أحدث المواضيعخبر اليومفيديومواضيع رئيسيةميشلان

عجلات ميشلان النشطة، نقطة البداية ولم نصل الهدف بعد!

قدّمت ميشلان فكرة “العجلة النشطة” لأول مرّة في العام 2004 وعرضتها بشكل أوسع في معرض باريس للسيارات 2008؛ عجلة تضم مُحرّكًا كهربائيًا وجهاز كبح ونظام تعليق كهربائي صغير داخلها، تَعِدُ بوزنٍ خفيف وثباتٍ أفضل وكذلك توفّر حيّزًا هائلًا تلتهمه عادةً مكونات نظام الدفع والتعليق التقليدية. كانت الفكرة مُذهلة وذات أهميّة في قطاع السيارات الصغيرة على وجه التحديد، فتخيّلنا مركبات لا يُشوّه صندوقها الخلفي نتوءات نظام التعليق، وتستفيد من المُقدمة بتوفير مساحة تخزين إضافية.

أشارت ميشلان آنذاك أن تفاصيل العجلة المُسمّاه Michelin Active Wheel تتضمّن وجود محرك كهربائي بقدرة 54 حصانًا (40 كيلوواط) يعمل على تحريك العجلة ويجمع الطاقة المُتولّدة عند التباطؤ فيما يُعرف بـ “التوليد بالكبح العكسي”، حيث يُحول الطاقة الحركية إلى كهربائية ويحفظها في البطاريات، كما كان هُناك محرك بحجم علب المشروبات الغازية مسؤول عن نظام التعليق ويتحكم بالحركة العامودية، يستطيع هذا المحرك التعامل مع أحمال تبلغ 270 كلغ لكل عجلة، لا تنس أن الحديث هُنا عن الاستخدام في السيارات الصغيرة.

أتاحت هذه البيانات التسارع من الثبات إلى 100 كلم/ساعة في 9 ثوان وذلك في سيارة رياضية خفيفة تزن 800 كلغ. كان وزن عجلة ميشلان النشطة يقارب 30 كلغ، وهو وزن كبير لـ “عجلة”، أما إذا قارنت الوزن بالعجلات التقليدية ثم أضفت وزن مكوّنات نظام الكبح والتعليق والمحور فسيكون الوزن مقبولًا، بل يُعادل “طبقًا لـ ميشلان” الوزن الكُلي للعجلات التقليدية والأجهزة المرتبطة بها.
ثم مرّت السنوات لتؤكد ميشلان أنها عزفت عن الفكرة في العام 2014، لماذا؟

اختارت ميشلان أن توقف تطوير العجلة النشطة لعدة أسباب، أهمها يرتبط بالفقرة السابقة -الوزن، كما أن تكلفة الإنتاج مُرتفعة حيث يُمكن تزويد السيارة بمحرك كهربائي واحد يُدير العجلات بدلًا من تخصيص محرك مُستقل لكل عجلة، ويُضاف إلى ما سبق توجّب تطوير قاعدة خاصة لسيارة مزودة بالعجلات النشطة، حيث تتجمّع نقاط ارتباط الجسم بالعجلة في منطقة واحدة بدلًا من وجود عدة نقاط عبر أنظمة التعليق التقليدية. تكاليف تطوير قاعدة جديدة بالكامل باهظ جدًا، وقد يزيد عن المليار دولار. لذا، فقبول الصانعين لهذا الفكرة يرتبط بإمكانية بيع أعداد هائلة من السيارات الصغيرة جدًا وهو أمر لا يثقون بإمكانية تحقيقه وفقًا لتوجهات السوق.

في النهاية، لم يستطع الحيّز الإضافي الذي تستطيع العجلات النشطة توفيره تبرير ارتفاع التكلفة.

ما التالي؟

طوّرت شركة VDO الألمانية المُتخصصة بإلكترونيات المركبات والميكاترونكس نظامًا مُشابهًا في العام 2006 بالاسم eCorner، وكانت آنذاك جزءًا من شركة سيمنز Siemens، لكن استحوذت شركة كونتيننتال على VDO في العام 2007.

استمرت كونتيننتال وVDO بتطوير “الركن الكهربائي eCorner” حتى تبنّته هيونداي موبيز -التابعة لمجموعة هيونداي الكورية- وعرضته في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2018. بعد ذلك تخلّى الركن الكهربائي عن فكرة جمع مكونات نظام التعليق به، وأبقى على المحرك والتوجيه الإلكتروني والكبح فقط فأصبح مُشابهًا لفكرة “العجلة الكهربائية” التي تحدّثنا عنها سابقًا ورأينا فيها مُستقبل المركبات.

عادت هيونداي لعرض الركن الكهربائي هذا العام في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية من خلال النموذج الاختباري M.Vision S ، كما عملت شركات أخرى مثل بروتيان إلكترك Protean Electric البريطانية على تطوير نُسختها الخاصة من العجلات الكهربائية حيث اكتفت بوضع المحرك ونظام الكبح فقط في العجلة، فيما اختارت شركة أوربيس Orbis الأمريكية نموذجًا يُمكن إضافته للسيارات العادية وبأقل تعديلات مُمكنة.

العجلة الكهربائية من بروتيان إلكترك

العجلات الكهربائية

لم تكن ميشلان أول من قدّم فكرة وجود محرك كهربائي داخل العجلة، بل تم تسجيل براءة الاختراع في العام 1884! هل تُصدّق! بل أن فريديناند بورشه شارك في العام 1897 بسباق على متن سيارة مزودة بمحركات كهربائية داخل العجلات، لكن محركات الاحتراق الداخلي أثبتت فيما بعد تفوقها.

في الوقت الذي لم تكشف به هيونداي عن موعد الإنتاج التجاري لهذه التقنية بشكلها الجديد، عرضت لوردستاون شاحنة خفيفة مزودة بمحرك من شركة إيلافه السلوفينية، من المُتفرض أن تصل الأسواق العام المُقبل. من جهتنا، نتنبّئ أن نرى المزيد من هذه النماذج مُستقبلًا، ليس في سيارات الركاب بالضرورة، بل بالحافلات الكهربائية الصغيرة التي ستستفيد بشكل هائل من أرضية منخفضة وشبه مُسطّحة بالكامل، كما قد تكون هذه التقنية مفيدة في آليات عديدة أخرى مثل الرافعات وعربات النقل في المطارات وعربات الجولف ومثيلاتها.

برأينا، سيكون المُستقبل للعجلة الكهربائية In-wheel Electric Motor، ويُمكن تعريفها كنوع من أنظمة الدفع للسيارات الكهربائية، حيث يتمركز المحرك الكهربائي مُباشرة داخل العجلة للاستغناء عن الوصلات الميكانيكية. ونعتقد أن يبدأ الاستخدام في المركبات الصغيرة أولًا. يمكنك الاطلاع على إحدى النماذج في الموضوع أدناه.

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: