انتقل المُصمم كريم حبيب إلى كيا في أكتوبر 2019، ومنذ ذلك الحين متّعنا باستعراض سيارات مُلفتة، مثل الاختبارية سونت، التي تحوّلت للانتاج التجاري والعائلية كارنفال ومؤخرًا كيا EV6 الكهربائية بالكامل. من جهتنا ارتأينا اطلاعكم على بعض ملاحظات كريم حبيب حول تصاميم كيا الجديدة.
كريم حبيب من مواليد لبنان 1970، كان هاجر بصحبة عائلته إلى كندا ودرس في جامعة McGill University في مونتريال، ودرس بعدها التصميم في كلية مركز الفن والتصميم في سويسرا. بدأ كريم حبيب مسيرته المهنية في بي ام دبليو الألمانية، حيث عمل فيها من عام 1998 وحتى 2009، ثم انتقل بعدها إلى مرسيدس لفترة وجيزة ليعود في العام 2011 إلى BMW ويرأس قسم التصميم فيها حتى يوليو 2017 حيث تركها مُفضلًا انفينيتي. بعد ذلك، انتقل حبيب إلى كيا ليصبح نائبًا للرئيس ورئيسًا لقسم التصميم.
يقول كريم أنه ما زال يستكشف كيفية عمل دوائر الشركة ويتعرف على فريق التصميم، ومع ذلك، يُسارع بالإشادة بإنجاز كيا الطيب من ناحية المبيعات والتصميم.
يعتبر حبيب نفسه محظوظًا بوصوله إلى كيا بعدما استفادت مما أنجزه الألماني بيتر شراير Peter Schreyer الذي عمل سابقًا لدى أودي وفولكس واجن، والبلجيكي لوك دونكرفولك Luc Donckerwolke الذي بنى خبرته في بنتلي وسكودا ولامبورغيني وأودي أيضًا. وصل حبيب إلى شركة حصل طرازها تيلورايد على جائزة أفضل سيارة في العالم -لعام 2020- وفي هذا تأكيد على أن فريق الشركة قادر على صنع سيارات جيدة، أما الخطوة التالية من وجهة نظر حبيب فهي إعادة بناء العلامة التجارية والاستعداد للسيارات الكهربائية وعصر القيادة الذاتية. ويقول أن خارطة الطريق لـ كيا فيما يتعلق بالمركبات الكهربائية جرئية جدًا وأنها ستكون رائدة ضمن مجموعة هيونداي.

اختلاف بين كيا وهيونداي
يُضيف حبيب أن كيا أصغر من ماركة هيونداي وشخصيتها أكثر تحديدًا، وعلى مستوى التصميم العملي اليومي، يجب ألا تخطو الشركتان على أرض واحدة، من الواضح بالطبع أن هندسة المركبات متشابهة، لكن هنالك عدد من الأساليب التقنية المتاحة للتمييز، لدى هيونداي قاعدة عملاء أوسع -فهي تبيع حوالي مليون سيارة سنويًا أكثر مما تبيعه كيا- ولذا يتعين عليهم تغطية المزيد من القواعد. من جهة أخرى، يُمكن لـ كيا التركيز على منتوجاتها أكثر، مثل تيلورايد الناجحة في الولايات المتحدة، والتي تختلف جذريًا عن طراز ريو الناجح في أوروبا، إنهما سيارتان مختلفتان تمامًا ، لكن حبيب يُريد الحفاظ على تشابه عائلي أكثر.
كريم حبيب: إن كيا علامة تجارية مستضعفة ولكن لديها قدرات عجيبة، سواء فيما يتعلق بالتصنيع أو تنوع المنتجات أو سرعة التطوير.

يُوضّح كريم حبيب بأن شركات مجموعة هيونداي [هيونداي وكيا وجينيسيس وHTWO وأيونك] قوية جدًا، وأن لقاء حبيب مع نائب الرئيس التنفيذي إيوي سون تشونغ كان محفزًا للغاية ويُتيح الكثير من الحرية للمُصممين. لكن مع الحرية تأتي المسؤولية، لذا فهي تضع ثقلًا استراتيجيًا على التصميم، وهذا تحدٍ بحد ذاته. تُعد كيا أيضًا لإعادة تقديم العلامة التجارية بشكل جديد وهذا أمر رائع عند توقيته مع لغة تصميم وتقنيات جديدة.
لكن مع اجتماع العناصر الثلاثة معًا والانتقال نحو الكهربة، ستظهر التحديات في جعل هذا التحول ملائمًا وسلسًا ومميزًا. إنه أمر صعب، بيد أن كيا تحضر لذلك تقنيًا، ومن ناحية التصميم، فهناك فرصة لإعادة تصميم المقصورة جذريًا وخصوصًا الطريقة التي تُصمم بها المقاعد… يعتقد حبيب أن العالم بحاجة لمزيد من الابتكار في كيفية الجلوس والتحرك داخل السيارة.

يتمثّل التحدي الآخر بالنسبة لحبيب بالفارق السعري مع كيا مقارنة بالعلامات التجارية التي عمل معها سابقًا. فسيارات كيا أقرب للعامة وهناك الكثير من العلامات التجارية الموجّهة للعامة، لذا فهي تتطلب أن يكون للتصميم وظيفة تجذب العملاء أكثر. قد لا يمتلك هؤلاء العملاء المال لشراء بي ام دبليو أو مرسيدس-بنز، لكنهم بالتأكيد مهتمين بالتقنية والعملانية. وإن أردت مثالًا فلدينا -بعيدًا عن صناعة السيارات- شركة موجي MUJI، فهي شاملة وبأسعار معقولة تُناسب الجميع، وهي في ذات الوقت منظمة جيدًا. يجب أن يصبح مفهوم السيارة حديث للغاية وإلا لا يعتقد حبيب أنها ستنجح.
كان هناك حديث مُستمر عن التنقل المشترك إلى أن أتت أزمة فيروس كورونا، فأصبحت مسألة الصحة والنظافة – إلى جانب المساحة الشخصية – أكثر أهمية. يتساءل حبيب: هل يعني ذلك أن الجميع سيعودون إلى سياراتهم الخاصة؟ وأي نوع من السيارات نريد؟ سيارات بقشرة صلبة تحمينا من عالم شرير، أو سيارات أصغر تحترم البيئة أكثر؟ كل هذه أسئلة ما زلنا في كيا بصدد الإجابة عليها.

تغييرات في طريقة انجاز العمل
يقول حبيب أن فريق تصميم كيا يستخدم المزيد من تقنيات الواقع الافتراضي بدلاً من السفر. فالبرامج المُختلفة تتيح الآن التجول مع نماذج تصميم في استوديو في قارة أخرى، ويعتقد أن على كيا التركيز على هذه الناحية، والمضي بإجراء العمل عبر مؤتمرات الفيديو والمكالمات الهاتفية، ويضرب مثالًا أنه يتحدث إلى توم كيرنز (استوديو كيا في أمريكا) في الصباح وإلى غريغوري غيوم (استوديو كيا في أوروبا) في المساء دون الاضطرار لمغادرة مكتبه أو منزله.
من جهة أخرى، يقول حبيب: “لقد زرت الاستوديو الأوروبي شخصيًا ولكني لم أقابل الفريق في الولايات المتحدة أو الصين حتى الآن. يمكنك فعل الكثير في الواقع الافتراضي، لكن التعرف على الأشخاص وجهًا لوجه بين الحين والآخر يظل أمرًا مهمًا للغاية.”
يعتقد حبيب أن مفهوم العمل في الاستوديوهات والتواجد الجسدي هناك سوف يتغير، وسيكون ذلك مفيدًا للمصممين لأنهم سيكونوا قادرين على الرسم من المنزل، ولكن في ذات الوقت سيتعين بناء شبكات انترنت محمية جيدًا. ويُضيف: “سنحاول تقوية الفريق العالمي مع من لدينا وتوظيف مصممين طموحين يريدون القيام بالأشياء بشكل مختلف قليلاً.
نهايةً، يقول حبيب: “نحن علامة تجارية بتاريخ قصير، لذا، ليس لدينا طرازات تاريخية حلم بها الناس في طفولتهم. يتيح لنا ذلك التركيز على إنشاء سيارة أحلام في المستقبل، وليس إعادة إنشائها أو الاستلهام منها… إنه تحدٍ كبير ولكنه فرصة أيضًا.