لم تعد أوبل كما كانت، فالعلامة الألمانية تعيش اليوم مرحلة جديدة بالكامل بعد توديعها لحقبة جنرال موتورز، وها هي تفتح صفحة جديدة في تاريخها أيضاً مع الجيل الثاني من المدمجة الصغيرة “كروس أوفر” موكا…
هل وجدت أوبل ملاذًا أمنًا في أحضان مجموعة PSA (بيجو – سيتروين)؟ الأيام وحدها ستعطينا الإجابة الصحيحة. المهم بأن الألمانية ومنذ سنوات قليلة بدأت في مرحلة جديدة بعد أن أمضت قرابة القرن من الزمن مع جنرال موتورز وعانت كثيرًا في الآونة الأخيرة قبل أن تستقر تحت جناح المجموعة الفرنسية التي تتحضر للاندماج مع FCA (فيات – كرايسلر)، إن سارت الأمور على ما يرام.
من بين أوائل الطرازات التي يمكننا القول بأن تطويرها قد تم بالكامل خلال حقبة بيجو – سيتروين الجديدة هو الجيل الثاني من المدمجة الصغيرة موكا الذي جاء ليخلف الجيل الأول الطيب النجاح بمبيعات قاربت المليون وحدة في القارة العجوز وحدها منذ أن أبصر النور عام 2012 كطراز 2013، علماً بأنه كان يتشارك معظم مكوناته مع شفروليه تراكس.

أكثر من “صفحة جديدة” بطراز واحد!
أوبل موكا أو فوكسهول موكا كما في الأسواق البريطانية، ستقوم على قاعدة عجلات جديدة من PSA هي CMP التي سبق لها وأن عرفت طريقها لطرازات مثل الأجيال الأحدث من بيجو 208 وأوبل كورسا، وهذا ما منحها فرصة أن تكون أول مدمجة بتاريخ أوبل تتوفر بفئة كهربائية صرفة.
كما ستنال موكا 2021 شرف حمل الفلسفة التصميمية الجديدة للعلامة الألمانية التي تحمل اسم “فيزو”، على أن تعرف طريقها إلى بقية طرازات أوبل القادمة بأجيال جديدة في السنوات القليلة المقبلة. تتمثل الفلسفة أو النهج التصميمي في المقدمة المبتكرة بشكلها الفريد والتي تجمع ما بين المصابيح الأمامية وشبكة التهوية “المزيفة” في وحدة مدمجة. وعموماً يمكننا القول عن التصميم الخارجي بأنه غريب ومبتكر وعصري في الوقت نفسه وتبرز فيه ملامح السقف مع اللون المختلف لهذا الأخير فضلاً عن الشكل الأنيق للغاية للمصابيح الخلفية. لا ندري لماذا نالت موكا الجديدة الكثير من استحساننا أثناء النظر إلى خطوطها الخارجية!

ستكون موكا أيضاً أول من يتبنى المقصورة الافتراضية الجديدة من أوبل بجيلها الأحدث مع شاشتين للتحكم بكل شيء، إحداهما مكان لوحة العدادات والثانية وسطية، ناهيكم طبعاً عن النهج التصميمي الجديد في المقصورة. ألم نقل لكم بأن موكا بجيلها الثاني ستفتح عدة صفحات جديدة في تاريخ أوبل؟!
موكا-e
الحديث السابق والصور وكل التفاصيل المنشورة للساعة هي عن الفئة الكهربائية الصرفة، أي التي تعمل بالكهرباء 100 بالمئة، والتي – وطبعاً مع شقيقتها التقليدية المرتقبة – سبحت عكس التيار السائد في عالم السيارات منذ عقود. إذ أنها وعوضاً من أن تكبر على صعيد الأبعاد جيلاً بعد جيل، شهدت تقليصاً بارزاً على صعيد الطول بواقع 130 ملم ليقف عند 4,150 ملم مقابل 4,280 ملم للجيل الأول، إلا أن قاعدة العجلات زاد طولها قليلاً بمقدار 2 ملم فقط بما يعني بعضاً من المساحات الإضافية المحدودة للركاب في الداخل. وشهد صندوق الأمتعة تخفيضاً صغيراً في سعته بمقدار 6 ليتر ليقف حجمه عند 350 ليتراً، وهذا رقم جيد بالنظر إلى المسافة الطويلة نسبياً التي تم اقتطاعها من الطول.

في الداخل، تبرز وكما ذكرنا شاشتان تبدو وكأنهما متصلتان فيما بينهما، مع قياس يصل إلى 12 بوصة لتلك مكان لوحة العدادات فيما يصل قياس الوسطية التي تميل إلى جهة السائق لغاية 10 بوصة، ولكن ومن حسن الحظ وفي سبيل تسهيل القيادة على السائق وعدم تعقيد حياته تم اعتماد مفاتيح تقليدية للتحكم بالوظائف الرئيسية.
سمحت قاعدة العجلات الجديدة بخفض الوزن بدرجة عالية بلغت 120 كلغ مقارنة بالجيل السابق، كما أن الهيكل نال صلابة أعلى بنسبة 30 بالمئة بما يعد بتوفير قيادة أكثر متعة ورشاقة خلف المقود.
دعونا نركز الآن على الأرقام الكهربائية التي تمثل أحد أبرز الجوانب في موكا 2021، إذ ستحظى بمحرك كهربائي يولد 100 كيلو واط أو ما يعادل 136 حصاناً مع 260 نيوتن متر من العزم اللحظي طبعاً، فيما سيتغذى بالكهرباء عن طريق بطارية سعة 50 كيلو واط ساعي بما يضمن السير لمسافة 322 كلم في الشحنة الواحدة عند ضبط نمط القيادة العادي “Normal” وذلك حسب دورة WLTP، ومن البديهي أن يزداد الرقم عند ضبط النمط الاقتصادي “Eco” وأن يقل عند النمط الرياضي “Sport”.
من عيوب السيارات الكهربائية أو مزاياها وذلك حسب ترجمتك لمفهومة السرعة، هو السرعة القصوى الأقل بفارق جيد عن نظيرتها في السيارات التقليدية، إذ يقف الحد الأقصى لـ موكا-e عند 150 كلم لضمان الاحتفاظ بالطاقة لفترة أطول في البطارية التي يمكن شحنها بشاحن سريع بنسبة 80 بالمئة خلال 30 دقيقة، علماً بأنه وبحسب أوبل كافة خيارات الشحن متوفرة بدءًا من استخدام منفذ كهرباء تقليدي إلى محطات الشحن المتخصصة.
موكا-e الكهربائية هي أول من سيطرق أبواب الأسواق صيف هذا العام على أن تلحق بها في وقت ما نظيراتها بمحركات بنزين وديزل لجذب الشريحة الأكبر من العملاء!