قدّمت هوندا الجيل الحادي عشر من طراز سيفيك بحلّة السيدان نهاية أبريل الماضي، وكشفت قبل ساعات عن النُسخة الهاتشباك التي قد تروق أكثر للمُستهلكين الأوروبيين، فما هي الفوارق؟
في الحقيقة، لا فوارق بين النسختين، سوى باب الصندوق الخلفي.. وتصميم الواجهة الخلفية معه. قد يقول البعض أن هذا جيد، فـ سيفيك السيدان أنيقة ومتوازنة، لكن لا يبدو تصميم الهاتشباك بالنسبة لنا لطيف تمامًا. الأمر يربتط بتصميم باب الصندوق الخلفي المُرتفع أكثر مما يلزم، صحيح أنه يُوفّر المزيد من الحيز للأمتعة، ولكنه يتعارض مع تصميم غطاء المحرك المنخفض والعريض.
اختلاف آخر يتمثّل بفتحة التهوية الأمامية، فهي تأتي الآن بثقوب سداسية الشكل بدلًا من الشفرات العرضيّة. قد يكون ذلك للتقليل من الإحساس بعرض المُقدمة وانخفاضها مقارنة مع الصندوق الخلفي (النقطة السابقة)، ولكن النتيجة النهائية سخيفة نوعًا ما؛ لوحة سوداء ناعمة تتخلّلها بعض الفتحات السداسية، فلا هي مُغرية بصريًا، ولا تمنعنا من ملاحظة المساحة السوداء المُصمتة المُتبقية. نتفهّم أن السيارة لا تحتاج فتحة تهوية كبيرة، وأن بعض الصانعين باتوا يعتمدون أفكارًا مُشابهة برسم شكل كبير للفتحة ثم وضع منافذ قليلة بها، لكن ذلك لا يُبرر أن تلجأ هوندا لهذه الحيلة غير الضرورية.

إن سيفيك الهاتشباك ضرورية لاستمرار رواج هوندا في الأسواق الأوروبية وإرضاء بعض الزبائن في أسواق أخرى، ولكن كان باستطاعتها تقديم شيء أجمل!
بعيدًا عن الشكل، فالمُهم في هذه السيارة هو مقدار الحيّز المتوفر في الخلف، فباب الصندوق الذي يفتح بمقدار واسع يُسهّل تحميل الحاجيات، كما يوفر مساحة أكبر، خاصّة مع توفر إمكانية طي ظهور المقاعد الخلفية بنسبة 40/60. كما تُشير هوندا إلى أنها عدّلت موقع المقاعد الخلفية لتوفّر 36 ملم إضافية من المسافة المُخصصة لأرجل الجالسين عليها.

التالي إعادة لما ذكرنا عند تقديم سيفيك سيدان، فكما وضّحنا أعلاه لا توجد اختلافات حقيقية سوى بشكل الصندوق الخلفي
محركات هوندا سيفيك 2022
ستأتي هوندا سيفيك الجديدة بذات المحركات السابقة، وبما يعني توفر خيارين:
- محرك الأربع أسطوانات سعة لترين، ينتج قدرة 158 حصان وعزم 187 نيوتن متر
- محرك الأربع أسطوانات سعة 1.5 لتر مع ضاغط توربيني، يُنتج قدرة 180 حصان وعزم 240 نيوتن متر، أي بزيادة قدرها 6 أحصنة و20 نيوتن متر مقارنة بمخرجات الجيل الماضي.

إحدى التغييرات الأساسية في الجيل الحادي عشر والجديد من سيفيك تتمثّل في موضع عمود السقف الأمامي A-pillar، حيث تراجع بمقدار 5 سم تقريبًا مقارنة بعمود سقف سيفيك الحالية، كما انخفض بحوالي 2.5 سم. يمنح ما سبق سيفيك القادمة مظهرًا تقليديًا ومحافظًا أكثر، مع غطاء محرك أطول يُضيف طابعًا رياضيًا. كما أن خلو الجانبين من العوائق البصرية يجعل السيارة تبدو “أنحف” من السابق وتُظهر حجم العجلات بشكل أوضح.
إلى ما سبق، تغيّر موضع المرايا الجانبية لتنتقل من عمود السقف الأمامي إلى مكان مُستقل على الباب، ومن شأن ذلك أن يُسهّل النظر من داخل المقصورة إلى الخارج ويُساعد في توضيح الامتداد العرضي للسيارة. تقول هوندا انها اعتمدت مفهوم MM الذي يأتي الإنسان كأهم محور له، وبما يتضمّن مساحات زجاجية واسعة توفر جوّا رحبًا للركاب بالرغم من انخفاض خطوط المركبة.
مفهوم هوندا MM: هو اختصار لعبارة man-maximum, machine-minimum أي الحد الأقصى للإنسان والأقل للآلة. يعني هذا المفهوم توفير أقصى حيّز داخلي مُمكن للإنسان وتقليص حجم الآلات بأقل ما يُمكن.
مقصورة مُختلفة وشبك تهوية سيكون مخزنًا للغبار
يقول المُصمم ياسونوري أوغاوا Yasunori Ogawa إن الفريق عمل على تشكيل ما يُسمّى بـ fine morning interior أو مقصورة الصباح الجميل، حيث تُشير الدراسات أن متوسط الوقت الذي يُمضيه الركاب في السيارة صباحًا مُتّجهين إلى أعمالهم يُقارب 45 دقيقة، لذا توجب العمل على تشكيل مقصورة بجو مريح وهادئ.
نجد في مقصورة سيفيك الجديدة العديد من الخطوط العرضية البسيطة، فتحات التهوية تختفي وراء شبك خاص لا نستطيع سوى توقع أن يتحول -في دولنا تحديدًا- لمخزنٍ للغبار وبما يجعل تنظيف المقصورة تحدّيًا بحد ذاته. أما العدادات التقليدية فاستُبدلت بشاشة قياس 10.2 بوصة أمام السائق، فيما بقيت الشاشة الوسطية بقياس 7 بوصات شبه المُنفصلة مُخصصة للنظام المعلوماتي الترفيهي.

يُشار أنه يُمكن طلب شاشة وسطية أكبر بقياس 9 بوصات، مع إمكانية إقران النظام مع تطبيقي أبل كاربلاي وأندرويد أوتو، كما تتوفر خاصية الشحن اللاسلكي للهواتف الذكية ونظام صوتي من بوز Bose مع 12 مكبرٍ للصوت.
بعكس مخزن الغُبار -شبك التهوية الممتد بعض لوحة القيادة- اختارت هوندا موادًا أكثر عملانية للمقصورة، فمثلًا مواد الكونسول الوسطي لن تظهر بصمات الأصابع كما هو الحال مع الأسود الصقيل الموجود بكثرة في السيارات الأخرى. أخيرًا، انعكست الفائدة من شكل النوافذ الجانبية والنافذة الأمامية في المقصورة بوضوح، فقد استطاعت هوندا خفض الجزء العلوي من لوحة القيادة وبما يعني رؤية أفضل لمحيط السيارة.
قاعدة هوندا سيفيك
زاد طول قاعدة العجلات بنحو 3.5 سم، كما أصبح المحور الخلفي أعرض ليُساعد في تحسين ثبات السيارة ونعومة الركوب، ولكن حتى مع زيادة طول القاعدة استطاعت هوندا تحسين الصلابة الالتوائية بنسبة 8% ومقاومة الانحناء بنسبة 13% وبما يزيد نعومة الركوب ويُحسن الانقيادية والسلامة.
وبالحديث عن السلامة، ستجد في هوندا سيفيك أول وسادة هوائية في العالم مصممة لتقليل إصابات الدماغ، حيث ستأتي الوسادة الهوائية الجانبية للسائق على شكل كعكة، بينما تفتح الوسادة الهوائية للراكب الأمامي كالكتاب لتقليل حدة ارتطام الرأس. إلى ذلك، ستستفيد سيفيك من باقة أنظمة السلامة المُسمّاه Honda Sensing مع كاميرا أمامية بزاوية رؤية أوسع من ذي قبل وبما يعني رصد المشاة وراكبي الدراجات والمركبات الأخرى بشكل أسرع، وستأتي طبعًا بنظام تثبيت السرعة المتكيّف مع الكبح التلقائي ونظام المساعدة بالبقاء في المسار.
