لا شك أنك تلاحظ المواضيع المتكررة في موقعنا عن السيارات الكهربائية، فهي المُستقبل على الأغلب مع منافسة ليست بالضعيفة من السيارات الهيدروجينية (تعرف على الفروقات والميزات والعيوب لكل منها)، والتي تهتم بتطويرها عدة شركات.
وبما أن الوعي يتزايد في منطقتنا حول مزايا المركبات الكهربائية… وربما عيوبها، قامت مؤسسة Morning Consult بتفويض من ’جنرال موتورز أفريقيا والشرق الأوسط‘ بإجراء استطلاع للرأي في الإمارات والسعودية بُغية التعرف على توجهات العامّة. إليكم النتائج..
تتوجب الإشارة أولًا إلى أن الاستبيان جمع البيانات عبر الإنترنت من 500 شخص في الإمارات العربية المتحدة من فبراير حتى مارس 2023، ومن 1,000 شخص من المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2022، وبالتالي فهو ليس استبيانًا واسعًا جدًا. ولكن النتائج قد تكون مثيرة؛ فقد تبيَّن أن نحو سبعة من كل عشرة أشخاص شاركوا في استطلاع خاص أُجرِي في دولة الإمارات العربية المتحدة (73٪) والمملكة العربية السعودية (69٪) مهتمّون بالتعرُّف أكثر على إمكانية التوفير في التكاليف جرّاء اقتناء مركبة كهربائية.

وجدت الدراسة أيضًا أن الوعي العام حول مفهوم المركبات الكهربائية عالٍ جداً، مع تمتُّع المشاركين بالاستبيان بالإدراك الكافي حول المركبات الكهربائية بالكامل وذلك بنسبة 95٪ في الإمارات و93٪ في السعودية. كما إن الوعي حول المركبات الكهربائية مرتفع أيضاً بثبات بين كافة الفئات العُمرية، وبين الرجال والسيدات على حد سواء في الدولتين.
يُترجِم هذا الوعي إلى نية مرتفعة بالشراء، مع أخذ الأغلبية في الدولتين (63٪ في السعودية و70٪ في الإمارات) فكرة شراء مركبات كهربائية في المستقبل على محمل الجد. ويَعتبِر فعلياً أولئك الذي أظهروا اهتماماً أعلى بالمركبات الكهربائية أن هذا سيحقّق لهم توفيراً بالتكاليف، إضافة لأرجحية كونهم أكثر إدراكاً بالبُنية التحتية الموجودة في بلدهم. من جهتنا، لا نعرف إن كان هؤلاء مدركين لتوفر محطات الشحن من محدوديتها كل في مدينته (المزيد عن ذلك تاليًا).

في التفاصيل، وجدت الدراسة في الإمارات أن الدوافع الأبرز للتفكير الزائد بالمركبات الكهربائية شملت التكلفة المتزايدة للوقود والقلق الأقل المرتبط بالبيئة، مع قيام 64٪ من الأشخاص الذين من المرجَّح أن يفكّروا أكثر بالمركبات الكهربائية مقارَنة مع السنة الماضية باختيار كل هذه الدوافع كسبب لمزيد من الاهتمام. وبالنظر عن قرب أكثر إلى أسعار المركبات الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة، يَعتبِر 73٪ من العملاء بالإجمال أن المركبات الكهربائية تتمتّع بقيمة توفيرية جديرة بالاهتمام بالمقارَنة مع المركبات العاملة بالوقود.
أما في المملكة العربية السعودية، فمن المرجَّح أن 65٪ من الأشخاص الذين شاركوا في الاستبيان سيفكّرون أكثر بشراء مركبة كهربائية بالمقارَنة مع السنة قبلها. كما أشار 61٪ من أولئك الذين من المرجَّح أن يفكّروا بشراء مركبة كهربائية في السعودية إلى تكلفة الوقود كعامل أساسي، بينما 47٪ يجدون أن هناك الآن المزيد من خيارات المركبات الكهربائية معقولة السعر في السوق مقارَنة مع العام الماضي.

ملاحظات مُهمة، ومفاجئة!
من المعلومات الاستشرافية الرئيسية التي تم الحصول عليها من خلال الدراسة هي تلك المتعلّقة بالقلق حيال مدى القيادة، مع اعتبار المشاركين بالاستبيان في الإمارات أن مدى القيادة المثالي لمركبة كهربائية هو حوالي 325 كيلومتراً كمعدّل عام، بينما في المملكة العربية السعودية تبيّن أن هذا المعدَّل يبلغ حوالي 360 كيلومتراً. وبالرغم من أن النتيجة تتوافق من تطلعاتنا الخاصة، إلا أنها مفاجئة نسبيًا، حيث توقّعنا أن يتطلب العامة المزيد من المدى التشغيلي، وعلى الأقل ليتوافق مع مدى السيارات التقليدية العاملة بالوقود الأحفوري.
فيما يخص محطات الشحن، هناك نحو 500 محطّة شحن في الإمارات، وهذا ليس بالعديد المُرتفع فعلًا، ولكن هناك خطة تنوي الإمارات معها رفع تعداد محطات الشحن بشكل متسارع مُستقبلًا. أما الرياض، فتهدف أن تكون 30٪ من السيارات في المدينة كهربائية التشغيل بحلول العام 2030. ومن جهتنا نتمنى أن نرى المزيد من محطات الشحن المدعومة حكوميًا لتسهيل التحول نحو السيارات الكهربائية.