أحدث المواضيعخبر اليوممقالاتمواضيع رئيسية

فيروس كورونا وسيارات نَجَت من أزمات اقتصادية عالمية

اقرأ في هذا المقال
  • مصانع السيارات تُغلق بسبب كورونا
  • السيارات التي ستنجو من الأزمة الاقتصادية القادمة
  • شركات سيارات اندثرت مع الحربين العالميتين
  • آثار إيجابية لفيروس كورونا

قصي حازم –

دورة الاقتصاد تتكرر، ومنذ فترة والعالم ينتظر أزمة اقتصادية، بل أن الأصابع أشارت لسبب مُتوقع لركود اقتصادي في العام الحالي مُعتبرين أنه الحرب التجارية التي يحاول الرئيس الأمريكي شنّها ضد الصين.

ثم خرجت لنا الطبيعة بفيروس كورونا -أو رُبما صنّعه أحدهم في مُحاولة لكسر الصين- فتأثر الاقتصاد مُباشرة، لكن حتى بالاستناد إلى إلى تقديرات العام الماضي، فمن المُفترض أن يبدأ الركود الاقتصادي الشهر الحالي أو خلال الأشهر القليلة المُقبلة سواء مع أو بدون وباء كورونا.

لكننا لسنا بصدد رصد احتمالات الركود الاقتصادي أو تفسيره، بل سنحاول التنبؤ بما سيحصل بصناعة السيارات في حال حصل ذلك فعلًا، وما الطرازات التي ستنجح لو انعكس ذلك على أرض الواقع.

مصانع السيارات تُغلق بسبب فيروس كورونا

يومًا تلو الآخر، تُغلق شركات السيارات مصانعها في مساعٍ لتجنب انتشار فيروس كورونا، فـ جاكوار لاند روفر وتويوتا وبي ام دبليو وهوندا ورولز رويس وبنتلي أغلقت مصانعها في بريطانيا، وجنرال موتورز وفورد وفيات كرايسلر وهوندا وتويوتا وهيونداي ونيسان وسوبارو أغلقت مصانعها في الولايات المُتحدة وفي دول أخرى، ومرسيدس بنز وفولفو ورينو وبيجو وسيتروين أغلقت مصانعها في أوروبا وفولكس واجن أغلقت العديد من مصانعها في سلوفينيا والبرتغال وإسبانيا. كذلك أغلقت نيسان منشأتها في مدينة 6 أكتوبر في مصر وعلقت الإنتاج في مصنع جنوب أفريقيا.

أضف إلى ما سبق إغلاق مصنع بيوغاتي في فرنسا، ومصنع بورشه في ألمانيا، ومصانع فيراري ولامبورغيني وديوكاتي في إيطاليا ومصانع فورد في الهند وفيتنام وجنوب إفريقيا وتايلاند ومصانع إنتاج مُكونات السيارات وغيرها.

تنعكس آثار هذا الإغلاق المؤقت على أسعار السيارات المُستعملة، حيث ارتفعت بواقع طفيف في بعض الدول، أما إذا طالت فترة الإغلاق فسيؤجّل تقديم طرازات جديدة كُنا بانتظارها وسيتعطل تسليم السيارات الجديدة لمن حجزها مما سيدفع بالمزيد من الناس لتأجيل فكرة الشراء من أصلها، بل رُبما العزوف عن الفكرة بالكامل لتضرر مصالحهم الخاصة أيضًا من جراء الركود الاقتصادي العام، إنها سلسلة طويلة يسهل فكّها إن انقطعت إحدى وصلاتها.

قبل الحديث عن الطرازات التي من المُمكن أن تنجو من هذه الكارثة، من المنطقي استعراض بعض العلامات التي اندثرت بالكامل خلال القرن الماضي لأسباب مُختلفة، ذلك لتأكيد أن المحنة التي نمر بها ليست بالهيّنة إن طالت وقد تؤدي فعلًا لأضرار جسيمة.

شركات سيارات اندثرت مع الحربين العالميتين

عانت شركات السيارات الأوروبية خلال أعوام الحرب، وأُغلق العديد منها تمامًا بعد الحرب العالمية الأولى، بل أن الركود الاقتصادي قضى حتى على شركات أمريكية لم تصلها القنابل مثل Pierce-Arrow وAmerican Austin وDe Vaux وCord وFranklin وHupmobile وLocomobile وStutz.

كان الحال مُشابهًا بعد الحرب العالمية الثانية، فأُغلقت Hudson وPackard وKaiser-Frazer وStudebaker وغيرها الكثير. هُناك عدد هائل من شركات السيارات التي أغلقت تمامًا إما خلال الحربين الأولى والثانية أو خلال أزمات اقتصادية أو لأسباب أخرى. العدد هائل لدرجة أنه لا يُمكن سرد الشركات في هذا المقال، ولكن يُمكن التعرف على العلامات الأمريكية مثلًا التي أوقف إنتاجها على ويكيبيديا عبر الرابط هُنا

Pierce-Arrow Model 6-66 أكبر محرك سيارة معدة للإنتاج التجاري سعة في العالم

وشركات أخرى أيضًا

أُغلقت العديد من الشركات الأخرى لأسباب مُختلفة مثل:

  • ساب السويدية
  • هولدن و جيوكاتولو موتوري Giocattolo Motori الأستراليتين
  • صوفيا Sofia البلغارية
  • زاستافا أوتوموبيلز Zastava Automobiles الصربية
  • تاز Trnavské automobilové závody TAZ التشيكية
  • رينجر Ragner الجنوب أفريقية
  • باسبورت Passport واسونا Asüna الكنديتين
  • أولتست Oltcit الرومانية
  • مونتيفيردي Monteverdi وغيا آيلي Ghia-Aigle وإنزمان Enzmann السويسرية
  • اتسونغ Etsong الصينية
  • ديفريم Devrim التركية
  • دايو الكورية
  • فيكتور Vector و Mercury وHummer وPontiac وSaturn وOldsmobile الأمريكية

الطرازات التي ستنجو من الأزمة الاقتصادية

السيناريو الذي سنعتمده هو حلول ركود اقتصادي عالمي، وفي هذا سيتراجع الإقبال على السيارات الجديدة بشكل عام، وتحديدًا السيارات الفخمة غالية الثمن، وتلك الرياضية والخارقة بالتأكيد. كما سيؤدي سعر النفط دورًا هامًا جدًا، فارتفاعه قد يعني توجُّه العامّة للسيارات الكهربائية، ولا نقصد الكهربائية مرتفعة الثمن مثل سيارات تسلا، بل تلك الصغيرة مثل بيجو e208 ورينو زوي وأوبل كورسا وهوندا إي. في حال بقي سعر النفط متدنيًا فهذا سيعني حتمًا تباطؤًا هائلًا بانتقال العامة لاستخدام السيارات الكهربائية.

المُتضرر الأكبر في كلا الحالتين هي الشركات المُصنّعة للسيارات الفخمة والعلامات النخبوية مثل أستون مارتن التي في أمس الحاجة الآن لسيولة مالية وجاكوار لاند روفر التي تأمل أن يُعيد طراز ديفيندر الجديد ربحيتها وتتمنى أن تقتطع حصة من السيارات الكهربائية مع الجيل الجديد من XJ الكهربائي. الأمثلة عديدة جدًا، ولكن من الأفضل هُنا التركيز على الطرازات والشركات التي نتوقع لها تخطي الأزمة بنجاح.

نتوقع إذن أن تزيد مبيعات السيارات رخيصة السعر على حساب الغالية، والسيارات صغيرة الحجم على حساب الكبيرة شرهة الاستخدام للوقود، أي أننا سنرى رواجًا أكبر للسيارات الهاتشباك والمُدمجة من الحجم الصغير، ونستذكر هُنا فيات بونتو التي أنتشلت الشركة الإيطالية من أزمة التسعينيات.

إذا نظرنا إلى الأزمة المالية العالمية بين السنوات 2008 و2010 نرى أيضًا أن السيارات الصغيرة والاقتصادية لاقت نجاحًا طيبًا، مثل تويوتا ياريس وكورولا وبريوس وهيونداي i30 وكيا بيكانتو ومثيلاتها. وقد تكون سيتروين آيمي وفيات 500 الكهربائية الجديدة وكذلك هوندا جاز مُرشّحات جديرات بالاعتبار.

تعرف على مزيد من السيارات الصغيرة الحديثة وسيارات المدن على موقعنا

سيتروين آيمي

تعافت الصين بسرعة من وباء كورونا وعادت المصانع للعمل، والسيارات الصينية بالمُجمل معروفة بانخفاض أسعارها، والمنطق يوجِّه توقعاتنا لمزيد من رواج السيارات الصينية وحتى في منطقتنا التي تشهد رواجًا مُتزايدًا لطرازات MG بريطانية الأصل – صينية المُلكية والصنع وبدون واسطة أزمة مالية أو وباء عالمي.

ومن الظريف ذكره أن شركة جيلي الصينية استخدمت وباء كورونا نفسه لتسويق سيارتها الجديدة آيكون Icon، حيث روّجت الشهر الماضي أن مُرشّح الهواء بالسيارة يقي من دخول الفيروس، وهذه حقيقة تتميّز بها مرشحات العديد من السيارات الأخرى، إلا أن جيلي سارعت بذكرها. ثُم بدأت بتسليم السيارات لأصحابها الذين اشتروها على الإنترنت -بسعر يبدأ من 16500 دولار أمريكي تقريبًا- بطريقة لطيفة: تسليم المفتاح من خلال طائرة صغيرة Drone كطمأنة بأن المفتاح نظيف ولم يمسّه أحد.

جيلي ايكون

نتوقع أيضًا تراجعًا في الإنتاج العام للمركبات، وبالتأكيد تراجعًا في خطط الصانعين المرتبطة برياضة السيارات، فقد غادرت هوندا على سبيل المثال حلبات الفورمولا 1 وتخلت سوبارو عن بطولة العالم للراليات مع الأزمة المالية السابقة، وحاليًا نشهد توقف موسم فورمولا 1 والعديد من الراليات الأخرى.

نظرة أمل

تمكنت هيونداي – كيا من جني أرباح أكبر من الشركات الأمريكية واليابانية خلال الأزمة المالية 2008 – 2010 واستطاعت أن تُصبح في ذلك الوقت رابع أكبر منتج للسيارات في العالم، ذلك بتركيزها على طرازات صغيرة مُغرية السعر قليلة الاستهلاك. وقبل ذلك بسنوات عديدة -بعد الحرب العالمية الأولى- تمكنت جنرال موتورز وفورد من النجاه بالرغم من أن مبيعات السيارات بالمُجمل انخفضت بواقع 75%.

بالنسبة لجنرال موتورز على سبيل المثال، فقد استطاعت تخطي هذه المحنة بالاستغناء عن عديد من الموظفين وتقليص انتاج الطرازات المتوسطة ومرتفعة السعر بشكل كبير، بل قامت بتقليل سعر السيارات الفخمة المُنتجة بواقع 70%! إنها اجراءات قاسية بالفعل ولكن ضمنت نجاة الشركة.

عليه، ستكون هُناك تحولات في السوق، وتأخر في إنتاج بعض الطرازات أو حتى الاستغناء عنها بالكامل، ولكن في النهاية ستكون أزمة وتَمُر. أما الآثار الإيجابية لفيروس كورونا فكانت بتحسّن نوعية الهواء والماء في عديد من دول العالم، وأهمها طبعًا الصين والهند … ومع التزام الناس منازلهم لفترات مُختلفة -حسب الدولة- فقد يكون هناك آثار إيجابية هائلة حيث تُتاح الفرصة لتواصل أطول مع أفراد العائلة، ومُلاحظة الأهل لاهتمامات الأبناء الجديدة والحديث عنها لفترة أطول بدون الاحساس بضيق الوقت. كما قد يستذكر البعض العادات الصحية المرتبطة بالنظافة، أو يجب آخرون فرصة لممارسة هوايات لم يُتسع لها وقتهم سابقًا… أخيرًا، الأهل في المنزل، فنتوقع زيادة في مُعدل الإنجاب .. احسب تسعة أشهر من الآن.

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: