أحدث المواضيعخبر اليوممواضيع رئيسية

حل جديد للسيارات الكهربائية “دفا وعفا ومدى”

طوَّرت مؤسستا آي أيه فيو لويزِنثالالهندسيتان مفهومًا جديدًا لتدفئة مقصورات السيارات الكهربائية من شأنه خفض استهلاك الطاقة الكهربائية وزيادة مداها التشغيلي.

المركبات الكهربائية فكرة جميلة ورائعة، لكن قد تُثير الأنظمة التقنية والتجهيزات الكثيرة قلق مالكي هذه السيارات نظرًا لأنها تستهلك جُزءًا من كهرباء مُدَّخرة الطاقة، نفس القلق الذي قد يُراودك من سرعة نفاذ طاقة هاتفك الذكي لو فتحتَ مُتصفِّحَ الإنترنت أو مقطعًا مرئيًا على “يوتيوب”. لذا يعمل مهندسو السيارات الكهربائية على الكثير من الأفكار من أجل تحسين كفاءة الأنظمة الكهربائية وخفض استهلاكها، فمن شأن هذا أن ينعكس إيجابًا بتوفير مزيد من الطاقة لتحريك السيارة لا من أجل المذياع، خُصوصًا في الأجواء الباردة، حيث ينخفض أداء مُدخرات الطاقة.

طوَّرَت شركتان ألمانيتان، هما “آي أيه في IAV” المُتخصصة في مجال مكونات السيارات و “لويزِنثال Louisenthal” المُتخصصة في مجال الحلول الأمنية لمكافحة التزييف النُقود والوثائق، مفهومًا جديدًا يعمل على تحسين كفاءة أنظمة التدفئة في المركبات الكهربائية، قائمٌ على شبكة رقيقة شفّافة ودقيقة اسمها “الشبكة الذكية SmartMesh”، رخيصة وسهلة الإنتاج، تتألف هذه الشبكة من خُطوط مُتقاطعة موصلة للحرارة سهلة التشكيل والتركيب على العديد من الأسطح في المقصورة حول الرُكاب، مثل بطانات الأبواب والسقف ولوحة القيادة، وتُشِّع دفئًا في أركان المقصورة، وهكذا يُمكن استخدامها نظامًا مُساعدًا لنظام التدفئة الأساسي في السيارة.

عندما يُشغِّل السائق هذه الشبكة، بجهد كهربائي مُناسب Voltage، فإنها تبثُّ دفئًا في أوصال راكبي السيارة، وهذه الشبكة الدقيقة شفّافة ما يعني إمكانية دمجها ضمن عناصر التصميم في السيارة، وتضمينها مزايا أخرى مثل إضاءة خافتة أو مصابيح باعثة للضوء “ليد” دقيقة.

إلى جانِبِ ذلك، يُمكن أن تُساهم هذه الشبكة في تقليل الوقت اللازم للوُصول إلى درجةِ الدفء المطلوبة، وبالتالي خفض الطاقة اللازمة للتدفئة بنسبة 20 بالمئة، مُقارنةً بنظام التدفئة القياسي في السيارة، وبالتالي تحسين المدى التشغيلي للسيارة الكهربائية حتى 6 بالمئة.

استخدمت “IAV” برنامجًا حاسوبيًا لأنظمة الموائع الحسابية ثُلاثي الأبعاد 3D CFD لمُحاكاة استخدام هذه الرقائق والشبكة وعملها في بطانة الأبواب، وأيضاً جهازًا عارضًا لكيفية عمله فيما لو تم تركيب الشبكة على بطانات الأبواب، وكانت النتيجة كالآتي: يُمكن الوُصول لجو مُريح للسائق والركاب في المقصورة في وقتٍ أقصر في حين يكون الجو أبرد خارجًا، بفضل رقائق التدفئة الإضافية المُدمجة، ويُمكن خفض كمية الطاقة الإجمالية اللازمة لتدفئة المقصورة بنسبة 20 بالمئة بعد الوصول لمرحلة الدفء، بفضل الحرارة التي تبثها الرقائق، يزيد هذا من مدى سير المركبة بنسبة تصل إلى 6 بالمئة.

أما على صعيد التكلفة، فقد قالت “لوزيزِنثال” أن بالإمكان إنتاج رقائق “الشبكة الذكية” على نطاقٍ صناعي واسع، ما يعني إمكانية تزويد صانِعي المركبات الكهربائية بحاجتهم من هذا المُنتج بسُهولة، ومن شأن هذا الابتكار أن يدفع بصناعة السيارات الكهربائية قُدُمًا ويزيد من كفائتها. يبقى الآن اقتِناع الصانِعين بجدوى هذا الابتكار وحثّ المصممين على دمجه في تصميم الأجيال المقبلة في هذه السيارات.

يبدو بأن “لويزِنثال Louisenthal”، وهي إحدى شركات مجموعة “غايسِكِه أند ديفرينت لتقنية العُملات Giesecke+Devrient”، تُدرك أن النقود الحقيقية تُواجه مُنافسة شديدة من طرق الدفع الجديدة، الدفع بوسائط إلكترونية مُتنوعة والعُملات المُشفَّرة وغيرها، لذا فهي تبحث عن طرق جديدة للحفاظ على أعمالها والاستفادة من خبرتها المُتراكمة من عملها في مجال إنتاج المواد الأساسية للأوارق النقدية والأوراق بعلامات أمنية والرقائق الأمنية في تطبيقات تجارية جديدة مثل البطاقات الذكية والإلكترونيات وصناعة السيارات. ربما لا نسمع عن هذه الشركة في حياتنا اليومية، لكن يعرفها بالتأكيد القائمون على أكثر من مئة مصرف مركزي وحكومة حول العالم من بينهم المصرف المركزي الأوروبي ECB، ومئات المصارف وشركات الاتصالات، فهي تقدِّم حُلولًا أمنيةً شاملةً لمُكافحة التزييف، من بينها صناعة الخيوط والشرائط الأمنية “المنسوجة” في العملات الورقية والشرائح الإلكترونية للخُطوط الخلوية، ولديها مواقع إنتاج في غموند أم تِيغرنزيه Gmund am Tegernsee وكونيغشتاين Königstein قُرب دريسدن في ألمانيا.

أما “آي أيه في IAV” فاسمها اختصارٌ باللغة الألمانية لـ “الشركة الهندسية للسيارات والمُرور Ingenieurgesellschaft Auto und Verkehr”، وهي شركة هندسية رائدة تأسست في العام 1983 تنشط في مجال هندسة وتصميم وتطوير المُنتجات والتقنيات المُتعلقة بالسيارات، مثل الإلكترونيات وأنظمة نقل الحركة والمُحركات والمُكونات، تُشغِّل أكثر من 8 آلاف موظف، وسجلَّت عائدات بقيمة مليار يورو (1.2 مليار دولار أمريكي) في 2019، تضمُ قائمة عملائها جميع صانِعي السيارات والمُكونات البارزين حول العالم، ولقد دخلت في مرحلة مبكرة مجال تطوير تقنيات المركبات الكهربائية وذاتية القيادة، وهي رائدة الآن في هذا المجال، ولديها أكثر من 15 مركز تطوير وعمليات في ألمانيا بشكلٍ أساسي وفي أوروبا وآسيا والأمريكيَتَيْن. تمتلك مجموعة فولكس واجن نصف أسهمها، كما تمتلك الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك SABIC” نسبة 10 بالمئة من هذه الشركة عبر شركتها الفرعية “سابك للدائن المبتكرة SABIC Innovative Plastics B.V.” في هولندا.

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: