أحدث المواضيعخبر اليوممقالاتمواضيع رئيسية

غريتا تونبرغ.. وأبشع ما رأيته منذ سنوات

قصي حازم

لا يُمكن التعبير عنها بشكل مُختلف، إنها أبشع ما رأيته منذ سنوات، بل قد يمضي بي الحال للشعور بالحزن والغضب والغثيان معًا. 

يؤلمني أن أُدْرَج مع بعض السفهاء باعتبار أننا جميعًا شغوفون بالسيارات، فالذي نراه من بعض السائقين مُثير للغثيان حقًا؛ أُناس من المُفترض أنهم عقلاء بما يكفي لقيادة مركبة، ومع ذلك، يقل مدى وعيهم عن بُعد الدخان الصادر من سياراتهم، بعضهم وضع مُلصقات على سيارته، وآخر شارك بنشر صورة اعتقد أنها مُضحكة، والأسوأ أن شخصيات بارزة مثل جيريمي كلاركسون تفوَّهت بجُملٍ مثيرة للصحافة طمعًا بمزيد من الشهرة. بل أن دونالد ترامب نشر تغريدة مُثيرة للتعجُّب.

بعد حديثها في قمة المناخ التي عُقِدت في نيويورك في سبتمبر الماضي، أصبحت السويدية غريتا تونبرغ البالغة من العمر 16 عامًا من رموز الناشطين في حماية البيئة، ذلك أن كلمتها وأسلوبها وعواطفها مثَّلت ما يشعر به الكثيرون تجاه التجاهل المُمِل الذي يحترفه صُنّاع القرار إزاء التغيُّر المناخي.

لا يختلف أي منّا حول قدرة الشركات ورؤوس الأموال على التحكم بالسياسيين وقراراتهم، والهدف التوسع والهيمنة وابتلاع المزيد، وبالتالي، فإن الحديث عن تقليل الانبعاثات الغازية الذي قد يعني تعطيل الأعمال أو تكاليف إضافية، يُلاقى عادة الاهمال وعديد من الأعذار المُجهزة سابقًا. أما أن يُلاقي الحديث عن الانبعاثات الغازية الرفض من العامّة فهو أمر مُدهش، والذي رأيناه مؤخرًا من بعض السائقين الذي يلصقون عبارة “Fuck you Greta” على سياراتهم لم نستطع فهمه إطلاقًا، ولم نكن لنستوعب الجهل والمستوى الفكري المُتردّي.. ينفثون الدخان وسعيدون بذلك بل ويتواقحون!

الغريب أن تنجرّ شخصيات بارزة لوصف غريتا “الطفلة” بكلمات مُسيئة طمعًا بمزيد من الشهرة، فـ جيريمي كلاركسون -وهو معروف بالمُناسبة بتعليقاته المُثيرة للجدل- وصف غريتا بأنها “غبية حمقاء” و”خطيرة” في ثلاثة مقابلات، أما ترامب فقال الأمس عبر تغريدة على تويتر أن لديها مشاكل بالتعامل مع غضبها ودعاها أن تُهدئ أعصابها وتُشاهد فلمًا! أسلوب صبياني مثير للشفقة والسخرية من رئيس أقوى دولة في العالم تجاه طفلة تحاول أن تدافع عن مُشكلة من المُفترض أنها إحدى مسؤولياته! … شاهدي فلمًا واهدأي!

غريتا تونبرغ

إنها أبشع تصرفات رأيتها منذ سنوات، بل قد يمضي بي الحال للشعور بالحزن والغضب والغثيان معًا!

إن وددت معرفة المزيد عن غريتا تونبرغ يمكن الاطلاع على المقالة المُخصصة على ويكيبيديا

لامبالاة وعنجهية تجاه أمور أخرى أيضًا

في دراسة نشرتها فورد مؤخرًا، يشعر المستهلكون حول العالم بقلق متزايد حيال تغير المناخ، لكن هذا القلق لا يفضي إلى خطوات عملية طارئة: فهناك 64% ممن لم يغيروا سلوكياتهم للمساهمة في التصدي لتغير المناخ يعتقدون بعجزهم عن إحداث فارق يُذكر. بينما يعكف 72% من البالغين في منطقة الشرق الأوسط على تغيير سلوكياتهم للمساهمة في التصدي لتغير المناخ. في حين أن ما سبق ينم عن وعي مُتزايد، يؤسفنا من جهة أخرى الفكر المُتردّي للبعض -في مناطق مختلفة حول العالم- والذي يدفعهم لإيقاف سياراتهم الشرهة باستهلاك الوقود وسد أماكن شحن السيارات الكهربائية. ما الذي يُحاولون اثباته؟ أما آن الأوان لنا جميعًا أن نتصدى لهؤلاء الحمقى؟ 

 

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: