لا يمكن تصنيفها على أنها مدمجة – كروس أوفر صريحة، أو حتى هاتشباك بشكل مطلق إنما شيء بينهما أو ربما طراز قد لا تكون الكورية بحاجة ماسة له!
اشتكى البعض أو ربما الكثير من الناس قبل قرابة الربع قرن من توجه الشركات الصانعة نحو توفير المزيد من الطرازات غير المسبوقة لديهن في صالات العرض وضمن فئات مستحدثة أو جديدة، الأمر الذي تسبب في وقوع العملاء بشيء من الحيرة أثناء قيامهم بشراء سيارات جديدة… لا ندري ماذا سنقول لعملاء تلك الأيام اليوم!
فمقارنة بالوضع مع نهايات القرن الماضي وبدايات الجديد والحال في يومنا هذا، نشهد بشكل مُستمر ولادة العديد من الفئات الجديدة كتلك التي تجمع ما بين المدمجة والكوبيه أو السيدان والكوبيه أو الميني فان والخدماتية الرياضية، ثم اقتحمت معظم الشركات لمعظم الفئات، بل وطرحت عددًا يصعب حصره من الطرازات المختلفة الأحجام والفئات لتزداد الحيرة أكثر وليصعب الإلمام بكافة الطرازات في سوق السيارات هذه الأيام.

هيونداي والتي نحن بصدد الحديث عن إحدى طرازاتها الجديدة كلياً وغير المسبوقة، لم تدخل عملياً قطاع الفئة المدمجة (الكروس أوفر) إلا مع الجيل الأول من سانتافي، هذا إذا ما استثنينا غالوبر التي ما هي بالأصل إلى ميتسوبيشي باجيرو بجيلها الأول!
تمتلك الكورية اليوم عددًا كبيرًا من الطرازات المدمجة بدءاً من الكبيرة باليسيد وحتى الصغيرة للغاية فينيو والتي تستعد لاستقبال شقيقة أصغر منها أيضاً باسم بايون! لا ندري حقاً من يحتاج إلى مدمجة أصغر من فينيو الصغيرة للغاية والقريبة بحجمها من بايون الجديدة كلياً… هذا إذا ما تناسينا كونا الصغيرة أيضاً والتي لا تزيد سوى قليلاً بالأبعاد عن شقيقتيها.
حلقة الوصل
بالطبع لم تستثمر هيونداي أموالها عبثاً في العمل على تطوير بايون والتي تُلفظ بالإنكليزية كما يلي (Bye-Onn) فيما تُكتب Bayon، فالغاية الأساسية منها توفير مدمجة صغيرة أوروبية الهوى والخطوط والتوجه حيث ستتاح بشكل رئيسي وربما حصري في القارة العجوز، كما أنها ستمثل حلقة وصل ما بين الهاتشباك i20 والمدمجة كونا، فإذا أردت شيئاً ما بينهما فيمكنك التوجه إلى بايون التي تجمع شيئاً من هنا وشيئاً من هناك. وعملياً هي تعتمد في معظم مكوناتها على i20 بدءاً من القاعدة ووصولاً إلى الكثير من مكونات المقصورة.

هيونداي بايون تمتد على طول يبلغ 4,180 ملم وعرض 1,775 ملم وقاعدة عجلات بطول 2,580 ملم، بالمقابل فإن كونا يتراوح طولها ما بين 4,165 و4,215 ملم (قبل وبعد خضوعها لمقص التعديل) وعرض يبلغ 1,800 ملم وقاعدة بطول 2,600 ملم. أي لا يمكن بالعين لحظ أي اختلاف بالطول عملياً… المهم بأن بايون تتمتع بمقصورة رحبة نسبياً مع صندوق أمتعة جيد السعة بواقع 411 ليتر… وعلى غرار i20 الشقيقة المباشرة لـ بايون، لا يوجد خيار دفع رباعي!
تصميم مثير… للجدل!
ما يميز بايون أكثر من أي شيء في الواقع هو تصميمها الخارجي، فالخطوط شرسة ومميزة بطريقة لا تقبل الشك ولو أن تميزها قد لا يكون إيجابياً لدى الجميع… فالمقدمة حادة الملامح عدائية النظرات مع مصابيح رفيعة على غرار كونا وغيرها، ولا نخفي إعجابنا بشكل المصابيح مثلثة الشكل، علماً بأن الجانب والعديد من التفاصيل تحاكي في خطوطها شكل المثلث مثل تفاصيل الخطوط الجانبية والمصابيح الخلفية التي لم تنال مطلق استحساننا.

المقصورة تقريباً متطابقة مع i20 وهذا شيء إيجابي فهي عصرية وفريدة بشكل مقودها الذي عهدناه في عدة طرازات جديدة من هيونداي، مع شاشة جديدة مكان لوحة العدادات قياس 10.25 بوصة وأخرى وسطية قياس 8 بوصة أو 10.25 بوصة عند الطلب.
محركات صغيرة واقتصادية تقبع تحت غطاء مقدمة هيونداي بايون 2022، والخيارات تتراوح ما بين محرك واحد عملياً ثلاثي الأسطوانات سعة 1.0 ليتر معزز بضاغط توربيني قادر على توليد إما 98 أو 118 حصاناً مع عزم 172 نيوتن متر بغض النظر عن القدرة الحصانية… المميز أيضاً مع كل من المحركين هو توفير نظام هجين خفيف بواسطة بطارية بجهد 48 فولط، مع إمكانية اختيار علبة تروس يدوية سداسية النسب أو أوتوماتيكية سباعية النسب.
لا يبدو بأن بايون حائرة فقط في محلها إعرابها بين شقيقاتها، بل أيضاً محركاتها تترك بعض إشارات الاستفهام، فالمحرك الأضعف قادر على الانطلاق بها من 0 إلى 100 كلم/س في غضون 10.7 ثانية فيما لا يستطيع المحرك الأكبر سوى خفض هذا الرقم بمقدار 0.4 ثانية فقط، والأكثر من ذلك فإن علبة التروس الأوتوماتيكية التي تعتبر متطورة بعضاً شيء علماً بأنها متتالية من نوع DCT، تزيد من زمن التسارع بمقدار ثانية كاملة ليبلغ 11.7 ثانية!