مع توسّع استخدام الشاشات كبيرة الحجم في السيارات أصبح لدينا مذهبان؛ الأول يُؤمن بأفضلية الشاشات الطولية لاعتبارات تتعلّق بالحجم والقرب النسبي من أيدي الرُّكاب، وأفراد هذا المذهب معروفون، وعلى رأسهم تسلا التي كانت أول من قدمت الشاشات المُثبتة طوليًا، لتتبعها رينو وفولفو وبولستار .. وعلى الأغلب مرسيدس اس-كلاس أيضًا!
أما المذهب الثاني الذي يعتمد شاشات أفقية فهو الأكثر انتشارًا، لماذا؟
يقول المُدافعون عن هذا المذهب أن على مُصممي السيارات الموازنة بين التصميم والتكنولوجيا والفائدة، فلا قيمة لمُنتج جميل غير عملي، ولا تقنية متطورة بشعة المظهر. لذا، يعمد كثير من الصانعين وضع الشاشة الوسطية بامتداد لوحة العدادات، وما أجمل أن تكون الأخيرة شاشة أيضًا لتبدوان وكأنهما شاشة واحدة عريضة جدًا.
رأينا تطبيقات لطيفة لهذه الشاشات العرضية في سيارات مرسيدس-بنز، واعتمدت النهج ذاته عدة شركات مثل فولكس واجن – في جولف الجديدة– وهوندا –في طراز هوندا إي– وأوبل –في طراز موكا إي– وهيونداي وكيا وسيتروين وغيرها في عديد من الطرازات، أما أودي فارتأت تخصيص 3 شاشات مُنفصلة.
بماذا تتميّز الشاشات العرضية؟
تقول نيسان أنها أولت الأهمية للعملانية والرؤية بدلًا من السعي خلف أحدث صيحات التصميم، وفضّلت أن تستخدم في سيارة أريا الكهربائية القادمة شاشتان منحنيتان استوحيتا من شكل الموجة.
يعكس هذا التصميم لغة نيسان التصميمية الجديدة “الحداثة اليابانية الخالدة Timeless Japanese Futurism” والتي ظهرت واضحة في الواجهة الأمامية لسيارة أريا الاختبارية كما في المقصورة.
يشرح توموميتشي أويكوري، كبير مديري فريق هندسة التفاعل بين الإنسان والآلة، الأمر قائلاً: “تنظر العين البشرية من جانب إلى آخر عند القيادة، ويمكن للأشخاص مشاهدة المزيد من المعلومات واستيعابها إذا تم عرضها بشكل أفقي. وتعمل الرؤية المحيطية بالطريقة ذاتها.”

بالإضافة إلى نقل المعلومات بشكل أفضل للعين، يؤدي التصميم هذه المهمة من موقع أكثر أمانًا، فهو في مجال الرؤية وأقرب إلى الطريق. أضف إلى أنه ومن خلال مطابقة الجمالية الأفقية للمقصورة، تصبح شاشة العرض جزءًا من لوحة القيادة ومندمجة بها. ويطلق فريق التصميم في نيسان على هذا الأمر اسم “الإنغاوا” أو المساحة غير المحددة بين المكان الذي تتواجد فيه والمكان الذي تقصده.
تُبقي شاشة عرض سيارة أريا الاختبارية معلومات القيادة في موقع مشابه لشاشة السيارة التقليدية فيما تعرض المعلومات الترفيهية وأدوات التحكّم بالراحة ووضع النظام في وسط الشاشة. وتتصل الاثنتان إحداهما بالأخرى في لوحة أنيقة تنتقل عليها المعلومات بانسيابية بين السائق والراكب.

بالرغم من وجود شاشتين، يمكن للمعلومات أن تُمسح وتتحرك بينهما بحيث تبدوان وكأنهما شاشة واحدة. فمثلاً، إذا أردت عرض اتجاهات الطريق والخريطة أمام المقود، ستظهر أمامه ويمكنها أيضاً الانتقال الى الوسط أو الاختفاء عندما لا تعود بحاجة إليها.