أشار هيربرت ديس، المُدير التنفيذي لفولكس واجن، بأن شركته وفورد الأمريكية باتتا قاب قوسين أو أدنى من إبرام اتفاقٍ للتعاون بينهما في مجال تطوير تقنيات المركبات الكهربائية والقيادة الذاتية. علمًا بأن الأخبار حول توسيع شراكتهما إلى هذا المجال تعود إلى آذار (مارس) الماضي.
اطلعت وكالة بلومبِرغ Bloomberg للأخبار الاقتصادية، على مُلاحظات دوَّنها ديس خلال اجتماعٍ في وولفسبُرغ بألمانيا، ضم أهم 500 مُدير تنفيذي في قطاع صناعة السيارات، أشار فيها إلى المُحادثات مع فورد “تتقدم جيدًا”، وبأنهم قريبون من إنجاز الاتفاق. جديرٌ بالذكر أن الشركتان، الألمانية والأمريكية، أبرمتا في وقتٍ سابق اتفاقيةً للتعاون في تطوير الشاحنات الخفيفة والمُغلقة لقطاع الأعمال التجارية.
ومن المُتوقع أن نرى نتائج هذه الشراكة لإنتاج الشاحنات الخفيفة والتجارية خلال الأشهر القليلة المُقبلة. وأشار ديس سابقًا إلى أنه قد يكون هنالك مزيدٌ من الاستحواذات والاندماجات ضمن صناعة السيارات.
وقال ديس: “تضعنا مخاطر النزاعات التجارية العالمية في موقفٍ حرج، خُصوصًا من دون حُضورٍ قوي في الولايات الأمريكية المُتحدة – التي لا تزال إحدى نقاط ضعفنا. حُضور شركتنا قوي في الصين اليوم، وعلينا مُوازنة ذلك في الولايات المُتحدة”.
الهدف
تتطلع فولكس واجن من مثل هذا التعاون مع فورد لتوسعة أعمالها وخفض الكُلَف؛ تطوير التقنيات الجديدة تحديدًا، وتعزيز قُدرتها على مُواجهة الظروف الاقتصادية السيئة، خُصوصًا في الفترة الأخيرة، مع تراجع المبيعات عالميًا، إذ تُعاني الشركة الألمانية تراجعًا في المبيعات في السوق الصينية، أكبر سوق عالمي لها، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المُتحدة والصين وأوروبا، وتشديد القوانين البيئية حول الانبعاثات الغازية للمُحركات.
ردّت مجموعة فولكس واجن للسيارات على كل هذه التحديات بإطلاق عدة خطط تتضمن إدراج نسبة من أسهم قسم “تراتون أس إي Traton SE” للشاحنات الثقيلة في السوق المالية، التي تضم علامات “فولكس واجن للشاحنات والحافلات Volkswagen Caminhões e Ônibus” و “مان MAN” و “سكانيا Scania”، ودراسة بيع عدد من العلامات غير الأساسية ضمن المجموعة، مثل وحدة لإنتاج مُحركات البواخر والسُفن، ودعا دايس المجموعة لأن تكون أكثر رشاقةً وقيمة، كما يعتقد بأن مثل هذه الشراكات والاتفاقيات ترفع من قيمة المجموعة ككل.
القيادة الذاتية ليس رخيصة
على جبهة تقنيات القيادة الذاتية، من المُتوقع أن يتضمن الاتفاق الاستثمار في شركة “آرغو للذكاء الاصطناعي Argo AI” الأمريكية، شريكة فورد في هذا المجال، وقالت مصادر مُطلِّعة بأن صفقةً حول هذه المُشاركة قد تُعلن في شهر تموز (يوليو). وتطمح فورد وفولكس واجن وآرغو من هذه الشراكة مُواجهة نُظراؤهم في هذا المجال “غوغل Google” وشريكتها “وايمو Waymo” و “كروز أوتوميشن Cruise Automation” التابعة لجنرال موتورز.
أخيرًا، بدأت المُنافسات بين صانعِي السيارات تتحول إلى شراكات تعاون في العديد من المجالات، أبرزها المركبات الكهربائية والقيادة الذاتية، إذ يسعى الصانعون لتقاسم التكاليف الباهظة لتطوير هذه التقنيات؛ على سبيل المثال وحدت مرسيدس بنز و “بي أم دبليو” جُهودهما في مجال القيادة الذاتية ومُشاركة السيارات.
اقرأ أيضًا:
فولكس واجن تُعيد النظر بعلامات المجموعة، ومصيرٌ مبهمٌ لسكانيا ومان