النفايات الأرضية، حيث استخدمته شركات أزياء وملابس رياضية وساعات فاخرة لإنتاج حقائب اليد والظهر وملابس السباحة وأحزمة الساعات، وتُحضّر جاكوار لاند روفر أيضًا لاستخدامه في مقاعد سياراتها والسجاد.
من جهتها، تعمل شركة بي كومب Bcomp السوسرية على إنتاج نسيج قوامه قوارير البلاستيك والكتّان أخف من الأنسجة المُشابهة بحوالي 50%، وفي ذات الوقت أكثر تحملًا للاهتراء.
التوجّه عالمي ولا يبدو أنه سيتوقف قريبًا!
أنواع البلاستيك في السيارات
هنالك 39 نوعًا مُختلفًا من البلاستيك يُستخدم في صناعة مكوّنات السيارات نذكر منها الأمثلة التالية:
- بولي برويلين POLYPROPYLENE PP الذي يُستخدم في المصدات وخزان الوقود وعوازل الأسلاك وسجاد الأرضية
- بولي يوريثين POLYURETHANE PUR المرن ويستخدم في حشوات “رغوة” المقاعد والأبواب، وكذلك للمقود والعجلات
- بولي فاينل كلوريد POLYVINYL CHLORIDE PVC المقاوم للحرارة والذي يستخدم لوحة العدادات والأنابيب
- أكريلونيتريل بوتادين ستايرين ACRYLONITRILE BUTADIENE STYRENE ABS الذي يمنح الأسطح شكلًا لامعًا وفي ذات الوقت يوفر ملمسًا مطاطيًا، يستخدم في أغطية العجلات ولوحة القيادة
- بولي أميد POLYAMIDE PA, NYLON 6/6, NYLON 6 المقاوم للتآكل، ويستخدم في المُسننات والأغلفة المُقاومة للتسرّب
- أكريليك ACRYLIC PMMA الشفاف ويستخدم في لوحة العدادات وبعض الألواح التي تستبدل الزجاج
عيوب البلاستيك
لكل شيء عيب، لا مفرّ من ذلك، وبالنسبة للبلاستيك مُعاد التصنيع فقد ارتبط اسمه واستخداماته في الأشياء رخيصة الثمن، مما قد يُصعّب مسألة تسويقه للأشخاص غير المدركين لأهمية إعادة التدوير ومن يعتقدون أنها رديئة الجودة. ثم أن بعض الأنواع لا تستطيع تحمّل الحرارة مدّة طويلة، مما يجعلها تتهالك بشكل أسرع من المتوقع، يُضاف إلى ذلك صعوبة الإصلاح، فإن انكسر البلاستيك صَعُبَ إصلاحه.
إلى ما سبق، أشارت دراسات إلى أن هُناك روائح خاصّة يُمكن “لبعض الأشخاص” تمييزها للبلاستيك المعاد تدويره، وبما يستدعي المزيد من التطوير للمُنتجات.
نهايةً، تُشير زينب رحيم من جامعة بغداد في بحث نُشر لها عام 2019 عن المركّبات الحيوية أن عديد من الألياف الطبيعية لا تصلح للاستخدام في البلاستيك، بل أن القطن -وهو أكثر الألياف الطبيعية توفرًا- له العديد من الآثار البيئة السيئة، عليه، فإننا ما زلنا بحاجة للعديد من الأبحاث والتطوير… الفرصة أمامك!
اقرأ أيضًا