يجب أن نفي إيسوزو حقها، فقد كرّسنا في الفترة الأخيرة عدة مقالات لتغطية أحداث معرض طوكيو للسيارات ليأتي بعدها معرض دبي الدولي الأهم إقليميًا، ونستعد حاليًا لمعرض لوس أنجلوس. بين كل ما سبق، تخطّينا خبر تقديم شاحنة إيسوزو الاختبارية FL-IR ولكن صار من الواجب أن نعود نفيها حقها لعدّة أسباب.
كُشِفَ عن شاحنة إيسوزو الاختبارية FL-IR خلال فعاليات معرض طوكيو 2019، وتشكّلت أهميتها باحتوائها العديد من تقنيات القيادة الذاتية التي تُتيح تسيير قافلة شاحنات بإشراف سائق واحد -بالإنجليزية Platooning- وذلك باستخدام العديد من أجهزة الرادار والمجّسات. أما التصميم، فبإلهامٍ من الأسماك التي تعتمد الأمواج فوق الصوتية لاختيار مسارها، وبالتحديد من سمك القرش.
عليه، حظيت شاحنة إيسوزو الاختبارية FL-IR بواجهة شبه مُنسابة يتقدّمها جزء أسود أملس بلا تفاصيل، كخطم سمك القرش (مُقدّمته)، وأدنى من ذلك فُتحة للتهوية تتراجع للوراء قبل أن تصل إلى سُفلِ المركبة لتتحول إلى ما يُشبه الفاصل الأمامي في السيارات الرياضية، ثم تتناثر بعض التفاصيل المُستلهمة من أسنان سمك القرش كالمصابيح العاملة بتقنية LED والواجهة الفضيّة المُحيطة باسم إيسوزو المُرتفع، والذي تسهُل رُؤيته من مسافة بعيدة.
يرتفع فوق ذلك زجاج داكن مائل للخلف لتحسين الانسيابية، ومن الجانبين هُناك فُتحات تُنظِّم مسار الهواء حول المقصورة، يُمكن تخيّلها كزعانف، أما العجلات فتحتوي أيضًا فتحات لتحسين الانسيابية واستُبدلت المرايا الجانبية التقليدية الكبيرة بكاميرات صغيرة لذات الهدف.
لم تنشر إيسوزو صور المقصورة ولكنها أوجزت أن تنسيقها يتباين في حال تحكم السائق بها مقارنة بوضعية القيادة الذاتية، بدون توضيح حول ماهية التغييرات.. للمقود أو لوحة العدادات أو المقاعد أو جميعها. كما لم تُبح إيسوزو بالمواصفات التقنية أو المدى التشغيلي، لكن يُمكن تصور الشاحنة كهربائية بالكامل.
نعود إلى التقنية، ونوضّح أنها ما زالت تحت التطوير ولا تتفرّد بها إيسوزو، فقد رأينا عدّة نماذج مُقترحة لتسيير قافلة شاحنات بسائق واحد ولكن حتى الآن لا يتوقع أن نراها على الطرقات قبل عقد من الزمان. الفائدة الأهم في هذه القوافل هو إمكانية سيرها لفترة طويلة بلا توقف، فسائق الشاحنة العادية لا يستطيع المضي برحلة طويلة بلا راحة أو نوم، بينما يُمكن لقوافل مع شاحنة رائدة أن تسير ساعات طويلة، يتناوب فيها سائق الشاحنة مهمة الإشراف على القيادة مع سائق مُعاون أو مع أنظمة القيادة الذاتية.