أحدث المواضيعخبر اليوممواضيع رئيسية

عدَّادُ الوقودِ بالكيلوغرام، ما علاقة الجزر والبصل بذلك؟

تستقلُّ سيارة لقيادتها وتتفاجأ بأن كمية الوقود المُتبقية في الخران 3 أو 4 كيلوغرامات مثلًا، لماذا تُقاس كمية الوقود بالكيلوغرام وليس بالليتر؟ وكم المسافة التي تستطيع قطعها بهذه الكميّة؟ ثم ما علاقة الجزر والبصل بكل ما سبق؟

نتعامل غالبًا مع السيارات التي تستخدم البنزين أو الديزل وقودًا لها، لذا أصبح من الطبيعي رؤية الكمية المُتوفرة من الوقود بالليتر، كما أن استهلاك المركبة يُقاس بـ ليتر/100 كلم، السيارات الاقتصادية حاليًا تستهلك في حدود 4-5 ليترات من الوقود لكل 100 كلم، والشرهة تستهلك ما يزيد عن 12-13 ليتر لكل 100 كلم، وما بينهما يُصَنَّفُ حسب قناعاتك الخاصّة.

الأمر غير المُعتاد للكثير منا هو احتساب استهلاك الوقود بالكيلوغرام/100 كلم، فإن رأيت عدادًا كهذا فاعلم أن السيارة تستخدم الغاز المضغوط أو الغاز المُسال، وحاول أن تتعرّف على أماكن تواجد محطات الوقود التي توفر الغاز في المنطقة.

لوحة العدادات في سكودا أوكتافيا G-TEC العاملة بالغاز الطبيعي المضغوط

تستخدم بعض السيارات الغاز الطبيعي المضغوط Compressed Natural Gas CNG أو الغاز الطبيعي المُسال Liquefied Natural Gas LNG أوالغاز النفطي المُسال Liquefied petroleum gas LPG وذلك كخيار يُناسب بعض الدول التي يتوافر فيها الغاز الطبيعي مثل مصر التي تُشغّل ما يُقارب مليون سيارة بالغاز الطبيعي، والجزائر والعراق، وسوريا التي صرّحت في العام 2017 على لسان وزير النفط بوجود احتياطيات كبيرة من الغاز تبلغ 250 مليار متر مكعب. وننتظر زيادة استخدام الغاز لتشغيل السيارات مع اكتشاف السعودية مؤخرًا لحقل “الجافورة” العملاق والذي يُقدّر مخزونه بنحو 200 تريليون قدم مكعب.

يقول مجيد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة “نفط الهلال”، إن نصف احتياطات العالم من الغاز الطبيعي توجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

بما سبق، توقّع في السنوات القادمة رواجًا أكبر للسيارات العاملة بالغاز، أو تشريعات تُتيح تحويل السيارات العاملة حاليًا بالبنزين لتصبح عاملة بالغاز، والأردن على سبيل المثال لا الحصر يدرس فكرة استخدام الغاز الطبيعي في المركبات.

خزانات الوقود في سكودا أوكتافيا G-TEC العاملة بالغاز الطبيعي المضغوط

ما الفرق بين الغاز النفطي المُسال LPG والغاز الطبيعي المُسال LNG والغاز الطبيعي المضغوط CNG؟

قد تكون هذه الفقرة مُملّة نوعًا ما، ولكنها مُهمة لاحتواء الفكرة كاملة، حاول قراءتها لفهم التالي، نعرف أنك تستطيع 🙂

الغاز النفطي المسال LPG أو الغاز البترولي المسال: يتكون بشكل أساسي من البروبان والبيوتان، ويخرج من الأرض مصاحبًا للنفط الخام عند استخراجه وكذلك ينتج عند معالجة البترول الخام وإنتاج مشتقاته. يتم تسييل الغاز الناتج بواسطة تعريضه الى الضغط.
هذا الغاز عديم اللون والرائحة، يتم إضافة مادة مركبتان الإثيل Ethyl Mercaptan لتمييزه في حالة تسربه من الاوعيه الحافظة له.

الغاز الطبيعي المسال LNG: غاز طبيعي يتم تبريده إلى 161 درجة مئوية تحت الصفر وبحيث يُصبح سائلًا. يتقلّص حجمه بهذه الطريقة ليُصبح 600/1، لذا يُوفّر كثافة بالطاقة تقارب تلك التي يوفرها الديزل ما يجعله خيارًا مناسبًا حتى للشاحنات الكبيرة.
يتكون هذا الغاز من الميثان ونسب قليلة من الإيثان والبروبان والبيوتان والماء وثاني أكسيد الكربون والنيتروجين والأكسجين وبعض مركبات الكبريت. تُزال معظم المركبات الإضافية خلال عملية الإسالة، حيث يتكون الغاز المتبقي بشكل رئيسي من الميثان وكميات قليلة فقط من هيدروكربونات أخرى.
الغاز الطبيعي المسال عديم اللون والرائحة أيضًا، لذا، يُضاف إليه مركب كيميائي يطلق عليه مركابتن Mercaptan قبل عملية التوزيع لرائحة مميزة غير محببة ( تشبه البيض الفاسد).

الغاز الطبيعي المضغوط CNG: غاز طبيعي؛ ميثان أيضًا، يتم ضغطه فقط ليشغل حيزًا أقل، وعليه فوزنه أقل من الغاز الطبيعي المُسال LNG ولا يحتاج معدات معقدة عند التعبئة وبالمُجمل يُعتبر أكثر أمانًا وأنسب للسيارات، ففي حال تسربه فهو يتبدد في الهواء، في حين أن الغاز الطبيعي المُسال LNG ينسكب ويبقى على الأرض.
إلى ما سبق، ينتج عن احتراقه كمية أقل من الغازات الدفيئة مُقارنة بالغاز الطبيعي المُسال.

نعود للجُزء المُشوّق، ما علاقة الجزر والبصل بما سبق؟

بما أن الصورة اتضحت جُزئيًا، يُمكننا الإشارة الآن إلى وجود عديدٍ من المصادر للميثان – المُكوّن الرئيسي للغاز الطبيعي المضغوط، فالأمر لا يتوقف بالحصول عليه من المخازن تحت الأرض، بل يخرج الميثان من مُخلفات المُجترّات … كالأبقار تحديدًا، بل يخرج مع تجشؤها أكثر! لكن بالرغم من وجود دراسات وتجارب قائمة، لم نستطع حتى الآن من إيجاد طريقة لجميع غازات الميثان من تجشؤ الأبقار، وهي من المصادر الرئيسية لغاز الميثان في العالم مع ما يُقارب 1.6 مليار بقرة حول العالم.

نستطيع حاليًا جمع غاز الميثان من جمع فضلات المواشي بشكل عام، ومن تخمّر الخضروات الفاسدة ومنها البصل والجزر وغيرها للحصول على الغاز الحيوي Biogas. لذا، يُعتبر الميثان الناتج من هذه المصادر وقودًا أنظف وأرفق بالبيئة من مشتقات البترول.

تختلف بعض السيارات الحديثة بكيفية استخدام الغاز الطبيعي المضغوط CNG، فمثلًا في سيارات سكودا التي تحمل الرمز G-TEC وأودي G-Tron وفولكس واجن TGI، هُناك خزانان للوقود، الأكبر مُخصص للغاز والثاني يستوعب البنزين لبعض الحالات؛ مثلًا عند بدء عمل المحرك بعد تعبئة الغاز أو عندما تكون درجة حرارة الطقس أقل من 10 تحت الصفر أو عندما ينخفض مخزون الغاز وضغطه إلى أقل من 11 بار.

بالمُناسبة، يتسع خزان سكودا أوكتافيا الجديدة لـ 17.33 كلغ من الغاز الطبيعي ويكفي لتشغيل السيارة لمسافة 500 كلم (وفقًا لدورة WLTP)، أما خزّان البنزين الإضافي فيتسع لـ 9 ليترات فقط ويستطيع زيادة المدى التشغيلي الكُلي ليُصبح 690 كلم.

يلتهم خزان الغاز جُزءًا من حيز الأمتعة، وهذه إحدى العيوب، أما طريقة التعبئة فمُشابهة لتعبئة البنزين أو الديزل.

نهايةً، يُشار إلى أن العديد من الشركات توفر طرازات عاملة بالغاز الطبيعي، مثل فورد وفيات وداتشيا ورينو وهوندا وتويوتا وبيجو، وفولفو (سابقًا).

اقرأ أيضًا:

Facebook Comments

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: