لم تعد ميتسوبيشي i-MiEV مُغرية كسيارة كهربائية صديقة للبيئة مع توفر العديد من الخيارات الأقوى بمدىً تشغيليٍ أطول، صحيحٌ أنها لا زالت مع شقيقتيها بيجو iOn وسيتروين C-Zero السيارات الكهربائية الأرخص في السوق (تُباع بما يُقارب 24 ألف دولار أمريكي)، وصحيح أنها أولى السيارات الكهربائية المُنتجة تجاريًا المُهيَّأة للسير على الطرقات السريعة، لكنها حتى الآن أمضت في الخدمة عشر سنوات ولم تحظ بتطوير حقيقي يرفع قدرتها على مُنافسة الجُدد.
إن الحاجة لتطوير هذا الطراز تحديدًا والعمل على طُرُز مميّزة أخرى لم تنشأ حديثًا، بل كان الزميل عمار البلوي -العامل حاليًا في قناة الجزيرة- أشار لذلك قبل عدة أعوام، وبالتحديد في 2015، حيث عثرنا على دراسة تصميم له بالصدفة لمركبة تحمل علامة ميتسوبيشي كهربائية وذاتية القيادة، يُقارب حجمها طراز i-MiEV وتحمل اسم غرفة الدردشة المُتنقلة.
درس عمّار التصميم الصناعي في جامعة اليرموك الأردنية، وبعد سبع سنوات سافر إلى برشلونة ليدرس ماجستير التصميم في إليسافا Elisava، ثم إلى بريطانيا ليحصل على الماجستير في إدارة التصميم من جامعة سالفورد Salford. وبخصوص العمل الجميل الذي اشترك بتقديمه مع سام شنايدر، فهو حلٌّ للتنقل المدني المُشترك، تخيَّلَه عمار ليكون مركبةً مرتبطةً بخدمة على الإنترنت، يُمكن طلبها عبر غرفة دردشة خاصة، للتنقُّل بصحبة شخص يُشارك ذات الاهتمامات.
تود الذهاب إلى مركز المدينة، فتطلب السيارة عبر تطبيق على الهاتف وتختار أن تكون مع أشخاص يُشاركوك اهتماماتك، مثلًا من المُهتمين بالاستدامة أو الموسيقى أو غيرها.
بالحديث عن الاستدامة، تصوّر عمار أن تُبنى السيارة من مواد مُعادة التصنيع، وأن تعمل بالطاقة الكهربائية عبر بطاريات أو خلية وقود “محشوة” جميعها في أرضية السيارة لإتاحة حيّزٍ كافٍ لأربعة رُكّاب يجلسون في وضعية شبه مُتقابلة تسمح بتناول أطراف الحديث بشكل عفوي بدون الإحساس بالأَسْرِ الذي قد تجد نفسك به في وضعية مُتقابلة تمامًا.
إلى ذلك، يبدو التصميم ذكيًا إلى حد بعيد، فقد استُغنِيَ عن الأبواب التقليدية لصالح واحد في المُقدمة، يُقلل التكلفة ويزيد الحيّز القابل للاستخدام في الداخل، كما يُمكن استخدام المركبة كلوحة إعلانات مُتنقِّلة خصوصًا مع شكلها المُلفت للأنظار… جميل!
يُشار إلى أن ميتسوبيشي i-MiEV تحتوي بطارية بقدرة 16 كيلوواط ساعي كافية لقطع مسافة 100 كلم حسب دورة القيادة EPA ، أما المُحرك فبقدرة 63 حصان (47 كيلوواط) وعزم 180 نيوتن متر يستطيع الوصول بالسيارة لسرعة قصوى مقدارها 130 كلم/ساعة. وبخصوص الاسم MiEV فهو اختصار لـ Mitsubishi innovative Electric Vehicle.
نظرًا لعمرها وتقنياتها، استطاعت ميتسوبيشي بيع 325 وحدة في أوروبا العام الماضي، مُقابل 2612 مركبة في العام 2011. أما في الولايات المُتحدة فباعت 6 وحدات فقط سنة 2017، مُقابل 1029 وحدة باعتها في العام 2013. متى سنرى الجيل القادم؟