- فيات - كرايسلر تسحب عرض الاندماج مع مجموعة رينو
- ما أسباب سحب العرض؟
- ما خيارات فيات كرايسلر الآن؟
- ما الذي ينبغي على رينو العمل عليه؟
أعلنت مجموعة “فيات – كرايسلر للسيارات FCA” سحب عرض الاندماج الذي تقدمت به لنظيرتها الفرنسية “مجموعة رينو Groupe Renault “، وذلك بعد إشارات تلكؤ من طرف الفرنسيين تجاه العرض. وقرر مجلس إدارة المجموعة الإيطالية الأمريكية، برئاسة جون إلكان John Elkann، سحب عرض الاندماج الذي تقدموا به، وقالوا بأنهم قدموا أفضل عرضٍ مُتوازن مُمكن ومدروس لتقديم فوائد جمَّة لجميع الأطراف، لكن الظروف السياسية في فرنسا ليست مُواتية لنجاح مثل هذه الصفقة.
وكما أشرنا في تحليلنا الخاص حول المُعيقات التي قد تعترض الاندماج، وقف العامل السياسي في وجه الصفقة، وفي التفاصيل، لم يتوصل مجلس إدارة رينو إلى قرار، وذلك لطلب مُمثلي الحُكومة الفرنسية في المجلس تأجيل القرار النهائي حول الاندماج، مُتذرعين لانتظار موقف شريكتهم اليابانية، نيسّان، في حين نَفد صبر الإيطاليين من مُماطلة الفرنسيين.
أسباب الانسحاب
وشابَت صفقة الاندماج المُقترحة العديد من الشُكوك، منها سياسي وآخر اقتصادي، حيث سيُؤدي الاندماج لانخفاض مُساهمة الحُكومة الفرنسية في المجموعة الجديدة إلى النصف، في مُقابل أن تكون عائلة آنيلّي صاحبة الحصة الأكبر، كما لم يُبدِ اليابانيون، نيسّان وميتسوبيشي، حماسةً كبيرة تجاه العرض، لأنه سيُؤدي لتراجع دورهم ضمن المجموعة، وسيوقعهم أيضاً تحت رحمة “فيات كرايسلر”، في حين تسعى نيسّان جاهدةً لأن تكون ندًّا لرينو لا تابعةً لها.
وأبدت رينو حماسةً تجاه العرض بادئ الأمر، لكن تسلل الفُتور إليها بمُرور الأيام، مع مُطالبتها بمزيدٍ من الضمانات والتنازلات من “فيات – كرايسلر” حول العديد من القضايا، ووضعت الشركة الفرنسية أربعة شُروط لمُوافقتها على الاندماج: الحفاظ على المصانع والوظائف في فرنسا، ومُوافقة نيسّان على العرض، والاحترام المُتبادل ضمن المجموعة، وضمان مُشاركة المجموعة الجديدة مع ألمانيا في مُبادرة مُدخرات الطاقة الكهربائية للسيارات.
وقالت ميشيل كيربس Michell Kerbs المُحللة التنفيذية لدى “أوتوترايدر Autotrader” في ديترويت: “لم يتوقَّع أحد إطلاقًا أن تكون صفقةً سهلةً من ناحية التفاوض أو التنفيذ، المُفاجأة الوحيدة هي أن العرض انتهى سريعًا”.
على صعيدٍ آخر، أشار وزير المالية الفرنسي برونو لو مار بأن الحُكومة الفرنسية مُستعدة لخفض حصتها في رينو إذا كان هذا سيُساعد على اندماج رينو ونيسان في مجموعة واحدة أكثر قوة، وذلك في لقاءٍ له مع وكالة الصحافة الفرنسية AFP.
وقال لو مار: “يُمكننا تقليص حصة الدولة في رأسمال رينو، وهذه ليست مُشكلة طالما أنها ستُؤدي لتشكيل مجموعة سيارات عظيمة أكثر قوة تجمع نيسّان ورينو”. كما قال لو مار أن على رينو توطيد علاقتها مع نيسّان قبل أن تبحث عن تحالفات أخرى.
وفي تعليقٍ على تصريحات لو مار، أشار مسؤولٌ حُكومي فرنسي إلى أن باريس ليست مُتعجلة لبيع حصتها في رينو. ويبدو بأن اهتمام رينو قد تحوّل الآن نحو إعادة الدفء لعلاقتها مع نيسّان، والتي فتُرَت إثر اعتقال الرئيس السابق للتحالف البرازيلي – اللُبناني كارلوس غُصن في اليابان بذريعة ارتكابه مُخالفات مالية.
وقال المُحلل لدى “إيفرسكور آي أس آي Everscore ISI” آرندت إيلّينغورست Ardnt Ellinghorst : “ما يُريده أصحاب الحصة الأقل في التحالف [نيسّان] بسيط وواضح للغاية: تبيع الحُكومة الفرنسية جُزءًا من حصتها في رينو [15 بالمئة]، وتبيع رينو جُزءًا من حصتها في نيسّان [43 بالمئة]، وذلك لإعادة التوازن للتحالف والاهتمام بالعمل”.
وتشعر نيسّان بالغُبن، حيث أنها رائدةٌ على مُستوى العالم في تطوير تقنيات المركبات الكهربائية والقيادة الذاتية، ومع ذلك لا تحظى بموقعٍ قوي ضمن “تحالف رينو – نيسّان – ميتسوبيشي”.
ماذا بعد؟
على “فيات – كرايسلر” التوقف عن التقليل من أهميتها، واللهاث خلف التحالف أو الاندماج مع مجموعة سيارات أخرى، حيث لم تنجح مُحاولاتنها السابقة في التقرُّب من جنرال موتورز وفورد، كما إن عليها البدء في مُعالجة الخلل ضمن المجموعة، المُتمثِّل في تخلفها في سباق تطوير المركبات الكهربائية، من خلال الاعتماد على جُهودها الذاتية.
وهنالك خيارٌ آخر، السعي للتعاون مع شركات أخرى للحاق بالركب، حيث أن قنوات التواصل مع “بيجو – سيتروين PSA” ما تزال مفتوحة.
تعليق واحد