أحدث المواضيعخبر اليومكياهيونداي

كيا وهيونداي تُريدان مُنافسة الكبار في قطاعٍ جديد

تعمل شركة كيا الكورية الجنوبية على تطوير قاعدة عجلات سُلَّمية صالحة للاستخدام للشاحنات الخفيفة ومركبات الدفع الرُباعي الحقيقية، وذلك لمُنافسة طرازات مثل تويوتا هايلوكسو لاند كروزر برادو“.

معلومٌ بأن مجموعة هيونداي للسيارات الكورية الجنوبية تعمل جديًّا على تطوير شاحنة خفيفة للأنشطة والحياة اليومية، تُسوَّق تحت شعار العلامَتَيْن هيونداي وكيا، ستُطلق في وقتٍ ما من المُستقبل القريب. والجديد أن كيا تُريد دخول قطاعٍ جديد لا تُنافس فيه المجموعة الكورية، ألا وهو قطاع الشاحنات الخفيفة والمركبات الخدماتية الرياضية SUV رُباعية الدفع الحقيقية، أي المصنوعة على إطار سُلَّمي Ladder Frame، أو ما يُعرف بأسلوب جسم على إطار حامل Body-on-Frame.

صحيحٌ أن المجموعة الكورية تُقدِّم الآن مجموعةً واسعةً من المركبات المُدمجة- كروس أوفر، لكنها تفتقد لشيءٍ هام، القُدرات الموثوقة على الطرقات الوعرة وإمكانيات الجرّ والقطر التي تُقدِّمها طرازات الدفع الرباعي الحقيقية.

أجرَت كيا أبحاثًا واسعةً خُصوصًا في الأسواق التي لها شعبية للشاحنات الخفيفة مثل الولايات المُتحدة الأمريكية وأُستراليا، ووجدت بأن السوق واعدٌ بخُصوص تقديم شاحنة خفيفة بقُدرات حقيقية، لا بل تُعوِّل كيا على الطراز المُرتقب لرفع مبيعاتها في السوق الأُسترالية إلى 100 ألف وحدة سنويًا، علمًا بأنها باعت 62 ألف وحد تقريبًا في 2019، فضلًا عن ذلك، تُشكِّل الشاحنات الخفيفة 20% من مبيعات السيارات في المقلب الآخر من العالم، وتُهيمن عليه طرازات على غرار تويوتا “هايلوكس” وفورد “رينجِر“، وينطبق هذا على عددٍ من الأسواق العالمية أيضاً.

لإضافة الحلوى على قالب الكعك المُحلَّى، ستُستخدم قاعة العجلات هذه لتطوير مركبة خدماتية رياضية بقُدرات كاملة مُنافسة لطرازات مثل تويوتا “لاند كروز برادو Land Cruiser Prado” ونيسّان “باترول Patrol” على سبيل المثال لا الحصر، والتي تحظى بشعبية كبيرة ومبيعات مُرتفعة في الأسواق العربية وروسّيا وبعض الأسواق الأوروبية.

هنالك تلميحٌ بأن يكون تصميم الطرازان الجديدان – الشاحنة الخفيفة والمركبة الخدماتية الرياضية – مُستوحى من تصميم الطراز الاختباري “تِلُّورايد باها غلايدر Telluride Baja Glider“. تبدو كيا كتومةً للغاية حول هذا المشروع، وذلك بتعليماتٍ مُباشرةٍ من داميان مِريِديث Damien Meredith المُدير التنفيذي لـ “كيا أُستراليا”، وهذا لم يُرضِ الصحافيين هناك، في جميع الأحوال هذه علامةٌ إيجابيةٌ على أن الشركة تعمل فعلًا على طرازين جديدَيْن، وإن كانت المعلومات شحيحة.

أكَّد رولاند ريفِرو Ronald Rivero، رئيس قسم التخطيط للمُنتجات في “كيا أُستراليا” ذلك، حيث قال لموقع “كارسيلز Carsales” الشبكي بأن الطراز الجديد – الشاحنة الخفيفة – على قمة جدول أعمال الشركة، وألمح إلى أنها قد تُسوَّق عالميًا، وقال: “إنها ما تزال حاضرةً بقوة على جدول أعمالنا، ونحن نُفاوض شركة كيا للسيارات على ذلك، ولكن حتى ذلك الوقت لا يُسمح لنا بالتعليق على مشروعٍ عالمي مثل هذه الشاحنة الخفيفة”.

سنكون أمام شاحنة خفيفة من عدة فئات، مقصورة مُفردة Single-cab أو واسعة King-cab أو مزدوجة Crew-cab، وصندوق تحميل مكشوف يحمل طنًّا واحدًا من الأمتعة والبضائع، وقُدرات جرٍّ وقَطْرٍ حتى 3.5 أطنان، وبنظام دفع خلفي أو رُباعي. كما هو مُعتادٌ، كما سيزيد هذا من مروحة القطاعات المُستهدفة وُصولًا للعديد من قطاعات الأعمال، مثل التجاري والزراعي والإنشاءات والمقاولات وغيرها، لا أن تكون محصورةً بالأنشطة الحياتية Life-style وأسلوب الحياة المُغامر.

جديرٌ بالذكر أن طراز الشاحنة الخفيفة المُرتَقب هيونداي “سانتا كروز Santa Cruz” ونسيبه من كيا لن يكونا مُنافسان حقيقيَان في قطاع الشاحنات الخفيفة، بل مُجرَّد نُسخة أكثر تحرُّرًا ونشاطًا بصندوق مكشوف من هيونداي “سانتا في” و كيا “سورِنتو”، اللذان يُصنعها على قاعدة عجلات أحادية Unibody.

صورة تجسسية للشاحنة الخفيفة – بيك أب المُنتظرة من هيونداي

المُحرِّكات

يتضمَّن مخزن المجموعة الكورية ما يلزم من مُحرِّكات ديزل وبنزين، لكن التركيز سينصبُ على مُحرِّكات الديزل المرغوبة أكثر، وفي هذا الصدد قدَّمت المجموعة مُؤخرًّا مُحرِّك “توربو ديزل Turbo Diesel” حديث يحمل الاسم الرمزي “2.2 D” من عائلة “سمارت ستريم Smartstream” من أربع أُسطوانات مُتتالية سعة 2.2 ليترين، تتراوح قُوته ما بين 199 و 207 حصان وعزم دورانه 441 نيوتن – متر، يتوافر في الجيل الأحدث من كيا “سورِينتو Sorento“، لكن قد يتم تعديله لتقديم عزم دوران 500 نيوتن متر ليُصبح على قدم المُساواة مع مُنافسيه.

وهنالك خيار أقوى لمن يرغب بالمزيد؛ مُحرك “توربو ديزل” آخر جديد “3.0 D” من عائلة “سمارت ستريم”، من ست أسطوانات مُتتالية سعته ثلاث ليترات، قُوَّتُه 274 حصان وعزم دورانه 588 نيوتن متر، وهو نفس المُستخدم في السيارة المُدمجة الفخمة جينِسيس “GV80“.

ومن المُؤكَّد بأن هنالك خياراتٌ أوسع، مثل مُحرِّكات البنزين وأنظمة دفع هجينة Hybrid وكهربائية هجينة Plug-in Hybrid.

ما يزال في حوزة كيا المزيد؛ تُريد إغراء العُملاء المُستهدفين والحاليين بالكفالة طويلة الأمد، سبعة أعوام، كما تُقدِّم في أسواقها الكُبرى عُروضًا تنافسية على التمويل وتسهيلات في الدفع.

ماذا بعد؟

تُريد المجموعة الكورية عُمومًا، وكيا خُصوصًا، الاستفادة من الشعبية الكبيرة للشاحنات الخفيفة ومركبات الدفع الرباعي، حيث تُحاول مُداراة تأخرها في هذا الصدَد، إلى جانب رغبتها بمُنافسة شركات صناعة السيارات الكبرى، التي تُوفِّر بشكلٍ أو بآخر مركبات دفع رُباعي وشاحنات خفيفة حقيقية، وشاهدنا في السنوات الأخيرة سَيْلَ الطرازات المُدمجة من هيونداي وكيا، مع دخول مُرتقب لـ جينِسيس، علامة السيارات الفخمة ضمن المجموعة.

لأخذ العلم؛ تحتلُ المجموعة الكورية المركز الثالث عالميًا على صعيد إنتاج السيارات، خلف مجموعَتي فولكس واجن الألمانية وتويوتا اليابانية. حيث باعت 7,218,391 وحدة في العام 2017 وفق بيانات المنظَّمة الدولية لصانِعي السيارات OICA. بخلاف ذلك، تُريد المجموعة أيضاً مُضاعفة حُضورها – الخجول نوعًا ما – في قطاع المركبات التجارية الخفيفة LCV،، علمًا بأنها استحوذت في وقتٍ سابق من هذا العام على شركة “أرايفال Arrival” لإنتاج المركبات الكهربائية.

لكن لا يخفى على أحد بأن جائحة الحُمَّة التاجيَّة المُستجدَّة “وفيد 19 COVID” قد أعادت خلط الأوراق للجميع، لذا قدر نرى تأخرًّا لظهور الطراز الجديد إلى حُدود العام 2025 تقريبًا.

أما منطقتنا العربية (الخليج العربي والمشرق العربي ووادي النيل والمغرب العربي)، يُمكن لأسواقها المُتنوِّعة استيعاب الفئات التي تنوي كيا إطلاقها، الشاحنة الخفيفة ومركبة الدفع الرباعي العائلية.

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: