تعدَّدت الأفكار حول كيفية استكشاف أبعاد السيارة والزوايا اللامرئية، فانتشرت المجسّات في الخلف والأمام، تبعتها كاميرا تنقل ما يدور خلف المركبة لشاشة في المقصورة، ثم كاميرتان مُثبتتان أسفل المرايا الجانبية تساعد في معرفة ما يقرب من حدَّي السيارة، ثم كاميرا أمامية لتكوين نظرة محيطية من كُلِّ جانب… لكن الأمر لم ينتهي هُنا!
رأينا في نماذج عديدة حلولًا مُختلفة تباينت بين أعمدة السقف غير المُصمتة -الاختبارية فولفو SCC- لتسهيل رؤية السائق لزوايا الطريق والمُشاة العابرين، وشاشات مُثبتة عليها أيضًا، فيما أتت جاكوار لاند روفر بتقنية ClearSight للرؤية الأرضية. لكن كُل ما سبق لم يكف لحل المُشكلة من وجهة نظر البعض.
بما سبق أتت شركة كيوسيرا Kyocera اليابانية المُتخصِّصة بالإلكترونيات باقتراح على السيارة الاختبارية Moeye أسمته “تقنية التمويه البصري Optical Camouflage Technology” بحيث تعرض اللّوحة المُمتدّة بعض المقصورة صورة كاملة لما يجري أمام المركبة، ليبدو للركاب بأن السيارة بلا مُقدّمة.

تتخصص شركة كيوسيرا المُتمركزة في مدينة كيوتو بالطابعات والهواتف المحمولة والشاشات العاملة بتقنية الكريستال السائل LCD والألواح الشمسية، وبتقديمها هذا النموذج فهي ترغب بعرض التقنية وبيعها لشركات السيارات بدون الشروع في صناعة مركبة فعليًا، كما فعلت سوني مع اختباريتها بداية العام الحالي.
بالنسبة لتقنية التمويه البصري فهي تعتمد كاميرات مُثبتة في مقدمة السيارة، تنقل بياناتها لـ مِسلاط “بروجكتر Projector” يُضيء على اللوحة أمام الرُكاب وأعمدة السقف. تبدو هذه الفكرة مُغرية مبدئيًا ولكن ليس بالشكل الذي ظهر بالاختبارية، فالأخيرة قُدِّمت كسيارةٍ بلا مقود وقابلة للقيادة ذاتية، أي أن رؤية العوائق أمام المركبة ليس ضروريًا. نعود لنُذكّر بأن السيارة هي فقط استعراض للتقنية ويُمكن أن تظهر التقنية مُستقبلًا بأشكال مُتباينة في طرازات من شركات السيارات المعروفة.
لكن يا سيدي إذا كنت تود رؤية ما يجري في الأمام فَلِم لا تُبسّط السيارة وتستعمل زجاجًا مثل الذي ظهرت به اختبارية ميني Vision Next 100؟
وتقنيات أخرى
عدا عمّا سبق، قدّمت كيوسيرا تقنية جديدة للإضاءة أسمتها CERAPHIC LED أي الإضاءة بالصمام الثُنائي الخزفي الباعث للضوء، تتيح تخصيصًا أفضل للطيف وتعبيرًا لونيًا أكثر دقة من تقنية LED التقليدية. يمكن أن تتطابق الإضاءة الجديدة مع طيف الشمس الطبيعي وتعديل الضوء بحرية في الصباح والمساء.
كما جُهِّزت لوحة العدادات والكونسول الوسطي بتقنية الاستجابة اللمسية الحاصلة على براءة اختراع. فعندما تلمس اللوحة، تُحس في أطراف أصابعك بضغط يحاكي الإحساس باللمس للزر التقليدي. يسمح هذا للركاب بتشغيل أدوات لوحة اللمس بطريقة طبيعية وبديهية لا تستطيع شاشات اللمس العادية محاكاتها، مع ذلك، يُشار إلى أننا رأينا هذه التقنية في سيارات أودي المُتوفرة في الأسواق حاليًا.