هوس البيئة لدى الأوروبيين أوصلهم إلى ملاحقة العلامة البريطانية الفارهة وشعار السيدة المجنحة الشهير، ثم حظر النسخ المضيئة منه.
بغض النظر عما تنتجه بعض العلامات الفاخرة، يبقى لشعارها وزنٌ قد يهتم به الأثرياء أكثر من المنتج نفسه! وهذا الحال لا يبتعد كثيراً عن عالم السيارات والعلامات النخبوية منها، فالشركات الصانعة تولي الكثير من الرعاية والاهتمام لشعاراتها وتضع أحدث التقنيات وأرقى المواد وأمهر الأيادي في خدمتها على غرار ما تفعل رولز رويس مع شعارها الشهير السيدة المجنحة المعروف بـ “Spirit of Ecstasy”.
فإن كانت البريطانية الأرستقراطية تحرص بشدة على أن يبقى شعارها ثابتاً وسط عجلات سياراتها، فمن باب الأولى أن تولي الشعار وسط وأعلى المقدمة كل الاهتمام والعناية، لذلك خرجت في العام 2011 مع الاختبارية الكهربائية بالكامل 102EX بابتكار جديد تمثل بإضاءة شعار السيدة المجنحة بطريقة مبتكرة فاخرة وشديدة التميز ليصل هذا التجهيز كخيار إضافي عند الطلب مع طرازات مثل الجيل السابق من جوست وداون ورايث وكولينان.

بالطبع، سُر عدد كبير من عملاء رولز رويس بتوفر هذا الشعار المميز عند الطلب، ولم يبخل الكثير منهم في إنفاق مبلغ 4,750 دولار أمريكي تقريباً (دون احتساب الضرائب)، من أجل ألق هذا الشعار المضيء، فللتميز ثمن غير بخس والأثرياء يدركون ويحبون ذلك!
إلا أن عقد العسل انتهى سريعاً، والبريطانية وجدت نفسها مضطرة لإلغاء هذا التجهيز الإضافي المميز من سياراتها، لا بل الأكثر من ذلك هو إجبارها على استدعاء السيارات المجهزة بشعارها المضيء بغية التعديل عليها واستبدال هذا الشعار بآخر تقليدي بدون إضاءة! من الذي أجبر البريطانية على ذلك؟ إنه الاتحاد الأوروبي يا سادة بقوانينه الصارمة المتعلقة بالتلوث الضوئي ومنها شعار رولز رويس المضيء!
بحسب البريطانية فمنذ شهر فبراير 2019 طلبت من موزعيها إلغاء عرض الشعار المضيء كتجهيز إضافي وعمدت إلى عدم توفير هذا الخيار بالأصل مع طرازاتها الجديدة مثل الجيل الثاني من جوست، والأكثر من ذلك بدأت مؤخراً بتوجيه استدعاءات لمالكي سياراتها المزودة بالشعار المضيء لاستبداله بآخر فضي تقليدي أو حسب المتوفر وعلى نفقة البريطانية حرصاً منها على التماشي مع المعايير الأوروبية الصارمة تجاه البيئة.
بالطبع أثر سيارات رولز رويس على البيئة يبقى محدوداً وللغاية في نهاية الأمر كونها لا تُنتج سنوياً إلا عدد محدود من السيارات، والتي قد لا يتم قيادة قسماً لا بأس به منها يومياً أو لمسافات طويلة، إلا أننا قوانين الإضاءة ستترك أثراً أكبر على بقية الطرازات والصانعين الذين سيجدون نفسهم مضطرون إلى التخفيف من التفنن بالإضاءة الخارجية لسياراتهم التي باتت تحظى بقسط وافر من المصابيح والتقنيات المتعلقة بهذا الجانب والذي لم يكن يتوفر له الكثير من الاهتمام قبل عقود قليلة، على عكس أيامنا هذه التي شهدت مبالغةً في جانب الإضاءة الخارجية.