أحدث المواضيعجنرال موتورزخبر اليومفيديومواضيع رئيسية

جنرال موتورز الدفاعية تفوز بعقدٍ من الجيش الأمريكي

إنه أول عقد رئيسي للشركة التي تأسست في 2019

فاز قسم الصناعات الدفاعية في شركة جِنرال موتورز الأمريكية بعقدٍ مع الجيش الأمريكي قيمته 214 مليون دولار لتزويده بمركبات دورية للجُند المُشاة تستند على طراز “كولورادو زد آر 2”.

حصلت “جِنرال موتورزر الدفاعية General Motors Defence” على عقدٍ من قيادة التعاقدات في الجيش الأمريكي – ترسانة ديترويت، قيمته 214.3 مليون دولار أمريكي لتصنيع مركبات لحظيرةٍ من الجُنود المُشاة Infantry Squad Vehicle. تستند على نُسخة الإنتاج التجاري من الشاحنة الخفيفة مُتوسطة الحجم “كولورادو زد آر 2 Colorado ZR”.

اختيرت مركبة جنرال موتورز بعد عدة مراحل من المُنافسات، ووصلت للتصفية النهائية رفقة صانِعَيْن آخرين، هُما “أوشكوش/ فلاير للصناعات الدفاعية Oshkosh/ Flyer” و “سايك/ بولاريس SAIC/ Polaris” و “سايك” ليست الشركة الصينية المالكة لعلامة “أم جي MG” وروي Roewe، بل شركة أمريكية اسمها “الشركة العالمية للتطبيقات العلمية Science Applications International Corporation” مقرُّها في ولاية فرجينيا. وحصل كل واحد من هؤلاء الثلاثة على مليون دولار لإنتاج نماذج أولية لاختيارها قبل تحديد الفائز بالعقد. علمًا بأن “جي أم الدفاعية GMD” قد تعاونت مع “ريكاردو الدفاعية Ricardo Defence” البريطانية التي ستدعم الإمدادات الرئيسية للمُنتج وتوفير مُتطلباته.

جديرٌ بالذكر أن نموذج جيب “جلادياتور أكس أم تي Gladiator XMT” المُطوَّر بالتعاون ما بين جيب و “أيه أم جِنِرال AM General” كان من بين المُتنافسين، لكنه لم ينجح بالتأهل للمرحلة الأخيرة.

لم ينجح نموذج “جلادياتور أكس أم تي Gladiator XMT” في المُنافسة على هذا العقد

يشمل العقد توريد 649 وحدة، مع إمكانية ارتفاع حجم الطلبية إلى 2065 وحدة، هذا يعني بأن كلفة المركبة الواحدة 330 ألف دولار أمريكي، إنه سعرٌ باهظٌ! نعم، الكُلفة الحقيقة للمركبة الواحدة أقل من ذلك بكثير وإن كانت ستبقى أغلى من “كولورادو” القياسية بطبيعة الحال، حيث أن عُقود المُشتريات العسكرية تشمل أيضاً بنودًا أخرى لها تكلفتها مثل توظيف أشخاص لهم خبرة في المجال العسكري للتعامل مع هذا العقد ومُتابعته مع الجيش وتسليم المركبات والتدريب وصيانتها وإدامتها وتوفير قطع الغيار لها طيلة عُقود مما يعني بأن على جنرال موتورز الاستمرار في إنتاج قطع غيار ستُصبح قديمةً عفى عليها الزمن، بخلاف ذلك، لن تُنتج هذه المركبات على خُطوط الإنتاج المعهودة باستخدام آلات، بل ستُجمَّع مُعظمها يدويًا في مُنشآت خاصة على يد عُمّال خُبراء، الأمر الذي يرفع حُكمًا سعرها النهائي.

وقال دايفيد جاي. ألبريتُّون David J. Albritton، رئيس قسم الأعمال الدفاعية في جنرال موتورز: “يُعتبر فوزنا بهذا العقد مع الجيش الأمريكي اعترافًا رفيعًا بالعمل الجادّ ومجهودات فريقنا وبإنتاجهم مركبةً رائعة، نحنُ واثقون بأن هذه المركبة ستُلبي وتتجاوز جميع مُتطلّبات عُملائنا. كما إنه بالتأكيد تكريمٌ لخبرة الشركة الأم كواحدةٍ من أكبر الشركات العالمية لإنتاج السيارات من أجل تصميم وصنع وتسليم أفضل التقنيات المُتاحة لجُنود القوات الأمريكية المُسلحة وحُلفاؤنا”.

“حُلفاؤنا our allies” كلمة جميلة سنتطرَّق لها أدناه.أما ألبريتُّون، فهو مُهندسٌ درس الهندسة العامة في كُليةٍ عسكرية وعمل ضابطًا في القوات البحرية الأمريكية لعشر سنوات، وكان ممن شاركوا في حرب الخليج الثانية، في عمليتي “درع الصحراء Desert Shield” و “عاصفة الصحراء Desert Storm” لتحرير الكويت، وعمل بعد مُغادرته الجيش في العديد من شركات الصناعات الدفاعية صناعة السيارات والصناعات العسكرية والجوفضائية Aerospace مثل “أإكسِليس Exelis” و “آي تي تي للحُلول الدفاعية والمعلوماتية ITT Defence & Information Solutions”، وانضم إلى “جِنرال موتورز” قبل سنوات قليلة، وترَّقى فيها إلى استلم إدارة شركة الصناعات الدفاعية فيها.

GMD ISV

لا تبدو المركبة العسكرية شبيهة بطراز “كولورادو”، ولكن المظاهر خدّاعة، في حقيقة الأمر البُنية التحتية للمركبة العسكرية مأخوذٌ بالكامل من “كولورادو”، في حين عُدِّل التصميم العام لتلبية المُتطلبات العسكرية، حيث طلب الجيش الأمريكي مركبةً عسكريةً تُوفر تحرُّكًا سريعًا على الأرض بصرف النظر عن طبيعة التضاريس وأن تكون رشيقةً وقادرةً على نقل تسع جُنود دورية عبر ميادين القتال وفي مهمات الاستطلاع وسهلة النقل. صُنع القفص الفولاذي المعروف باسم “نظام للحماية من الانقلاب ROPS” من فولاذ 4130، خفيف الوزن وعالي القوة.

هذه المركبة تجسيدٌ لتوجهٍ عام في مُختلف الجُيوش لاعتماد مركبات خفيفة لنقل الجُنود تستجيب للتحديات العسكرية الجديدة، مثل أن تكون سريعةً وتستند على مُكونات مُتاحة تجارية يُمكن الحُصول عليها بسهولة وأرخص سعرًا ويمكن نقلها بما يتوافر من وسائل نقل.

وفي هذا الصدد، يُمكن نقلها مُعلقةً بواسطة مروحية “بلاك هاوك Blackhawk” طراز “يو أتش 60 UH”، أو إدخالها في مروحية “تشينوك Chinook” طراز “سي أتش 47 CH” لنقلها جوًّا، وهذا بفضل تصميمها المضبوب، ومزايا سُهولة النقل، إذ يُمكن طي القفص الفولاذي المُحيط بالمركبة لتقليص حجمها خلال النقل. فضلًا عن إمكانية إسقاطها مظليًا من ارتفاع وسُرعة مُنخفضتين من طائرات النقل العسكري الضخمة “سي 130 هرقل C130 Hercules” و “سي 17 غلوب ماستر 3 C17 Globemaster III”

ستُزوَّد جميع طرازات هذه المركبة ببِنيةٍ فوقيةٍ لاستيعاب تسعة جُنود (بمقاعد مُنفصلة) إضافةً إلى عتادهم العسكري وتجهيزاتهم الأخرى (الذخيرة والطعام والماء واللوازم الطبية ولوازم المأوى)، بوزنٍ يصل إلى 1300 كيلوغرام، وتعتمد هذه المركبة على 90 بالمئة من المُكونات الجاهزة المُتوفرة تجاريًا Off-the-shelf، بما في ذلك مُمتصات صدمات بنوابض مُزدوجة من شركة “مالتيماتيك Multimatic” بهامش ارتداد طويل، ومكونات لنظام التعليق من قسم الأداء لدى شيفروليه Chevrolet Performance، أما المُحرِّك فهو من أربع أسطوانات مُتتالية من عائلة “دوراماكس Duramax” يعمل بالديزل مع شاحن توربيني Turbo-diesel سعة 2.8 ليترين، قوته 185 حصان، وعزم دورانه وعزم دوران 500 نيوتن – متر، يتصِّل بعُلبة تُروس آلية “هايدراماتيك HydraMatic” من ست نِسَب، وألواح حماية Skid Plates لنظام التعليق والمحرك وحوض الزيت وعلبة التحويل وخزان الوقود والتُرس التفاضلي الخلفي. تبلغ زاوية الدخول 46.1 درجة وزاوية الخُروج 42 درجة وهامش الخُلوص عن الأرض 35 سنتيمِتر، ويقل وزنها عن 2277 كيلوغرام.

استخدمت الشركة الأمريكية مُكوناتٍ أثبتت فعاليتها في سلسلة سباقات Best in the Desert القاسية، علمًا بأن سيارة شيفروليه كانت واحدةً من أربع مركبات أكملت 11 سباقًا مُتتاليًا من أصل 434 مُتسابقًا، واجتازت مسافة 15 ألف كيلومتر تقريبًا.

وبمُطالعة تفاصيل هذه المركبة الجديدة، تسمح مقصورتها المكشوفة بتحقيق وعي ميداني مثالي ومدى رؤية أوسع واستجابة أسرع للتغيُّرات الميدانية، كما يُمكن للجُنود الركوب إليها والنُزول منها سريعًا والتقليل من الإجهاد الناجم عن التنقل سيرًا على الأقدام والحفاظ على جُهوزيتهم بأعلى مُستوياتها، في حين يسهِّل غطاء المحرك المُؤلف من قطعة واحدة من أعمال الصيانة عند إزالته لأنه يُوفر مجالًا للصيانة من مُعظم الجوانب.

غطاء المحرك من قطعة واحدة يُسهل صيانته من جميع الجوانب عند فكّه

وبالنظر لشكلها المكشوف سيكون من الظلم اعتبارها صِنوًا لناقلات الجُند المُدرعة APC ورديفاتها مثل المركبات التكتيكية الخفيفة المشتركة Joint Light Tactical Vehicle JLTV (تُنتجها شركة “أشكوش الدفاعية”)، بل خيارًا إضافيًا حين تكون السرعة العالية والاستجابة السريعة ميدانيًا عاملين أهم من الحماية والتدريع في العمليات العسكرية الهجومية، كما ستكون بديلًا أفضل للدوريات الراجلة والاستطلاعية وفي العمليات الخاطفة، حيث سيُصبح بالإمكان إنزال القوات المُهاجمة مع هذه المركبة في أماكن بعيدة نسبيًا عن الهدف، وهذا يجعل عُنصر المُفاجأة لصالحهم.

لذا، ستكون هذه المركبة مثاليةً للاستخدام مع القوات المُجوقلة والخاصة والصاعقة والجوّالة. في هذا الصدد ستكون الفرقة 82 المُجوقلة 82nd Airborne Division أول مُستلمي هذه المركبة ومُستخدميها، علمًا بأن القاعدة العسكرية فورت براغ Fort Bragg في كارولاينا الشمالية، والتي تتمركز فيها هذه الفرقة، كانت ميدانًا لتجربة النماذج الأولية لهذه المركبة وكانوا ممن ساهموا في ذلك. وبعدها سيُعمَّم استخدامها على باقي الوحدات الخاصة وفرق ألوية المُشاة القتالية IBCTs.

حُلفاؤنا

بخلاف ذلك، تضع الشركة عينها الأخرى على بيعها للوكالات الحُكومية والوحدات والقوات العسكرية وشبه العسكرية الأخرى، مثل حرس الحُدود Border Patrol ومُشاة البحرية Marine Corps والقوات الجوية Air Force والقوات الخاصة Special Forces. وفي الأسواق العالمية للجُيوش الحليفة “حُلفاؤنا”. لكن هذه طُموحات كبيرة، إذ تعمد الكثير من الجُيوش، ومنها جُيوش عربية، لتطوير نُسخهم الخاصة من المركبات التكتيكية الخفيفة LTV والخفيفة جدًّا ULTV والخفيفة مُتعددة الأغراض LMV عبر تحويل مركبات من الإنتاج التجاري الواسع لنُسخ عسكرية Militarisation مثل الأردن، أو تطوير مركبات للعمليات الخاصة SOV محليًا كما في دولة الإمارات العربية المُتحدَّة والأردن وتُركيا ومصر وحتى الكيان الصهيوني، وهي عملية أرخص وتُلَّبي الحاجات الخاصَّة بكل جيش. لكن قد نراها في حوزة جيوش عربية لدول غنية مثل السعودية، التي قد تشتريها أو تحصل عليها ضمن صفقة أكبر، ومع جيوش عربية أخرى مثل الأردن ومصر اللتان قد تحصلان عليها ضمن المُساعدات العسكرية الأمريكية الدورية لهما.

الشاحنة الخفيفة فورد “راينجر Ranger” بتعديلات عسكرية من “ريكاردو Ricardo” لتلبية حاجات الجُيوش الأوروبية
فورد “راينجر Ranger” بتعديلات عسكرية من “أركوس Arquus” باسم “تريجِّر Trigger” لتلبية حاجات الجُيوش الأوروبية

قسم الصناعات الدفاعية لدى جِنرال موتورز

لا تُعتبر جِنرال موتورز غريبةً عن التعاقدات العسكرية مع الجيش الأمريكي، حيث ورَّدت في العام 1914، في الحرب العالمية الأولى، 8500 وحدة من الشاحنات الخفيفة للجيش الأمريكي، وشاركت في المجهود الحربي في الحرب العالمية الثانية، وأسسَّت في العام 1950 شركةً مُتخصصةً بالصناعات العسكرية بقي في حوزتها لغاية العام 2003، عندما باعتها إلى نظيرتها الأمريكية “جِنِرال دايناميكس General Dynamics”.

أعادت الشركة الأمريكية تأسيس قسمٍ جديد يُعنى بالشأن الدفاعي في العام 2017 تحوَّل لشركةٍ تابعةٍ لها في العام 2019، وذلك من أجل الاستفادة من الابتكارات التي تُحققها لمركبات الإنتاج التجاري في التطبيقات العسكرية. وهي صانع السيارات الأمريكي الوحيد الذي لديه قسم خاص للصناعات الدفاعية، في حين تُزوِّد فورد وكرايسلر وتتعاون مع شركات صناعات عسكرية أخرى لتخصيص مركباتهما للأعمال العسكرية.

من أبرز إنجازات جِنِرال موتورز في الصناعات العسكرية خلال السنوات الأخيرة تطوير مركبة غير مأهولة (مُسيَّرة) تحت بحرية Unmanned Undersea Vehicle UUV، تعمل بالخلية الوقودية الهيدروجينية لصالح مُختبر أبحاث البحرية الأمريكية US Naval Research Laboratory. والنموذج الاختباري “كولورادو زد أتش 2 Colorado ZH” وهي مركبة عسكرية خفيفة لنقل الجُنود والاستطلاع تعمل بالخلية الوقودية والطاقة الكهربائية ببصمة صوتية وحرارية مُنخفضتين فضلًا عن إنها تُنتج ماءً صالحًا للشرب كنتيجةٍ ثانوية لـ “حرق” الهيدروجين. علاوةً على ذلك، طورت نموذجًا اختباريًا “مركبة عملانية جوّالة صامتة ذات بُنية فوقية شاملة SURUS” أكثر مرونةً وحجمًا من نموذج “كولورادو” الآنف الذكر.

نموذج “كولورادو زد أتش 2 Colorado ZH” الاختباري العسكري
نموذج “سوروس” الاختباري

آتت هذه الجهود أُكلها بحيازتها على هذا العقد، وهو أكبر إنجاز للشركة الجديدة لغاية الآن وأول عقدٍ رئيسي لها، فيما تعمل حاليًا على مشروعٍ آخر لتطوير مركبة قتال إنسالية Robotic Combat Vehicle، مُسيَّرة عن بُعد مع بعض خصائص القيادة الذاتية. إلى جانب عُقود لمُنتجاتٍ أخرى ما تزال في مرحلة الأبحاث والتطوير R&D.

تُركز “جِنِرال موتورز الدفاعية” حاليًا على تطوير أنظمة دفع هيدروجينية “الخلية الوقودية Fuel Cell” وهجينة كهربائية مع مُحركات ديزل أو بنزين، ومُدَّخرات طاقة (بطاريات) بسعة طاقوية أكبر ومُدَّة شحن أقل وأمتن أمام الظروف القاسية، ومواد أخف وزنًا لإنتاج الهياكل وأجزاء السيارات. وهي تقنيات ذات طابعٍ مدني بالمقام الأول، حيث تُستخدم لإنتاج السيارات على النطاق التجاري الواسع.

الخلية الوقودية في نموذج “كولورادو زد أتش 2 Colorado ZH” الاختباري العسكري

تبدو تقنية الخلية الوقودية ومدخرات الطاقة واعدةً في المجال العسكري، فهي تُوفِّر مركبات أخف وزنًا وببصمة صوتية وحرارية مُنخفضتين مما يُؤمن لها قُدرة أفضل على التخفِّي في البيئات المُعادية، كما يُمكنها توليد طاقة كهربائية كافية لتشغيل معدات عسكرية متطورة مثل الليزر وأنظمة الحماية النشطة وأجهزة الملاحة ومعدات الاتصال والقيادة والسيطرة C3، كما يمكن استعمال المركبات العاملة بالخلية الوقودية كمحطات توليد مُتنقلة للطاقة الكهربائية.

وعين جِنِرال موتورز على العُقود العسكرية المُغرية، فضلًا عن إنها تفتح مجالًا جديدًا للاستفادة من خبرتها في مجال إنتاج السيارات في تطبيقات عسكرية مما يزيد من الأرباح ويُساعد على توزيع تكلفة الأبحاث والتطوير على مروحة واسعة من المُنتجات، فعلي سبيل المثال تعتمد هذه المركبة على الخبرة التي راكمتها الشركة الأمريكية في ميدان رياضة السيارات، لا القتال وحسب.

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: