يبدو أن كوينيجسيج لا تعرف المُستحيل، فبعد الكشف عن جيميرا TFG بحلة ما قبل الإنتاج في مارس 2020، قررت أن القدرة البالغة 1700 حصانًا لا تكفي تمامًا، فطوّرت محركات كهربائية بكثافة طاقة أعلى، ثم أتت بمحرك بثماني أسطوانات لإنتاج “صاروخ أرضي” بقدرة 2300 حصانًا وعزم 2750 نيوتن متر فقط لا غير!
كانت جيميرا الأصل مُصممة بحيث تجمع بين المحرك المُسمّى Tiny Friendly Giant بثلاث أسطوانات سعة لترين يُميّزه تقنية الصمامات الحرة Freevalve، لينتج قدرة 600 حصان وعزم 600 نيوتن متر. يُضاف إليه ثلاثة محركات كهربائية للدعم، فثُبِّت واحد بعد المحرك البنزيني مباشرة، واثنان إلى العجلتين الخلفيتين، وبهذا وصلت القدرة الكُلية إلى 1700 حصان، فيما جاء العزم عند 3500 نيوتن متر! وأصبح الدفع بالعجلات الأربعة.
الجديد أن كوينيجسيج قررت إضافة خيار آخر للسيارة الصاروخ، لؤلئك الذين لا يكفيهم قدرة 1700 حصان -هل تستطيع تذكر سيارة بقدرة أعلى؟ فجاءت بنسخة HV8 بمحرك الثماني أسطوانات سعة 5 لترات من طراز جيسكو الخارق وعدّلته قليلًا ليتناسب والحيز الكافي لأربعة أشخاص في المقصورة، ثم أضافت محركها الكهربائي المُطوّر حديثًا باسم Dark Matter وهو من محركات التدفق المحوري Radial Flux وبقدرة 800 حصان (596 كيلوواط) وعزم 1250 نيوتن متر، كل ذلك من وزن لا يتعدى 39 كلغ للمحرك الكهربائي، والذي يجعل من هذا المحرك الأعلى كثافة للطاقة في العالم.
ماذا أيضًا؟ استخدمت كوينيجسيج علبة التروس من جيسكو، تلك المُسمّاه Light Speed Transmission (LST) بتسع نسب، ولكن عدّلتها بشكل يتناسب والحيّز المُتاح ليلتف حول المُحرك، وأطلقت عليها اسم Light Speed Tourbillon Transmission (LSTT)، ليُقارنها كريستيان فون كوينيجسيج -رئيس الشركة- بالساعة السويسرية المضبوطة في صناعة السيارات.
تتميز علبة التروس LST بتسع نسب وعدّة أقراص تعشيق صُممت لدى الشركة السويدية، وتستطيع التنقّل بين النسب بدون تدرُّج، أي يُمكن الانتقال من النسبة الثامنة للخامسة مُباشرة، وهي تزن 90 كيلوغرامًا فقط “في حلتها الأصل”، أي أخف من أي علبة تروس مزدوجة التعشيق في الأسواق.
النتيجة: نظام دفع هجين بقدرة كُلية تبلغ 2300 حصانًا وعزم 2750 نيوتن متر. لا نستطيع تخيل نوع الإطارات التي ستتحمل عزمًا كهذا، ولا نتجرّأ على التنبؤ بأرقام التسارع، فـ جيميرا الأولى TFG بمحركها ذي الثلاث أسطوانات وعدتنا بانطلاقة من الثبات إلى 100 كلم/ساعة في غضون 1.9 ثانية فقط والوصول لسرعة قصوى تفوق 400 كلم/ساعة، فما سيكون عليه الحال مع المحركات الجديدة في جيميرا HV8؟
أبواب تفتح للأعلى، وتوجيه بالعجلات الأربعة!
إلى ما سبق، تُذهل جيميرا الجميع بأبوابها التي تفتح للأعلى لتكشف عن مقصورة بأربعة مقاعد واسعة، يفصلهم نفق وسطي ضخم يحتوي العديد من حمالات الأكواب، بل ثمانية إن أردت التحديد، فلكل راكب هُناك مكان مُبرّد ومكان مُدفأ بحيث تبقى درجة حرارة المشروبات كما ينبغي. كذلك فهناك شاشة لركاب المقعدين الخلفيين ونظام صوتي بـ 11 مكبر ونقطة اتصال واي فاي ومصابيح للقراءة ونظام تكييف بثلاث مناطق وقاعدتان لشحن الهواتف المحمولة لاسلكيًا.
لاحظ أن كوينيجسيج جيميرا بحلة الإنتاج التجاري تأتي بمرايا تقليدية بدلًا من الكاميرات والشاشات في النسخة التي رأيناها سابقًا
يبلغ وزن كوينيجسيج جيميرا TFG ذات الأسطوانات الثلاثة 1,715 كلغ، وجزء من ذلك مرده لاستخدام ألياف الكربون في صناعة ألواح الجسم والقاعدة والعجلات وعمود الحركة، والتيتانيوم لصنع نظام العادم -بتوقيع أكرابوفيك- وكذلك اعتماد محرك صغير جدًا لا يتعدّى وزنه 70 كلغ، أما البطاريات فهي صغيرة أيضًا بقدرة 15 كيلوواط ساعي. بهذه التوليفة، يصل المدى التشغيلي الكهربائي إلى 50 كلم والمدى التشغيلي الكُلي إلى 1000 كلم.
سينحصر إنتاج كوينيجسيج جيميرا TFG بـ 300 نسخة فقط، ويبلغ سعرها 1.7 مليون دولار أمريكي تقريبًا! وبالمُناسبة، فالاسم جيميرا، يُلفظ بالجيم العربية، هو اسمٌ خرجت به والدة كريستيان فون كوينيجسيج من لفظة سويدية “جه ميرا” تعني “أن تُعطي المزيد”، ثُم عُدّلت لتُصبح جيميرا.
بالنسبة للنسخة الجديدة جيميرا HV8 فلا بيانات كاملة عنها، سوى ما سبق وأن وزنها أقل من 2000 كلغ، وأنها ستُصنع نهاية العام 2024 وتُسلم للعملاء المحظوظين أوائل عام 2025.
صور كوينيجسيج جيميرا
