لم يكن التوتر في صناعة السيارات يومًا أسوأ مما هو عليه الآن، فالضغوطات التي تُشكلها قوانين الانبعاثات الصارمة، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة التي ترافق تطوير المركبات الكهربائية والقيادة الذاتية ستعني بلا شك تغير خارطة صناعة السيارات مُستقبلًا بشكل كبير. الحرب لم تعُد باردة!
في توقيت مُفاجئ، أقامت مجموعة جنرال موتورز، دعوى قضائية ضد منافستها الإيطالية الأمريكية فيات كرايسلر بتهمة تقديم رشاوى إلى مسؤولي نقابة عمال السيارات الأمريكية UAW لإفساد مفاوضات العمل الجماعية في قطاع صناعة السيارات الأمريكي منذ سنوات تعود إلى 2009. وقالت جنرال موتورز إن سيرجيو ماركيوني، الرئيس التنفيذي الراحل لمجموعة فيات كرايسلر، سمح بنفسه بتقديم الرشاوى بهدف إضعاف أي شركة منافسة ودفعها إلى الاندماج، مما أدى إلى تكبيد جنرال موتورز خسائر كبيرة.
ما المُفاجئ بالتوقيت؟ تقول فيات كرايسلر أن جنرال موتورز اختارت هذه المرحلة تحديدًا لتعطيل اندماج فيات كرايسلر ومجموعة بي اس ايه PSA الفرنسية وخلق عثرات في طريق المفاوضات حول الاندماج مع نقابة عمال السيارات الأمريكية. إلى ذلك، نفت فيات كرايسلر ما جاء بادعاءات جنرال موتورز جُملة وتفصيلًا.
ستصبح مجموعة فيات كرايسلر وPSA رابع أكبر مُنتج للسيارات في العالم بمجموع مبيعات تُقارب 8.7 مليون مركبة، ذلك خلف مجموعة فولكس واجن التي لا زالت في المُقدمة يليها تحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي وتويوتا.
مزيد من التفاصيل
أشارت وكالة بلومبرج للأنباء أمس الأربعاء، إلى أن جنرال موتورز طالبت في الدعوى، التي أقامتها أمام المحكمة الاتحادية في ولاية ميشجان الأمريكية، بالحصول على تعويض لم يتم الكشف عن قيمته، في حين كانت فيات كرايسلر قد نفت في الماضي علمها بتورط ثلاثة من مسؤوليها السابقين في التآمر مع مسؤولي النقابة لانتهاك قانون العمل.
وتراجع سعر سهم الشركتين خلال تعاملات اليوم، حيث فقد سهم جنرال موتورز 2.4% في حين فقد سهم فيات كرايسلر 3.4% من قيمته.
وذكرت جنرال موتورز إن ماركيوني وثلاثة مسؤولين سابقين في شركته أفسدوا عملية التفاوض الجماعي بين نقابة UAW وشركات صناعة السيارات الأمريكية الثلاث جنرال موتورز وفورد موتور وفيات كرايسلر نفسها لعدة سنوات منذ 2009 إلى 2015. وأدى ذلك إلى ارتفاع غير عادل لتكلفة العمالة في جنرال موتورز، وهو ما وضعها في موقف تنافسي ضعيف.