تود مجموعة ستيلانتيس أن تضع علامة لانسيا في منزلة أعلى قليلًا من ألفاروميو و DS، وبحيث تسوِّق هذه العلامات الثلاثة سيارات مُتميّزة فخمة التوجه. أما التصريحات التي أدلى بها لوكا نابوليتانو Luca Napolitano رئيس شركة لانسيا لوكالة رويترز فهي أكثر طموحًا، حيث قال أن شركته ستحاول محاكاة شركة مرسيدس-بنز الألمانية!
في الحقيقة، لدى لانسيا أمجاد في رياضة السيارات، فقد سيطرت على بطولة الراليات لخمسة عشر عامًا، الأمر الذي يجعلها الصانع الأكثر فوزًا بهذه البطولة في التاريخ، ولكنها منذ منتصف 2017 تبيع طرازًا واحدًا فقط؛ إبسيلون وفي السوق الإيطالية حصرًا.
تغيّر الوضع طبعًا بعد اندماج فيات-كرايسلر ومجموعة بيجو PSA في كيانٍ واحد اسمه ستيلانتيس، فقد أعادت المجموعة الجديدة ترتيب علامتها الـ 14 ورسمت خارطة طريق أصبحت بموجبها لانسيا في عُهدة ألفا روميو. ووفقًا للتصريحات المبدئية سيتم التعامل مع لانسيا كطرازات أفخم من ألفا روميو، أي أننا سنرى تجربة مُماثلة لحال علامة DS التي تشتق طرازاتها من سيتروين وتوفر فيها المزيد من الفخامة.

يقول نابوليتانو رئيس شركة لانسيا: ما زلنا بصدد العمل ونحتاج إلى معيار… وبالنسبة لنا ستكون مرسيدس معيارنا. لكنه أردف قائلًا للتوضيح: لا أعني أننا نريد منافسة مرسيدس-بنز، ستكون الفكرة ساذجة، وإنما أننا ننظر لمرسيدس كمعيار.
ما الذي يقصده نابوليتانو بذلك؟ على الأرجح سيتم مقارنة أداء وفخامة وجودة لانسيا مع طرازات مُماثلة من مرسيدس-بنز، ليس بُغية التغلب عليها، ولكن للاقتراب من أفضل ما يتوفر في السوق. تقوم الشركات بهذه المقارنات بشكل مُستمر، فقد قامت كيا وهيونداي بمقارنة أولى سياراتها الكهربائية بـ تسلا موديل اس، يودّون معرفة الفارق في الأداء وما يُمكن تحسينه. كما قُمن أخريات بمقارنة طرازاتهن مع جولف أو بي ام دبليو الفئة الثالثة وغيرها. مُقارنةٌ للوصول إلى مستوى جيد وليس للمنافسة.

ما السيارات المُنتظرة من لانسيا؟
بالرغم من أن خطة ستيلانتيس الهائلة لكهربة جميع علامات المجموعة لم تتضمّن الحديث عن لانسيا، إلا أنها تضّمنت الشعار الجديد للشركة في عصر المركبات الكهربائية؛
لانسيا – الطريقة الأكثر رقيًا للحفاظ على الكوكب
Lancia – The Most Elegant Way to Protect the Planet
ومؤخرًا، قدم نابوليتانو خطة عشرية لـ كارلوس تافاريس الرئيس التنفيذي لمجموعة ستيلانتيس، حيث ستقوم لانسيا بموجبها تقديم ثلاثة طرازات جديدة:
- جيل جديد من لانسيا إبسيلون في العام 2024، بنظام دفع هجين وآخر كهربائي بالكامل، على الأغلب سيعتمد القاعدة التقنية الخاصة بـ فيات 500 الكهربائية، علمًا بأن الأخيرة تتوفر بمحرك ينتج قدرة 116 حصان وبطاريات بجهد 42 كيلوواط ساعي تُمكِّن السيارة من قطع مسافة 320 كلم قبل الحاجة لإعادة الشحن
- طراز مُدمج-كروس أوفر متوسط الحجم كهربائي بالكامل عام 2026. سيتم تطويره بالتعاون مع ألفاروميو اعتمادًا على قاعدة CMP المُستخدمة حاليًا في عددٍ من طرازات بيجو PSA. من المُفترض أن نرى نُسخة ألفا روميو العام القادم أو بداية العام 2023 وبمكوّنات مُشابهة لسيارة بيجو 2008، وبحيث تصغُر طراز تونالي الذي لم يُكشف عنه بعد.
- طراز هاتشباك صغير الحجم وكهربائي بالكامل عام 2028. لا توجد أية تفاصيل حاليًا عنه، ولكن نأمل أن يحمل أمجاد الرائعة دلتا انتجرالي رباعية الدفع، وهي أشهر سيارات لانسيا على الإطلاق. مع ذلك، يقول نابوليتانو إن خطة لانسيا العشرية لا تشمل العودة إلى سباقات السيارات.

تصميم سيارات لانسيا المُستقبلية
بأي حال، سيكون لدى لانسيا مكانة خاصّة في المجموعة من ناحية التصميم، فقد تم تعيين جان-بيير بلوي Jean-Pierre Ploué كرئيس تصميم جديد لها، علمًا بأن بلوي هو أيضًا كبير مسؤولي التصميم في المجموعة ككل، ولديه خبرة سابقة في تحويل صورة العلامة التجارية، حيث عمل بلوي في العام 1999 كرئيس للتصميم في سيتروين وظهرت تحت توجيهاته طرازات بتصاميم جرئية مثل C4 و C5 و الأنيقة C6 و DS3، كما اتحفنا بسيارات اختبارية رائعة مثل C-Sport Lounge وC-Métisse وMetropolis وكذلك GT. في العام 2010، أصبح جان-بيير بلوي مدير التصميم مجموعة بيجو PSA -المالكة لسيتروين- وكان مسؤولًا عن جيل فيدال Gilles Vidal في بيجو وتيري ميتروز Thierry Métroz في سيتروين.
وفقًا لـ جان-بيير بلوي فإن عودة لانسيا تحدٍ مثير حقًا، وأن العلامة المميزة ستعود إلى موقعها التاريخي المركزي في أوروبا، وتستفيد من إمكاناتها الهائلة. سيكون في خدمة العلامة فريق “رشيق وواثق” ويتألف بشكل أساسي من مصممين شباب، أما الطرازات التي ستُلهم تصاميم لانسيا القادمة فعديدة وفقًا لـ بلوي، وتتضمن أوريليا Aurelia B20 وستراتوس Stratos وفلافيا Flavia وفولفيا Fulvia وفلامينيا Flaminia ودلتا Delta وثيما Thema، لكن بلوي حدَّد أوريليا B20 -في الصورة أدناه- كمصدر رئيسي لخطوط تصميم سيارات لانسيا المُقبلة.

لانسيا في أوروبا أولًا
لدى لانسيا شعبية هائلة في إيطاليا، والنجاح المُستمر للجيل الثالث من ابسيلون يكاد يُذهل الجميع، فحتى مع قِدَم تقنية وتصميم الهاتشباك الصغيرة وحقيقة أنها تعتمد أصلًا على قاعدة طرازي فيات 500 وباندا، إلا أن مبيعاتها العام الماضي بلغت -في إيطاليا وحدها- 43081 وحدة. لكن تود لانسيا التوسع، حيث ستستهدف أولًا ألمانيا وفرنسا نظرًا لانتشار السيارات الكهربائية، ثم تنطلق إلى دول أخرى مثل إسبانيا وبلجيكا والنمسا ودول الشمال.
ستكون طرازات لانسيا القادمة الأكثر رفقًا بالبيئة في مجموعة ستيلانتيس، حيث تحتوي على أعلى حصة من المواد المعاد تدويرها. أما عن طريقة الشراء، فسيكون هناك عدد قليل من صالات العرض وفي المناطق الحضرية الكُبرى بُغية خفض التكاليف وزيادة الربحية. ستتجه لانسيا أكثر لتجربة البيع على الإنترنت كحال تسلا وفولفو وبولستار وغيرها.

بعيدًا عن التنبؤات ومحاولة تفسير التصريحات المُقتضبة من إدارة ستيلانتيس حول ماهية الطرازات المُستقبلية لـ لانسيا وتقنيتها، سيكون من الجيد إلقاء نظرة على القواعد التقنية التي ستتوفر في خدمة جميع الطرازات الكهربائية من مجموعة ستيلانتيس، وهي كالتالي:
- قاعدة STLA Small للسيارات الصغيرة، تتراوح طاقة البطاريات بين 37 و82 كيلوواط ساعي وتوفر مدى قيادة يبلغ 500 كلم
- قاعدة STLA Medium للسيارات الفخمة، تتراوح طاقة البطاريات بين 87 و104 كيلوواط ساعي وتوفر مدى قيادة يبلغ 700 كلم
- قاعدة STLA Large للسيارات الكبيرة، تتراوح طاقة البطاريات بين 101 و118 كيلوواط ساعي لتوفر مدى قيادة يصل إلى 800 كلم.
- قاعدة STLA Frame للشاحنات، تتراوح طاقة البطاريات بين 159 و200 كيلوواط ساعي وتوفر مدى قيادة يبلغ 800 كلم

ما سبق يعني ضمنيًا أن طرازات لانسيا المُستقبلية الكهربائية بالكامل ستعتمد قاعدة STLA Medium المُخصصة للسيارات الفخمة مع بطارية بطاقة تتراوح بين 87 و104 كيلوواط ساعي ومدى قيادة يبلغ 700 كلم.
إن كنت تنوي شراء سيارة جديدة قبل مواعيد طرح طرازات لانسيا، فيمكنك الاطلاع على قائمة بجميع العلامات والطرازات التي ستصل الأسواق في الأعوام القادمة.