أبرمت شركتا جِنرال موتورز وهوندا مُذكرة تفاهمٍ بينهما لتأسيس تحالف عمل بينهما في أمريكا، قائمٌ على مُشاركة خبرتهما في مجال السيارات الكهربائية ومُحركات الاحتراق الداخلي وقواعد العجلات والتقنيات الحديثة.
عزَّزت جِنِرال موتورز الأمريكية وهوندا اليابانية التعاونَ بينهما إلى درجةِ تحالفٍ يخصُّ أسواق أمريكا الشمالية، وذلك عبر توقيعها بالأحرف الأولى على مُذكر تفاهمٍ غير مُلزمة، علمًا بأن هنالك تعاونٌ بينهما يمتدُ لسنوات يتعلَّق بتطوير أنظمة الدفع بخلايا وقود الهيدروجين والقيادة الذاتية والسيارات الكهربائية.
يبدو بأنَّ جائحة الحُمَّة التاجيَّة المُستجِدَّة “كوفيد 19 COVID” لم تُبطئ هذا التعاون، الذي كان يُراد بِه مُساعدة هوندا على تقديم طرازَيْن كهربائِيَيْن تبيعهما في السوق الأمريكي. تُوسِّع مُذكرة التفاهم الجديدة نِطاقَ هذا التعاونِ ليشمَل تشارك الخبرات في مجال أنظمة الدفع الكهربائية ومُحرِّكات الاحتراق الداخلي وقواعد العجلات وأنظمة مُساعدة السائق وبرامج تشغيل الأنظمة المعلوماتية الترفيهية وأنظمة التواصل وأعمال البحث والتطوير، وجوانِب أخرى تتعلق بأموٍرٍ تنظيميةٍ وإدارية مثل عُقود مُشتريات المُكوِّنات المُشتركة والإمدادات.
وقعت الشركتان في نَيسان (أبريل) الماضي اتفاقًا تقوم بموجبه جِنِرال موتورز بتطوير مركبتَيْن كهربائِيتَيْن لصالح هوندا بالاستفادة من قاعدة عجلات جنرال موتورز عالية المرونة المُخصصة للمركبات الكهربائية والعاملة بمُدخرات الطاقة “ألتيوم Ultium”. ومن المُتوقَّع أيضاً تحقيق تكامل بين نظامي المعلومات والسلامة والأمان لكل شركة؛ “أون ستار OnStar” من جنرال موتورز و “هوندا لينك HondaLink” من هوندا.

أوجه الفائدة كبيرة ومعهودة؛ أهمها خفض تكاليف التطوير وتقاسمها وتحقيق استفادة أكبر من الاستثمارات في التقنيات الجديدة، وأعمال الأبحاث والتطوير.
وقال سِيجي كيوراشي Seiji Kuraishi نائب المُدير التنفيذي لشركة هوندا: “يُمكننا عبر هذا اتحالف الجديد مع جنرال موتورز تحقيق كفاءةٍ كبيرة في النفقات في أمريكا الشمالية، والتي ستُمكننا من الاستثمار في تقنيات النقل المُستقبلية، مع الحِفاظ على مجموعةِ عُروضِنا المُميزة والتنافسية، وتوحيد قوى الشركتين، وأن نُحدِّد بدقةٍ ما الذي سنفعله لوحدنا وما الذي نُنجزه بشكلٍ مُشترك، نسعى لبناء علاقةٍ مُفيدةٍ للطرفين من أجل خلق قيمةٍ جديدة لعُملائنا، وبهذه الطرقة ستستمر هوندا في تحقيق تقدمٍ دائم فيما يخصّ تعزيز عملنا الحالي عبر تقديم مُنتجات قوية، وقُدرات تصنيع قوية وبنية عمل قوية”.
وقال مارك دويس Mark Deuss، رئيس جِنِرال موتورز: “سيُساعد هذا التحاليف كلا الشركتان على تسريع الاستثمار في مجال ابتكارات النقل المُستقبلية، وذلك عبر تحرير موارد إضافية، وبالنظر إلى تاريخنا القوي من التعاون فإن الشركتان ستُحققان تظافرًا كبيرًا في تطوير مجموعة المركبات الحالية”.
من المُقرَّر أن تبدأ المُحادثات بين الطرفين على الفور، وسيعقدون مُحادثات للتعاون الهندسي بداية العام 2021، ويتعيَّن على الشركتين توضيح معالم هذا التعاون وحُدوده وتأثيره على العُملاء وحُضورهما في السوق. من المُتوقع أن نرى ثمرات هذا التعاون في غُضون السنوات القليلة المُقبلة، لكن سيكون من المُبالغة رُؤية التعاون يمتد لتطوير الطرازات “المُمَيَّزَة” لكل علامة، مثل شيفروليه “كورفيت Corvette” وهوندا “أن أس أكس NSX“.
يُمكن القول أن هذا التحالف قد يكون مثالًا يُحتذى لشركاتٍ ومجموعاتٍ أخرى من أجل توحيد جهودها ومُحاولة الصُمود في وجه التغيُرات الكبيرة المعهودة في عالم الصناعة وغير المُتوقَّعة التي يكون لها آثار ضارة وعميقة، مثل جائحة “كوفيد 19″، مع تدهور مبيعات السيارات ومعه المداخيل، وتعطِّل الإمدادات والإنتاج، والتغيُّر المُفاجئ في سلوك المُستهلك فيما يخصّ استخدامه لوسائل النقل.
التأثير على المنطقة العربية:
تستورد المنطقة العربية مئات آلاف السيارات من أمريكا الشمالية، سواء كان ذلك عن طريق الوُكلاء أو عبر السوق المُوازي، لذا فإن تأثير هذا التعاون سيُشاهد بوُضوح في منطقتنا، خُصوصًا الخليج العربي والأردن، وبخلاف الطرازات الأمريكية المعهودة، يستورِد وُكلاء هوندا عددًا من طرازاتها من مصانع الشركة في أمريكا.
خطٌ زمني لمراحل التعاون بين هوندا وجِنِرال موتورز:
2013: في شهر تموز (يوليو)، تعاونٌ بين الشركتين لتطوير تقنية الخلية الوُقودية (الهيدروجين)، وتمكنت الشركتان من تسجيل 1200 براءة اختراع في هذه التقنية.
2017: إنشاء مشروع مُشترك JV باسم “إنتاج نظام الخلية الوقودية FCSM”، في 30 كانون الثاني (يناير)، وذلك من أجل الإنتاج التجاري الواسع بتكلفةٍ أقل، وتقديم أنظمة خلية وقودية مضبوبة الحجم عالية الأداء، ومن المُتوقع أن يرى هذا النظام النور في وقتٍ ما من هذا العام.
2018: في 3 تَشرين الأول (أُكتوبر)، الإعلان عن نية العمل المُشترك بينهما من في مصنع وحدات الخلية Cell Module Assembly، من أجل تحقيق كفاءة أكبر في الإنتاج. كما تعاونت الشركتان مع شركة “كروز Cruise” لتوحيد جُهودهم في تقنية القيادة الذاتية، مع استثمارات تصل إلى 2.75 بليون دولار أمريكي على مدار 12 عامًا.
2020: كشفت “كروز” عن طراز “أوريجِن Origin” في شهر كانون الأول (يناير)؛ وهي سيارة كهربائية ذاتية القيادة تُستخدم في خدمات المُشاركة. وأعلنت جنرال موتورز عن استثمار 2.2 بليوني دولار في مصنع ديترويت – هامترامك Detroit – Hamtramck لإنتاج هذا الطراز.
وفي شهر نَيسان (أبريل) أعلنت جنرال موتورز وهوندا عن تعاونٍ بينهما لتطوير الجيل المُقبل من سيارات هوندا الكهربائية، باستخدام مُدَّخرات طاقة “أولتيوم Ultium” من جِنِرال موتورز والتي طُوِّرت بالتعاون مع “ال جي تشيم LG Chem”..
وفي أيلول (سبتِمبر) وقَّعت الشركتان على مُذكرة تفاهمٍ لتأسيس شراكةٍ قويةٍ في أمريكا الشمالية.
اقرأ أيضًا: