تقول مرسيدس-بنز أن شاحنتها المُغلقة سبرينتر Sprinter شجذّبت شكل ومواصفات الشاحنات التي تزن قرابة 3.5 أطنان لدرجة أن هذه الفئة أصبحت تُعرف باسم سبرينتر! هذه حقيقة في عِدَّة أسواق عالمية، والصورة الأشمل هي أن سبرينتر أصبحت أيقونة في عالم الشاحنات.
مُنافسات مرسيدس-بنز سبرينتر لسن قلائل، وهُنَّ على درجةٍ من الأهمية والتطور مثل فورد ترانزيت ورينو ماستر وفيات دوكاتو وفولكس واجن كرافتر، علمًا بأن الجيل الأول من كرافتر تَشارَكَ في الجسم وبعض المكونات مع سبرينتر وقدّم بدوره لمرسيدس-بنز المحرك وعلبة التروس.
رغم أهميّة المنافسات، تفوّقت مرسيدس-بنز سبرنتر في عددٍ من المجالات، وفاقت مبيعاتها الأخريات بأشواط في بعض الأسواق، ذلك مع ارتفاع ثمنها بالمُقارنة. ويُشار إلى أن سبرينتر سوِّقَت تحت علامة دودج وفرايت لاينر Freightliner، كما صُنعت في تسع دول منها الجزائر والأردن – مصنع إلبا.
بيع من مرسيدس-بنز سبرينتر حتى الآن حوالي 3.4 مليون وحدة حول العالم

بم تميّزت شاحنات مرسيدس-بنز سبرينتر؟
بدأت قصة سبرينتر قبل 25 عامًا حيث ظهر الجيل الأول عام 1995 مع جذور وخبرات تمتد لبدايات شركة مرسيدس. حصل الجيل الأول عند تقديمه على لقب الشاحنة المُغلقة للعام 1995 International Van of the Year وكان بالمُناسبة أول شاحنة من مرسيدس تحصل على اسمٍ بدلًا من أحرف وأرقام.

طوِّرت مرسيدس بنز سبرينتر الأولى على أساس شاحنة مرسيدس T1 التي قضت في الخدمة 18 عامًا، ولكن الشاحنة الجديدة لم تستعمل المكوّنات كما هي بل طوّرتها بشكل كبير وجاءت بجسم أحادي Unibody (أي لا توجد به قاعدة منفصلة عن الجسم) ودفع خلفي ونظام تعليق “حديث” آنذاك يعتمد التعليق المُستقل للعجلتين الأماميتين وأنظمة سلامة طيبة ومحركات قوية.
في العام الأول من الإنتاج، استطاع مصنع مرسيدس في دوسلدورف إنتاج 100 ألف وحدة، واستمرت ألق هذه الشاحنة طوال عُمرها وخلال الأجيال؛ ففي عام 2014 على سبيل المثال صُنع منها بالضبط 186,114 وحدة.

ما السر في هذا النجاح؟
طالما تمتّعت مرسيدس-بنز سبرينتر بقدرة على التحوّل وفق حاجات العُملاء، فأُتيحت بثلاث قواعد وأربعة أطوال للجسم وثلاثة إرتفاعات وتراوح وزنها بين 3.2 و5 أطنان، كما جُهِّزت بمعدات أو صناديق خلفية جعلت منها الحل المُناسب لكل صاحب عمل؛ هُناك شاحنة مغلقة قصيرة وطويلة ومُرتفعة، وأخرى مُزودة بمقاعد، وأخريات بصندوق مفتوح، يُمكنك طلبها بالشكل الذي تُريد وفق احتياجاتك.
إلى ما سبق، تنوّعت المُحركات وفقًا للغاية، فجاءت بداية بمحرك عامل بالديزل بقدرة 122 حصانًا، وها هي في جيلها الثالث تتمتع بخيارات واسعة للمحركات العاملة بالبنزين أو الديزل أو الغاز الطبيعي أو حتى بالطاقة الكهربائية الصرفة. كما تأتي علب التروس يدوية بست نسب أو أوتوماتيكية بسبع نسب ويُمكن طلب نظام الدفع ليكون بالعجلات الأربعة.
لا تقف خيارات المُحركات بكونها مُناسبة فقط من حيث القدرة والسعر، فهي أيضًا اقتصادية بالاستخدام، حيث يبلغ استهلاك تلك العاملة بالديزل حوال 6.3 ليتر/100 كلم (وفق دورة NEDC) وفترات الصيانة تمتد لـ 6000 كلم.
ولا نقف بدورنا عند خيارات المُحركات وأشكال الجسم، ففي النهاية نحن نتحدث عن مركبة تحمل شعار النجمة الثُلاثية، وفي هذا تميّزت سبرينتر دائمًا بجودة أعلى للمواد المُستخدمة في المقصورة ولوحة القيادة، وراحة ملحوظة بالمُقارنة مع المُنافسات.

ماذا لو تحدّثنا عن أنظمة السلامة؟
قد لا تكون هذه النُقطة تحديدًا أول ما يخطر على بال المُشتري، ولكنها بالتأكيد سبب رئيسي لتحديد خياره، فأنت لا تود هدر أموالك بسبب حادث يُمكن تجنّبه بنظام سلامة إضافي، ولن تحشر نفسك بين شاحنة توقفت أمامك فجأة وحمولة ضخمة خلفك مُباشرة. لذا، عملت مرسيدس-بنز دائمًا على تحديث أنظمة السلامة في سبرينتر عبر أجيالها الثلاثة، وكانت سبّاقة باستخدام بعض الأنظمة ضمن القطاع
سبرينتر الجيل الأول 1995 وحتى 2006
استخدمت عناصر تحكم تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في سيارات الركاب، مثل نظام المكابح المانع للانغلاق ABS ومكابح قرصية على العجلات الأمامية والخلفية بشكل قياسي. كما توفر نظام الكبح الأوتوماتيكي ABD ووسادة هوائية للسائق عند الطلب، وأحزمة أمان ثلاثية النقاط قابلة للتعديل من ناحية الارتفاع ومتصلة بمقاعد الركاب.
لم يتوقف التطوير عند هذا، ففي عام 2000 تم تزويد سبرينتر بمصابيح أمامية أكثر قوة في إطار أول عملية تحديث للتصميم الخارجي. كما أصبحت الوسادة الهوائية الخاصة بالسائق ضمن التجهيزات القياسية، فيما تتوفر الوسادة الهوائية الخاصة بمساعد السائق كتجهيز اختياري. وجرى تصميم الوسادة الهوائية المزدوجة الكبيرة لحماية الراكبين اللذين يجلسان إلى جانب السائق. وقُدِّمت الوسائد الهوائية الخاصة بالنوافذ في عام 2001. إلى ما سبق، أُضيف نظام الثبات الإلكتروني ESP إلى سبرينتر كتجهيز قياسي في العام 2002.
سبرينتر الجيل الثاني 2006 وحتى 2018
استمرت مرسيدس-بنز في إضافة المزيد من الابتكارات، فحظي الجيل الثاني بسعة شحن أكبر، بالإضافة إلى نوابض مصنعة من اللدائن المدعمة بألياف زجاجية على المحور الأمامي ونوابض القطع المكافئ الجديدة في المحور الخلفي والتي أكملها نظام تعليق هوائي اختيار يحسن الراحة والسلامة على الطريق. وكانت الزيادة في الراحة واضحة بشكل خاص في مستوى جاهزية السائق أثناء الرحلات الطويلة.
ونظراً لتجاوب نظام التحكم المُتكيّف بالثبات ADAPTIVE ESP مع ظروف التحميل المختلفة بفضل مراقبة الكتلة ومركز الجاذبية، أصبح التحكم في الشاحنة أكثر دقة وتحديداً في المواقف الحرجة. وتم تحسين نظام الثبات الإلكتروني ESP كتجهيز اختياري من خلال نظام المساعدة أثناء الانطلاق صعودًا.
وتوفر زجاج المرآة ذو الزاوية العريضة والقابل للتعديل في المرايا الخارجية أفضل رؤية ممكنة للخلف، فيما تولّت مستشعرات المطر والضوء مهمة تشغيل مساحات الزجاج الأمامي وتشغيل الأضواء وإيقافها. وتم تجهيز جميع مركبات سبرينتر بعجلات قياس 16 بوصة، وهو الشرط المسبق لوجود أقراص المكابح التي ذات القطر الكبير. وكإجراء وقائي، توفرت وسائد هوائية جانبية أيضاً بالإضافة إلى الوسائد الهوائية الأمامية.
في عام 2009، أُضيفت وظيفة جديدة إلى نظام الثبات الإلكتروني ESP وهي تثبيت المقطورة. وعلاوةً على ذلك، قدمت مرسيدس-بنز أضواء مكابح قابلة للتكيف، وجرى نقل مصابيح الضباب الأمامية إلى موضع منفض لإضاءة الطريق بشكل أفضل. وجرى تضمين مساعد الانطلاق صعودًا مع علبة التروس الأوتوماتيكية.
سبرينتر وتحديث مُهم في العام 2013
ما زلنا نتحدث عن الجيل الثاني، ولكن بعد تحسينه بشكل كبير، حيث أطلقت سبرينتر المُحسّنة في صيف عام 2013 مع تزويدها بأنظمة متنوعة لمساعدة السائق؛ فظهر نظام Crosswind Assist للمرة الأولى وأظهر قدرته على تقليص آثار هبوب الرياح على السيارة إلى أقل مستويات ممكنة. وأتت هذه الميزة كتجهيز اختياري في جميع النسخ المغلقة من المركبة، وسرعان ما أصبحت متوفرة لجميع مركبات سبرينتر التي تأتي بجسم منفصل مثل الصندوق أو عربات التخييم.
من جهة أخرى توفر النظام المنبه من الاصطدام، والنظام المساعد بالكبح Brake Assist Pro ونظام رصد المركبات في المنطقة اللامرئية ونظام المساعدة في الحفاظ على المسار السائق ومساعد الضوء العالي. ومن الناحية الميكانيكية، إنخفضت الشاحنة بمقدار 30 ملم، الأمر الذي حسّن ثبات المركبة ودقة التوجيه بشكل ملحوظ عن طريق خفض مركز الثقل.
سبرينتر الجيل الثالث 2019 وحتى الآن
رفع مرسيدس بنز ميزات السلامة الموجودة في سبرينتر إلى مستويات جديدة. فعلى سبيل المثال، هناك مثبت سرعة مُتكيّف Active Distance Assist DISTRONIC يعمل على تعزيز راحة السائق من خلال الحفاظ تلقائياً على مسافة كافية من السيارات التي تسير في الأمام بدءاً من سرعة 20 كيلومتراً في الساعة، ويستطيع التفاعل في حالات الطوارئ بإيقاف المركبة بالكامل.
تشمل أنظمة مساعدة السائق الأخرى التي تم تقديمها في سبرينتر كاميرا خلفية مع صورة تظهر في مرآة الرؤية الخلفية الداخلية وكذلك كاميرا محيطية 360 درجة. ويوفر مستشعر المطر والمساحات المزودة بنظام Wet Wiper System رؤية مثالية حتى عند تنظيف الزجاج الأمامي للمركبة. يُرشُّ الماء في هذا النظام مباشرة أمام المساحة في ثُقوب خاصة بطولها، وليس كرذاذ يُرش من بعيد.
صور مرسيدس بنز سبرينتر الجديدة
اقرأ أيضًا:
أعشق سبرينتر كانا لديا واد عام 2000 و واحد عام 2010 إنها شاحنة رائعة اتمنا ان أشتري واحد اوخرا عندما يكون لديا المال
لكم أطيب الأمنيات بالتوفيق