دراسات جديدة تؤكد على ازدياد عمر السيارات بالنسبة للعملاء، الأمر الذي قد لا يلقى استحساناً لدى الشركات الصانعة…
يمكن القول بأن العالم قد دخل في الشهر السادس من بدء تفشي فيروس كورونا أو ما يعُرف بشكل أدق بـ COVID-19، فمنذ أكثر من خمسة أشهر والعالم يعيش فعلياً آثار هذا الوباء الذي أثر على شتى سبل الحياة بما في ذلك طبعاً عالم السيارات.
في دراسة جديدة أعدتها منظمة IHS Markit المتخصصة بتوفير البيانات، والتي طالت متوسط عمر السيارات في الولايات المتحدة، خلصت إلى ازدياد واضح في المتوسط بنسبة 24 بالمئة عما كان عليه الحال في العام 2002. إذ من المتوقع ارتفاع عمر السيارات وسطياً من 9.6 سنوات إلى 11.9 سنة وذلك في العام 2020، فيما كان متوسط العمر في العام 2009 يبلغ 10.3 سنة.
طبعاً العامل الأكبر في زيادة متوسط عمر السيارات هو تحسن الجودة بحسب المنظمة التي قامت بالدراسة، إذ أكدت على أن السيارات منتصف التسعينيات كانت تنتهي حياتها بمجرد بلوغ عداد المسافة 100 ألف ميل (حوالي 160 ألف كلم)، أما اليوم فهذا الرقم لا يعني على الأرجح أكثر من تعرضها لبعض الأعطال.
لا شك بأن الحديث هنا عن الولايات المتحدة وقد ينطبق أيضاً على الدول المتقدمة التي ترتفع بها القدرة الشرائية وتعتبر صيانة السيارات مكلفة الثمن، الأمر الذي يدفع العملاء لشراء سيارات جديدة بمجرد تقادم ما لديهم كخطوة ذات جدوى اقتصادية أكثر منطقية، فضلاً عن تأدية العوامل الجوية خاصة في المناطق الباردة أو الشديدة البرودة دوراً كبيراً في الحد من عمر السيارات. أما في الدول الأقل تقدماً والأقل قوةً شرائية فعمر السيارات قد يزداد أو يتضاعف عن الأرقام المذكورة.
ولكن ما علاقة “كورونا” بالموضوع؟
رغم اتباع معظم دول العالم لإجراءات صارمة أقلها في الأشهر الأولى من انتشار الفيروس، إلا أن أرقام الوباء ما زالت في ازدياد، ولا يبدو بأن العالم قادر في الوقت القريب على ضبط تفشي الفيروس والسيطرة عليه، وهذا ما غير نمط حياة معظم الناس على سطح الأرض… فالبعض خسر وظائفه والكثيرون انتقلوا إلى العمل من المنزل، وكثير من الجامعات والمدارس إما أغلقت أبوابها أو اتجهت للتعليم عن بعد، كما أن عددًا لا يحصى من أنشطة الترفيه بمختلف مستوياتها أُلغيت أو قل الإقبال عليها، والسفر بات صعباً سواءً الدولي أو حتى الداخلي، والكثير من المستجدات دفعت الناس لاستخدام سياراتهم ووسائل النقل بصورة أقل وبشكل ملحوظ عما كانت عليه قبل الوباء. ونتيجة لذلك قلت الازدحامات في عدد كبير من مدن العالم، وقل معها الحاجة إلى التنقل اليومي، كما أن بعض شركات التأمين ذات الموثوقية العالية – أو التي تحترم نفسها بتعبير أدق، أعادت قسماً من المال إلى عملائها لانخفاض عدد المطالبات نتيجة انخفاض عدد الحوادث.
سوق السيارات العالمية بدوره شهد تراجعاً لعزوف نسبة لا بأس بها من العملاء عن شراء سيارات جديدة، فالحاجة الأقل للتنقل جعلت البعض يحتفظ بسياراته القديمة أو التفكير بشراء سيارة مستعملة تفي بالغرض عوضاً عن جديدة هو ليس بأمس الحاجة لها حالياً.
بحسب منظمة IHS Markit فإنه من المتوقع أن يشهد متوسط عمر السيارات زيادة إضافية تتراوح ما بين 4 إلى 6 أشهر بسبب فيروس كورونا. وباعتقادنا لو استمر الحال على ما هو عليه حالياً فسيزداد المتوسط أكثر، وهذا ما لن يسر شركات السيارات التي ستجد نفسها مضطرةً إلى خفض إنتاجها مع الزمن تماشياً مع تراجع الطلب، مع العلم بأن عدداً لا بأس به من الناس اتجهوا إلى وسائل نقل بديلة مثل الدراجات الهوائية أو الدراجات الكهربائية، فالمسافات التي باتوا مضطرين إلى قطعها أقل من السابق مع اكتفائهم بالذهاب إلى التسوق مثلاً، فضلاً عن تمتعهم بأوقات فراغ أكبر من أي وقت مضى مع عدم الحاجة إلى الذهاب للعمل والتعويض عن ذلك من المنزل، الأمر الذي ساهم في توفير الكثير من الوقت يومياً لاستغلاله في أمور أخرى.
اقرأ أيضًا: