وقَّعت مجموعة ستيلانتيس الفرنسية الأمريكية للسيارات -رابع أكبر مجموعة في العالم والأولى من حيث عدد العلامات– اتفاقية إطارية في الجزائر العاصمة تُغطي مشروعًا لإنتاج السيارات وقطع الغيار وتطوير خدمات ما بعد البيع، فضلًا عن تطوير قطاع السيارات في الجزائر، فماذا ننتظر؟
يدور الحديث عن إنشاء مصنع لإنتاج سيارات فيات الإيطالية -وهي إحدى العلامات الـ 14 التابعة لمجموعة سيتلانتيس- في وهران غربي البلاد، ولم يكن توقيع هذه الإتفاقية “المُنتظرة” منذ عقود على نطاق متواضع، فقد التقى السيد أمين بن عبد الرحمن رئيس الوزراء الجزائري مع السيد كارلوس تافاريس Carlos Tavares الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتس، فيما وَقَّع الاتفاقية السيد سمير شرفان، الرئيس التنفيذي للعمليات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في ستيلانتس، والسيد زين الدين بوسوسة، مدير التعاون الدولي بوزارة الصناعة الجزائرية، وترأس هذا الحفل السيد أحمد زغدار وزير الصناعة الجزائري حضور سفيري الجزائر وإيطاليا.

ما الذي ننتظره بعد تأخر 35 سنة!
كانت الجزائر وإيطاليا اتفقتا عام 1986 على إقامة المشروع في منطقة خُصّصت لإنجازه بتيارت غربي الجزائر، ولكن تعطلت الجهود بسبب مشكلات إدارية وتدخل من اللوبي الفرنسي الذي كان يرى في حضور فيات منافسة مباشرة لـ بيجو ورينو الفرنسيتين. إلا أن الأمر الآن مُختلف؛ فكلٍ من بيجو وفيات تحت مظلة ستيلانتيس العملاقة، وللمجموعة حاليًا مصالح بالتمدد. كما أن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أعلن في عدة محافل نيته وضع نهاية لمرحلة “تجميع” السيارات التي عاشتها البلاد في السابق والتي لم تخلق أية قيمة مضافة ولم توفر شواغر حقيقة. لذا، فالحديث الآن عن تصنيع وليس تجميع فقط.
من جهتنا، نعي أن الموضوع ما زال “اتفاقية إطارية”، أما وزير الصناعة الجزائري أحمد زغدار فيقول أننا سنرى أول سيارة فيات مُصنَّعة في الجزائر نهاية العام المُقبل 2023، وفي هذا تأكيد للجُهود المُضاعفة التي يقوم بها الطرفان، والتي “قد” تسمح في مرحلة ما في المستقبل بصنع طرازات من علامات أخرى ضمن مجموعة ستيلانتيس. الوقت مُبكِّر جدًا لتنبؤ كهذا، ورُبما حماسنا تجاه المشروع يدفع لخيالاتنا قدمًا.

زغدار: “لن يُقبل أي استثمار في صناعة السيارات يكون مبنيا على عملية تركيب بسيطة فقط”.
من جهته، قال كارلوس تافاريس الرئيس التنفيذي لـ ستيلانتيس: “إن توقيع الاتفاقية الإطارية هذه يتماشى مع المكانة التي تحتلها ستيلانتيس وعلاماتها التجارية في سوق السيارات الجزائري”. وأضاف: “جودة المناقشات الجارية تجعلنا واثقين من آفاق تطوير علامة فيات التجارية، والتي ستحرص على تلبية توقعات العملاء الجزائريين”… هل يقصد بتلبية التوقعات السعر أيضًا؟
يُشار إلى أن هذه الاتفاقية، تأتي بعد أيام قليلة من اتخاذ الرئيس عبد المجيد تبون، لقرار آخر طال انتظاره يسمح للمواطنين باستيراد السيارات المستعملة والتي لا تجاوز عمرها الثلاث سنوات. وهذا بالتوافق مع الاتفاقية يعني انتعاشًا قريبًا لسوق السيارات في الجزائر.
أخيرًا، نوضَّح أن ستلانتيس الناتجة عن اتحاد بيجو PSA وفيات-كرايسلر FCA تضم مجموعة هائلة من العلامات تجعلها الأكبر رسمياً من حيث العدد في عالم السيارات، فيما من المفترض أن تكون الرابعة عالمياً من حيث الإنتاج. وتضم مجموعة FCA علامات فيات وكرايسلر ودودج ورام وألفا روميو وأبارث وجيب وSRT ومازيراتي وVM Motori لإنتاج المحركات ولانسيا وموبار، أما مجموعة PSA فتملك في عباءتها علامات بيجو وسيتروين ودي اس وأوبل وفولكسهول وأمباسادور، فضلاً عن العديد من العلامات الفرعية والشركات المتخصصة في مجالات عدة.