تُوفي اليوم سيرجيو ماركيوني، المُدير التنفيذي السابق لفيات – كرايسلر، وذلك عن عُمر 66 عامًا.
تُوفي اليوم، الأربعاء – 25 تمّوز (يوليو)، سيرجيو ماركيوني، المُدير التنفيذي السابق لمجموعة “فيات – كرايسلر للسيارات”، عن عُمر 66 عامًا، في أحد مُستشفيات مدينة زويريخ السويسرية، وذلك جرّاء مُضاعفات جراحةٍ في الكتف ومرضٍ خطير.
هذا وأعلنت مجموعة “فيات – كرايسلر للسيارات” قبل أيام، إقالة ماركيوني، وتعيين البريطاني مايك مانلي، خليفةً له في رئاسة المجموعة، وذلك كتدبيرٍ من أجل استمرارية عمل الشركة، في ظل أنباءٍ تحدثت عن تدهور حالته الصحية.
وكان من المُقرر أن يتقاعد ماركيوني في ربيع العام المُقبل، بُعيد تقديم البيانات المالية للمجموعة عن العام 2018.
وقال جون إلكان، رئيس المجموعة: “للأسف، تحقق ما كنا نخشاه. لقد رحل سيرجيو ماركيوني، الرجل والصديق”.
وتابع: “أعتقد بان أفضل طريقة لتكريم ذكراه هي البناء على الإرث الذي ترككه لنا، والاستمرار في تطوير القيم الإنسانية للمسؤولية والانفتاح التي كان بطلًا لها”.
وأضاف: “عائلتي وأنا سنبقى مُمتنين له دائمًا على ما فعله. عزاؤنا لمانويلا وولديه أليساندرو وتايلر، ومرةًَ أخرى، أدعو الجميع لاحترام خصوصية عائلة سيرجيو”.
سيرة موجزة لحياة سيرجو ماركيوني:
وُلد في 1952، في مدينة كييتي بإقليم أبروتسو في إيطاليا، وانتقل هو وعائلته إلى كندا عندما كان عُمره 13 عامًا، حيث حاز على الجنسية الكندية، وبالإضافة إلى لُغته الأم، الإيطالية، يُتقن ماركيوني الإنجليزية والفرنسية، كما يحمل شهادات في المُحاسبة والمُحاماة.
بدأت مسيرته الدراسية بتلقي التعليم الأساسي والثانوي في مدرسة القديس مايكل في أونتاريو، ومن ثم درس الفلسفة في جامعة تورونتو، وحصل على شهادة في التجارة وإدارة الأعمال من جامعة ويندسور في أونتاريو – كندا، وحصل على شهادة في الحُقوق من كلية أوسغود هول للقانون في جامعة يورك في أونتاريو – كندا.
بدأت مسيرته المهنية في العام 1983، كمُحاسب وخبير ضرائب في مكتب “ديلويت وتوش” في كندا، وبعدها شغل مناصب إدارية عُليا في مجموعة من الشركات. إلى أن انتُخب عضوًا في مجلس إدارة فيات في 2003، عُيِّن مُديرها التنفيذي في 2004، بعد وفاة رئيسها جياني آنيلّي. في 2009، استحوذت فيات على 20 بالمئة من كرايسلر، وعُيِّن ماركيوني رئيسًا تنفيذيًا لها، وأشرف على خروجها من مرحلة الإفلاس، واشترى حصص الحكومتَيْن الكندية والأمريكية فيها، رافعًا حصة فيات إلى 53.5 بالمئة، ومن ثم شراء كامل الحصص في الشركة الأمريكية مُحولًا إياها إلى شركة تابعة بالكامل لفيات.
شغل ماركيوني المناصب التالية ضمن مجموعة “فيات كرايسلر”:
المُدير التنفيذي والرئيس لـ: فيات – كرايسلر، وفيراري؛
الرئيس لـ: “سي أن أتش” الصناعية، ومازيراتي، و “أس جي أس” السويسرية للاختبارات والتوثيق.
كما كان رئيسيًا لجمعية مُصنعي السيارات الأوروبيين ACEA، لمرتين، عام 2006 و 2012، وعضوًا في مجلس إدارة مجموعة “يو بي أس UBS” المصرفية، ما بين عامي 2008 و 2010.
يحظى ماركيوني بتقديرٍ كبير، ويُعتبر واحدًا من أنجح مُدراء الشركات في قطاع صناعة السيارات، وأحد النماذج التي يُحتذى بها في هذا القطاع، بالنظر للجهود التي بذلها في سبيل تحويل مجموعة فيات إلى واحدة من أسرع شركات السيارات نُموًا، حيث أعادها إلى سكة الأرباح في 2006، في أقل من عامين، كما أشرف على التحالف مع شركة كرايسلر الأمريكية للسيارات، بدعمٍ من حُكومتَي الولايات المُتحدة وكندا، وأعادها، هي الأخرى، إلى سكة الأرباح. وفي العام 2014، كان عرّاب الاندماج بين الشركتين، لتكوين مجموعة “فيات – كرايسلر للسيارات”، لتُصبح سابع أكبر مُنتج للسيارات والمركبات في العالم.
كما أشرف على إعادة هيكلة المجموعة، حيث فصل أعمال الآلات والمعدات الزراعية والإنشائية والصناعية إلى مجموعة مُستقلة “سي أن أتش” الصناعية، ولاحقًا، فصل شركة فيراري للسيارات الرياضية عن المجموعة، لتعود شركةً مُستقلة. ونجح في تسديد ما يُقارب من 13 بليون دولار من ديون فيات وكرايسلر، اللتين عانتا لفترةٍ طويلة من أزماتٍ مالية، كادت توصلهما لشفير الإفلاس.

عُرف عن ماركيوني انتقاداته الحادة، فقد انتقد نسبة الفائدة العالية للقروض الأمريكية والكندية لكرايسلر، ووصفها بتعبيرٍ مُرتبط بالمُرابين اليهود، مما أثار جدلًا، كما يُعرف عنه أنه صريحٌ للغاية في أحاديثه، مما أثر إعجاب البعض وانتقادات البعض الآخر، ويوصف بأن أسلوب إدارته “أمريكي” وأن ما يهمه هو تحقيق النتائج، كما عُرف عنه القسوة في الجانب الإداري، واتخاذ القرارات الحاسمة والمُؤلمة، لذا لم يكُن يتوانى عن طرد أي إداري لا يُحقق النتائج المرجوة.
لكن يُحسب له إدخال تعديلات إيجابية، على المُتسوى الإداري، منها تصحيح وتسريع عملية التواصل بين الإدارات الدُنيا والعُليا ضمن الشركة، مما ساعده على اتخاذ القرارات وردود الفعل المُناسبة ضمن وقتٍ قصير، والتواصل مع المُوظفين.
وعلى الصعيد الشخصي، لم يكن يُحب اللباس الرسمي، حيث كان يُفضل ارتداء سُترة سوداء اللون من الكشمير، بدون ربطة عُنق، ويقول الصحافيون بأنه لم يرتدِ ربطة عُنق مُنذ 2007 تقريبًا. كما كان مُدخنًّا شرهًا، ومُدمنًا على شرب القهوة الإيطالية الثقيلة “إسبريسو”، إلى أن أقلع عن استهلاكهما العام الماضي.

تعليق واحد