تُطوِّر بي ام دبليو قاعدة تقنية جديدة تحمل الاسم نويه كلاسه Neue Klasse، أي الفئة الجديدة، وتحدِّث عن ذلك منذ مدّة طويلة لدرجة أننا توقعنا أن نرى هذه القاعدة على الجيل الجديد من الفئة السابعة، لكننا كُنا مخطئين، فالقاعدة التقنية ما زالت تتحضّر برويّة لتضم تقنيات مُذهلة، وللتوضيح فتكلفة تطويرها سيكون الأعلى في تاريخ الشركة الألمانية الذي يمتد لنحو 106 أعوام!
تقول بي ام دبليو إنها ستدخل حقبة جديدة من التنقل الإلكتروني مع قاعدة “نويه كلاسه”، حيث ستستخدم الهندسة المعمارية خلايا بطارية ليثيوم أيون من الجيل السادس والتي تعد بزيادة كثافة الطاقة بأكثر من 20%، وتحسين سرعات الشحن بنسبة تصل إلى 30%، وتحسين المدى التشغيلي بنسبة تصل إلى 30%.
لن يكون أي من مكوّنات السيارات الجديدة مأخوذ من الأجيال السابقة، سيكون كل شيء جديدًا، بما في ذلك النظام المعلوماتي الترفيهي iDrive، والذي تقول بي ام دبليو أنه أصبح قديمًا مع وحدة التحكم الدوّارة. في هذا تحديدًا كشفت الشركة الألمانية عن صورة وحيدة للنظام المعلوماتي الترفيهي الجديد، والذي يظهر كشاشة واحدة رفيعة ممتدة بعرض لوحة القيادة، يُمكن تقسيم ما تُظهره، لكن دون فوضى بصرية؛ الصورة التي زودتنا بها الشركة تُظهر عداد السرعة بالإضافة إلى إعداد ناقل الحركة. وإلى اليمين يوجد عرض معلومات ترفيهي بسيط بالإضافة إلى ساعة.

يُشار إلى أن الاختبارية i Vision Dee وضّحت لنا ما الذي ننتظره بشكل أو بآخر، فهناك لوحة قيادة “بتقنية خجولة لا تُظهر قدراتها- وبسيطة بلا مفتاح دوار، تكشف عن المعلومات الضرورية عند الحاجة لها، وتعكس عبر تقنية “الواقع المُعزز” الكثير على الزجاج الأمامي. أما الصورة التي نشرتها بي ام دبليو عن لوحة قيادة نويه كلاسه فهي تكشف أيضًا عن شكل جديد لتقنية عكس المعلومات على الزجاج الأمامي HUD.

ماذا عن البطاريات والمحركات والهيكل؟
ستأتي سيارات بي ام دبليو نويه كلاسه مع أجيال جديدة من البطاريات والمحركات الكهربائية بالإضافة إلى تغيير جذري فيما يتعلق باستخدام المكونات المعاد تدويرها في الطرازات الجديدة، وكيف يمكن إعادة تدوير هذه السيارات لاحقًا.
البطاريات ستأتي بلا حزم تقليدية وفق مفهوم pack-to-open-body، وبحيث تسمح بتخصيص أحجام البطاريات لتناسب أي طراز بدلاً من الاضطرار إلى استخدام الوحدات ثابتة الشكل وباستطاعة تتراوح من 75 كيلوواط ساعي وحتى 150 كيلوواط ساعي. البطاريات ذاتها أسطوانية بقطر 46 ملم وارتفاع 95 ملم (في طرازات السيدان) و120 ملم (في الطرازات الخدماتية الرياضية)، وستحصل بي ام دبليو على هذه البطاريات عبر ثلاث شركات هي CATL و EVE و Northvolt.
إضافة إلى ما سبق، ستكون الهيكلية الكهربائية بجهد 800 فولط، وبحيث يمكن الحصول على نحو 50 كلم من المدى التشغيلي في دقيقة واحدة. وبما أن المدى التشغيلي سيكون بحدود 600 كلم، فيمكن شحن البطارية بالكامل تقريبًا في غضون 12 دقيقة.

ستتراوح قدرة المحركات من 268 حصانًا إلى 1341 حصانًا.
صُمِّمَت القاعدة لتتعامل مع ما يصل لأربعة محركات كهربائية، وبحيث يُمكن استخدامها من الفئة الأولى ووصلًا لـ X7. أما المحركات ذاتها فهي من المحركات المتزامنة منفصلة الاستثارة Separately Excited Synchronous Motor ويُرمز لها SSM، فوفقًا للشركة الألمانية تتفوق هذه المحركات بأداء ثابت، وكثافة طاقة عالية، وضجيج أقل مع معدل كفاءة 97٪ مقارنة بالمحركات المُتزامنة بمغانط دائمة PMSM والمحركات غير المتزامنة ASM.
إلى ما سبق، تعمل بي ام دبليو على تطوير إطارات A+ لتقليل مقاومة التدحرج بنسبة 7%، تؤازرها محامل عجلات جديدة لتقليل الاحتكاك بنسبة 4%.

متى ستصل الأسواق؟
ستصل أولى السيارات المزودة بقاعدة “نويه كلاسه Neue Klasse” أواخر عام 2025، وغالبًا من خلال الجيل المُقبل من الفئة الثالثة، بيد أن بعض المصادر تُرجِّح أن يكون ذلك عبر سيارة مُدمجة-كروس أوفر تليها عدة طرازات. ولن تكون القاعدة حصرية بل واسعة الإنتاج لتشمل طرازات مختلفة الأحجام.
ومصنع جديد أيضًا
يتم بناء منشأة تصنيع جديدة بقيمة 1 مليار دولار في المجر لإنتاج “نويه كلاسه” لتصبح “أول مصنع حقيقي بانبعاثات صفرية”. ولكن ما الداعي لكل ما سبق؟ تقول الشركة أن هناك بعض الإحصائيات المتعلقة بتصنيع السيارات تنذر بالخطر. وتشير التوقعات للحاجة إلى ما قيمته 4 تريليونات دولار من المواد لإنتاج البطاريات من الآن وحتى عام 2050، كما أن 45% من الانبعاثات ناتجة عن إنتاج المواد الخام واستخدامها، ويتم حاليًا إعادة تدوير 9% فقط من المواد.
أخيرًا، لا بُد من الإشارة أن بي ام دبليو كانت استخدمت الاسم “نويه كلاسه” في الستينيات، عندما طوَّرت عدة طرازات صغيرة بدأت مع طراز 1500 و2000 و2000C و2000CS وكذلك طراز 2002، وذلك لتملأ الفجوة بين العروض الأصغر مثل إيزيتا والأكبر مثل 501 و502 و503.
