لامبورغيني تحتفل بالذكرى الـ 60 لتأسيسها، إليك جميع الطرازات التي أنتجتها

تحتفل لامبورغيني بمرور 60 سنة على تأسيسها. 60 سنة فقط جعلت منها واحدة من أكثر العلامات المرغوبة، وحلمًا يُراود الكثيرين. إليك قصّتها باختصار وجميع الطرازات التي أنتجتها.

سنبدأ القصة من المُؤسس، فيروشيو لامبورغيني Feruccio Lamborghini الذي وُلِد في رينازّو دي تشينتو قرب فيرّارا في 28 نيسان/أبريل عام 1916. هل يُذكرك اسم محافظة فيرّارا بسيارات فيراري؟ اسم المُحافظة يعني الحديد باللاتينية وفيراري يعني الحدّاد بالإيطالية، وبأي حال فـ فيرّارا لا تبعد عن مودينا معقل فيرّاري سوي كيلومترات، كما حال مع مدينة بولونيا التي أخرجت علامة مازيراتي، وباغاني.

عودة للطفل فيرّوتشيو لامبورغيني، الذي كان البِكر لزوجين مزارعين، والذي كان من المُفترض -بحكم العادات طبعًا- أن يكون وريث العمل في مزرعة العائلة. كان الطفل منجذباً إلى الآلات أكثر من الأرض، وفضّل دائمًا أن يقضي فترات بعد الظهر في الورشة التابعة للمزرعة، ثم ما لبث أن عمل في واحدة من ورشات الميكانيك في بولونيا.

بعد مرور سنوات، ودراسة الميكانيك في بولونيا، تم تعيين فيرّوتشيو مع بداية الحرب العالمية الثانية، ضمن الأسطول الآلي في رودز، حيث تولّى مسؤولية صيانة المركبات العسكرية الموجودة على الجزيرة، بما فيها الشاحنات والجرارات المستخدَمة لقطر الطائرات والعاملة على وقود الديزل. وهنا حظي فيرّوتشيو بفرصة تصليح -وأحياناً تعطيل- مركبات مختلفة تابعة للإيطاليين والألمان والبريطانيين. وبعد نهاية الحرب مباشرة، قام بافتتاح شركته الأولى في رودز، وكانت عبارة عن ورشة صغيرة للتصليحات الميكانيكية.

بعد انتهاء الحرب، بدأ لامبورغيني بشراء المركبات الحربية الفائضة والبراميل الألمانية المتروكة ليحولها إلى جرارات زراعية، ثم انشأ مصنعاً لطباخات الغاز أيضاَ وأجهزة تكييف الهواء، إلا أن حلمه كان ببناء سيارة أفضل من الفيراري أو المازيراتي اللتان يمتلكهما، لذا فقد عين أفضل المهندسين ومنهم غيامباولو دارلارا من فيراري، و باولو ستازاني.

قصة معروفة

يُقال أن سبب بدء لامبورغيني ببناء السيارات كان لمناقشة حادة بينه وبين إنزو فيراري … وكانت عندما تذمّر فيرّوتشيو من علبة التروس في سيارته الفيراري الجديدة، فقد كان جواب إنزو فيراري غير لبق، وقال: ” ابق أنت مهتماً ببناء الجرارات ودعني أصنع السيارات الرياضية “.

كان الرد السابق إهانة بحق فيروشيو لامبورغيني، وقرر بالفعل صنع سيارة رياضية أفضل من فيراري، فقدم سيارته الأولى عام 1963 وبالتحديد في معرض تورين / إيطاليا في تشرين الأول، وحملت الاسم 350GTV ودفعها محرك ضخم V12 بأربعة أعمدة كامة سعة 3.5 لتر، وبنيت في مصنع الجرارات قبل أن يكتمل المصنع الخاص في سانت أغاتا بولوغنيز Sant’Agata Bolognese قرب مودينا، أما العلامة الجارية في المقدمة والتي تعتمد صورة الثور الهائج فمردها إلى أن السيد فيروشيو من مواليد برج الثور.

في العام 1964 قُدِّمَت 350 GT  في معرض جنيف كتحديث لسابقتها، وزودت آنذاك بمحرك V12 وأربعة أعمدة كامة يولد قدرة 280 حصاناً تنتقل إلى علبة التروس خماسية النسب حتى العجلات ذات التعليق المستقل والمكابح القرصية.

وفي معرض جنيف 1966، ظهرت القذيفة المنخفضة الأسطورية ميورا Miura P400 بتصميم المبدع مارسيلو غانديني Marcello Gandini و بمحرك V12  مثبت بين العجلتين الخلفيتين سعة 3.9 لتر، لتكون بذلك اللامبورغيني الأولى بمحرك وسطي، والتي تستطيع الوصول لسرعة 298 كلم/ساعة ، وقد صُنِع منها 747 وحدة، وهو رقم كبير مقارنة برقم طرازي ازليرو Islero و جاراما Jarama.

لم تتوقف إبداعات ماركة لامبورغيني عند تصاميم غانديني فقد ظهرت في العام التالي الكوبيه إسبادا Espada كدراسة قدمها بيرتوني Bertone، واشتهرت بفضل شكلها المثير وأدائها وتجاوبها اللذان يقارعان أفضل السيارات الخارقة، بالإضافة إلى فخامة وراحة السيارات الصالون، وهذا يفسر كونها واحدة من أكثر سيارات لامبورغيني نجاحاً على الإطلاق.

قُدِّمَت اليرو Islero 400 GT  في معرض جنيف للعام 1968، ودفعها آنذاك محرك V12 برأس مصنوع من الألمنيوم يولد قدرة 320 حصاناً. ومع توجه مبيعاتها لرجال الأعمال جاءت أقصر من أخواتها وأكثر اتساعاً، حتى أنها حظيت بمجالات رؤية أفضل بفضل النوافذ الكبيرة، وفي العام 1970 تم استبدالها بسيارة جديدة حملت تسمية جاراما Jarama 400 GT بنيت على قاعدة جديدة مشتقة من الأخت اسبادا، أما المحرك ذو الاثنتي عشر اسطوانة بسعة 4 ليترات فقد ثبت بين العجلتين الأماميتين.

بأي حال، نوّعت لامبورغيني باختيار موقع المحرك دائماً وكانت أوراكو Urraco P250 مثلاً بمحرك V8 سعة 2.5 لتر يُنتج قدرة 220 حصاناً، ومثبت عرضيًا وسط المركبة، ووصِفَت في معرض تورين كتمازج رائع بين الرياضية والجمال والابتكار.

في معرض جنيف للعام 1971 ظهرت الاختبارية الشرسة كونتاتش Countach LP500 والتي أصبحت رمزاً للسيارات الرياضية الخارقة، لا سيما وتوقيع مارسيلو غانديني على جسمها المصنوع من الألمنيوم والموضوع على ميكانيكيات هائلة الثبات. وظهرت النسخة التجارية في العام 1974. في الحقيقة ، كان التصميم الثاني ل غانديني مع لامبورغيني إنجاز رائع فقد تميزت كونتاتش بهيكل أنبوبي فراغي وأبواب تفتح للأعلى ونوافذ غريبة وبالتأكيد 375 حصاناً! 

لامبورغيني تتنقل من يد لأخرى

مع تباطؤ طلب أميركا الجنوبية على الجرارات في السبعينات، بدأ فيروشيو لامبورغيني بإهمال العمل، وفي العام 1973 باع المصنع لصانع الساعات السويسري جورج – هنري روزيتي، ثم بيعت الشركة إلى سائق السيارات الألماني السابق هيربرت هان و الدكتور نيومان واللذان بدورهم قبلوا عرضاً من American Zoltan Reti.

في العام 1976 قُدِّمَت سيلويت Silhouette ذات المقعدين والسقف نصف المكشوف “تارغا Targa” في معرض جنيف مع محرك الثماني أسطوانات سعة 3 لترات والذي يولد قدرة 260 حصاناً. وبعد ذلك بعام واحد، حاولت لامبورغيني الخروج للطرقات الوعرة، طبعاً بمركبة من صنعها، وكانت أن قدمت تشيتا Cheetah ذات المحرك الوسطي كنسخة للخدمة العسكرية. إلا أن اهتمام العامة بها بشكل يزيد عن اهتمام السوق العسكري دفعها لتكون نسخة مدنية، وهكذا انطلقت LM001 للإنتاج التجاري فوراً في العام 1981 كتطوير لـ تشيتا، وكان التحديث مستمراً للتماشي مع خطط المنافسات للسيطرة على سوق السيارات الخارقة. وكان أن اعتمد التحديث الثالث لـ كونتاتش في العام 1985 على محرك جديد متعدد الصمامات – أربعة لكل أسطوانة، أما الاسم فكان LP500S QV.

بعد ذلك انتقلت الشركة إلى الأخوة ميمرام الذين باعوا الشركة في العام 1987 لصالح الأمريكية كرايسلر، وكان أن استثمرت الأخيرة الأموال بدون أن تحمي الإيطالية من الضغوط الخارجية حتى قررت بيعها.

في العام 1990، ظهرت الرائعة ديابلو Diablo – والتي ننظر إليها كواحدة من أجمل السيارات الخارقة على الإطلاق، وكانت آنذاك السيارة الأسرع على الأرض مع سرعة قصوى تصل إلى 320 كلم/ساعة وبخطوط قريبة من كونتاتش التي حلت مكانها ومحرك بقدرة 492 حصاناً، وبعد عامين ظهرت نسخة الرودستر Roadster  وتوقف إنتاج الضخمة LM.

توفي لامبورغيني في 20 شباط 1993 عن عمر يناهز 77 عاماً، واستمرت علامته تتنقّل من يد ليد، فكان في العام 1994 أن امتلك اتحاد مالي إندونيسي -يُعرف بـ Mega Tech- الثور الإيطالي الهائج وأحتفظ به قليلاً قبل أن يتخذ مكانه صيف 1998 في حظيرة العملاقة الألمانية فولكسفاغن وبالتحديد تحت إدارة علامة أودي.

قرّرت أودي فور امتلاكها لامبورغيني إيقاف مشروع بديلة ديابلو المصممة على يد زاغاتو لتُصمِّم البديل وفق مفاهيمها وتوجيهاتها؛ سيارة جديدة تحت الاسم مورسيلاغو Murcielago – تُلفظ بالإسبانية مورثيلاغو. ومن وجهة نظرنا وفقت أودي ولامبورغيني باختيار هذا الاسم، إذ أنه مستمد من ألقاب الثيران وهذا ما دأبت عليه لامبورغيني منذ نشوئها، ودلالاته تحذر من قدرات غير مسبوقة… عرف العالم قصة الثور مورثيلاغو في الخامس من أكتوبر عام 1879، فقد كان لقائه مع مصارع الثيران الشهير لاغارتيغو Lagartigo والذي استغرب قدرات هذا الثور العنيد الذي لم يستسلم أبداً، حتى أنه وبعد صراعه الطويل لم يوجه إليه الضربة القاضية كما هو معروف ومطلوب وواجب شرفي على كل مصارع ثيران، وهذا بسبب إصرار الجمهور على إعطاء هذا الثور الشجاع والعنيد الحياة.

تنقّلت لامبورغيني من يد لأخرى وقاومت طويلًا، ويبدو أن الجمهور يُصر أيضًا على إعطائها فرصة في كل مرة!

في حال كنت مهتمًا يمكنك الإطلاع على تاريخ فيراري التي لم يشأ مؤسسها سوى صُنع سيارة واحدة! وكذلك تاريخ شركة مازيراتي وعلامتها المميزة، وربما التعرف على علامة ألفا روميو وعلاقتها بالمسلمين!

جميع السيارات التي أنتجتها لامبورغيني

الطرازات الحالية

الطرازات التي توقف إنتاجها

الطرازات محدودة الإنتاج