يتعامل البعض مع مركبات الإقلاع والهبوط العامودي VTOL باعتبارها صيغة واحدة؛ مراوح أفقية تدفع المركبة للأعلى ثم تتباين سرعاتها للتحرك للأمام والخلف والجانب. لكن هناك نماذج عديدة لهذه المركبات، أشهرها بالطبع الطائرة المروحية (هليكوبتر) وأقربها للجَيْب الزنّانة -الدرون- التي يلعب بها ابن جيرانك، أو تحاول أنت اللعب بها باعتبارها أداة مُثالية للتصوير. إحدى نماذج مركبات الإقلاع والهبوط العامودي مُختلفة بشكل واضح عمّا سبق، إليك التفاصيل …
سايكلوتيك، طائرة بعجلات مروحية
تعمل شركة سايكلوتيك Cyclotech النمساوية على نموذج طائرة بعجلات مروحية منذ العام 2004، وفي العام 2017، نظّمت مؤسسة الأبحاث المتقدمة – وهي منظمة روسية لتحديث الأنظمة الأمنية والعسكرية وتقديم منتجات للاستخدام المدني، نظّمت مسابقة مفتوحة “الإقلاع الحر”، بُغية الحصول على أفضل طائرة للإقلاع والهبوط العامودي للتنقل الحضري. وفاز في المسابقة نموذج سايكلوكار Cyclocar، حيث جاء صغير مضبوب الأبعاد وقادر على الالتصاق بالأسطح العامودية والهبوط على الأسطح المائلة.
الحقيقة أن التقنية جُرِّبَت في السابق، بل يعود تاريخ أول براءة اختراع للعام 1923، حيث قام الكندي جوناثان ادوارد كولدول Jonathan Edward Caldwell بتصميم طائرة بدوّاين ضخمين وبأربعة أجنحة في كل منهما، وأطلق على هذه التقنية اسم سايكلوجورو Cyclogyro ، ولكن لم يصنع نموذجًا حقيقيًا. تلى ذلك محاولات في ألمانيا وأمريكا خلال الثلاثينيات باءت بالفشل، ومؤخرًا عادت الفكرة لأذهان المطورين حيث يمكن استخدام مركبة كهذه مع مقاعد للتنقل الجوي في المناطق الحضرية والبحث والإنقاذ وأعمال الشرطة ومكافحة الحرائق والسياحة وغير ذلك، أو استخدام مركبة صغيرة بلا مقاعد للاستخدامات في المزارع والمسح ونقل الأدوية وخدمات الشحن التجارية وأشياء أخرى.
من المتوقع أن تحمل هذه المركبات أسماء مختلفة مثل سايكلوكوبتر Cyclocopter وسايكلودرون Cyclodrone، وقد قامت مؤسسة الأبحاث المتقدمة بإعداد دراسة لنموذج سايكلوكار بستة مقاعد مع توقع أن تصل سرعتها القصوى لـ 250 كلم/ساعة وتقطع مسافة 500 كلم قبل الحاجة للوقود. أما سايكلوتيك النمساوية فعملت على نموذج بلا مقاعد مع دراسة لتصميم نموذج بأربعة مقاعد يستطيع الوصول لسرعة قصوى تبلغ 150 كلم/ساعة ومدى 85 كلم.
تتمثل بعض المزايا الرئيسية لهذا التصميم في التحكم السريع للعجلات المروحية، وبما يمنح قدرة ممتازة على المناورة في الهواء. كما أن مستوى الضوضاء أقل مقارنة بالمركبات ذات المراوح التقليدية. أما المحركات فكهربائية بالتأكيد ولكن تستمد طاقتها من محرك عامل بالبنزين عبر مولد خاص.

ومزايا أخرى
يمكن لمركبة العجلات المروحية الهبوط على سطح مائل بمقدار 30 درجة، كما تستطيع الاستمرار بالطيران إذا توقفت اثنتان من العجلات المروحية عن العمل، وستزود بمظلة للحالات الطارئة وتكون قادرة على نقل ركاب أو حمولة بوزن 600 كلغ. من جهتنا لا نستطيع سوى تخيّل هذه المركبة مزودة بإطارات رفيعة وخفيفة في نهاية العجلات للتمكن من السير على الطرقات، فهل سيكون هذا هو الحل لمستقبل السيارات الطائرة؟
استطاع النموذج الأولى -المُصغَّر- البالغ وزنه 60 كلغ بالتحليق، ويُنتظر أن يُصنع نموذج بالحجم الكامل العام القادم، والوصول للتصنيع في العام 2024. هذا وأفاد رئيس فريق إعداد المشاريع الجوية يان تشيبيسوف بأن العمل جارٍ لتزويد مركبات خاصة لحاجات الاستطلاع لسلاح البحر الروسي.
أدناه توضيح لكيفية عمل العجلات المروحية مع استعراض لنموذج شركة سايكلوتيك النمساوية. ويمكنك بعد مشاهدته التعرف على المزيد من النماذج للسيارات الطائرة هنا.
المصادر: