لا يمكننا تحديد الحدث الأهم في عالم السيارات لشهر سبتمبر 2017، فمن جهة، جرت فعاليات معرض فرانكفورت للسيارات فضمت العديد من السيارات الاختبارية والتقنيات الحديثة والطرازات الجديدة، ومن جهة أخرى فاجأنا عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز نهاية الشهر بقرار يسمح للنساء في المملكة قيادة السيارات. وبالنسبة لنا فالخبر الأخير مهم جداً لما يحمل من تغييرات سياسية، ولما سيترتب عليه من تغييرات اجتماعية واقتصادية، وبالتأكيد الانتعاش المتوقع لسوق السيارات في السعودية.
عربياً، فإن إيقاف حظر قيادة المرأة للسيارات في السعودية هو الخبر الأهم بالتأكيد، ومن المتوقع أن تصلنا في الأشهر القادمة المزيد من الأخبار عن القانون الجديد والذي سيتم تفعيله منتصف العام القادم، أما عالمياً، فمعرض فرانكفورت يحمل الكثير لما يمكن الحديث عنه، فما الذي رأيناه؟
عملنا على تغطية أهم السيارات في معرض فرانكفورت 2017، وذلك عبر 47 مقال وخبر عن السيارات التي رأيناها فيه، ولعل العنوان العريض جاء مرتبطاً بالسيارات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة، فجميع الشركات تسعى لحجز حصتها من السوق مستقبلاً، والمستقبل كما صار بديهياً للجميع هو المركبات الكهربائية. كذلك فرأينا المزيد من الشركات تتحدث عن النقل المشترك Ride sharing باعتباره صيغة النقل المتوقعة، ولكننا نميل إلى الاعتقاد بأن نزعة الإنسان التي تعتمد على تملُّك الأشياء قد تعني أن السيارات التي يمكنها قيادة نفسها ستظل مستخدمة ضمن العائلة الواحدة، ونستبعد أن يقوم الجميع بتشغيل سياراتهم بالأجرة “تاكسي” كما تقترح كبرى شركات السيارات.
واحد من الأمثلة على ما سبق يأتي مع جاكوار Future-Type والتي تجمع بين رغبة العامة بامتلاك سيارة خاصة مع المفهوم الدارج لمستقبل التنقّل. وبتوضيح مبسّط، فإن جاكوار -كما هو الحال مع عديد من الشركات الأخرى- تقترح أن تُستخدم سيارات المستقبل ذاتية القيادة بين عدد من الأشخاص فيما يعرف بالنقل المشترك، ولكن مع احتفاظ المالك الأساسي بأهم قطعة فيها، وهي المقود.
أهم السيارات الجديدة
قدمت الشهر الماضي الجيل الجديد من سيارتها الكهربائية ليف Leaf كطراز مُعد للعام 2018، ولعل أهم ما في نيسان ليف الجديدة هو المسافة التي تستطيع قطعها قبل ضرورة إعادة الشحن، وهي تبلغ حسب البيان الصحفي الرسمي 378 كلم، وهذا يكفي لقطع المسافة من دبي إلى مسقط، أو من القاهرة للاسكندرية والعودة مثلاً، أو عبور حدود الأردن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أو من العاصمة تونس إلى قسطنطينية الجزائر. وهذا يعني أن تنقّلك بين المنزل والعمل ومدرسة الأطفال لن يقطعه حاجتك للشحن بالكهرباء.
بالرغم من أن تويوتا لاند كروزر برادو الجديدة للعام 2018، هي نسخة محسّنة من طراز قديم، كان أن جرى تحسنه قبل سنوات أيضاً، إلا أنها ما زالت مهمة. فقد جاءت بتحسنيات عززت قدرتها خارج الطرقات وأضفت رونقاً على شكلها. وكانت برادو رأت النور لأول مرة في العام 1984 وقدّمت منذ ذلك الحين أربعة أجيال كان آخرها J50 في العام 2009.
كشفت هيونداي عن الصور الرسمية الأولى لـ جينيسيس G70 الجديدة بالكامل للعام 2018، والتي يتم تقدمها كمنافسة جديدة لبي ام دبليو الفئة الثالثة. وجرى الحدث ضمن فعاليات معرض سول للسيارات 2017، ولم يتم الكشف عن المعلومات الكاملة تشويقاً لوصول السيارة في الربع الأول من العام القادم.
أما فولفو فقد قدمت سيارتها الجديدة XC40، وهي مدمجة صغيرة ظلّت تَشوّقنا لرؤيتها منذ أكتوبر الماضي وبالتحديد عندما قدمت الشركة السويدية كل من الاختبارية 40.1 وشقيقتها 40.2. التفاصيل الأولية تبدو لطيفة، والسعر غير مرتفع أيضاً، فهو يبدأ من 35 ألف دولار أمريكي تقريباً (قبل الرسوم والضرائب)، ومقابل هذا ستحصل على سيارة آمنة، وأنيقة، وفخمة إلى حد ما، ومتميزة في تصميمها عن الخطوط الدارجة.
وإذا كنت تبحث عن سيارة بسعر معقول، فقد قدمت داشيا نسخة محسّنة من دَستر Duster، بشكل ظريف. والمحركات المتوفرة محسّنة، وهي عاملة بالبنزين سعة 1.2 لتر أو بالديزل سعة 1.5 لتر، أما القاعدة فلم يتم تغييرها، بل تم تعديل التصميم الخارجي قليلاً ليصبح أكثر رونقاً وتجديد المقصورة.
أهم السيارات الاختبارية
من ضمن المُفاجئات الجميلة في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات هو تقديم علامة “بورجوارد” الألمانية لطراز إيزابيلا الاختباري، الذي يندرج تحت مُحاولات الشركة العودة لجُذورها الألمانية. السيارة الاختبارية جاءت كهربائية طبعاً، بأربعة أبواب وسقف كما الكوبيه، والمميز بها هو التصميم الذي اعتمد اجنحة طولية وخطوطاً أنيقة بدأت برسم ملامح طرازات الشركة للمستقبل.
رينو ترى المستقبل بشكل مختلف قليلاً، وقدمت سيمبيوز، وهي سيارة اختبارية مُستقبلية التصميم تعمل بالكهرباء ورُباعية الأبواب، تستخدم تقنيات القيادة الذاتية من المُستوى الرابع وتصفها رينو بـ “منزل وسيارة مُتكاملين” من المفترض أن تتلائم مع أسلوب الحياة في العام 2030.
سيارة أخرى لها أهمية خاصة، هي بي ام دبليو إي-فيجن دايناميك، والتي تهدف بي أم دبليو معها لمُنافسة تيسلا موديل أس وذلك في قطاع السيارات الفاخرة المُستقبلية العاملة بالطاقة الكهربائية الصرفة. السيارة كوبيه رُباعية الأبواب، ويُمكن اعتبار هذا الطراز الاختباري رديف “السلسلة الخامسة” ضمن تشكيلة الصانع البافاري الكهربائية للمستقبل.
السيارة الثانية من البافارية بي ام دبليو حملت الاسم X7 iPerformance Concept، ومن المفترض أنها تقدم ما ستكون عليه X7 القادمة، وبالرغم من إبهاجنا بستة مقاعد وأطنان من الفخامة، إلا أن التصميم العام برأينا جاء بتفاصيل تتباهى أكثر مما يجب أن تكون عليه السيارات الفخمة.
وفي الوقت الذي تحتوي فيه معظم النماذج الاختبارية للسيارات ذاتية القيادة على مقود يمّكن السائق من وقت لآخر من التمتع بالقيادة، أتت الاختبارية أودي Aicon والتي تم تقديمها في معرض فرانكفورت 2017 بلا مقود ولا دواسات ولا حتى أزرار تقليدية. ولا نعتقد أن أودي تقصد الاشارة إلى أن سياراتها المستقبلية ستخلو من المقود، ولكن تود مع الاختبارية Aicon تسليط الضوء على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تطوّرها لخدمة السيارات ذاتية القيادة.
من جهتها، قدمت مرسيدس بنز سيارتها الاختبارية EQA والتي ستكون عند تقديمها بصورتها النهائية السيارة الكهربائية الأصغر والأرخص من الصانع الألماني لمنافسة بي ام دبليو i3.
وبعد طول انتظار وترقُّب، كشفت مرسيدس-AMG رسيماً عن سيارتها الاختبارية الخارقة الجديدة بروجكت وَن Project ONE، مصنّفة إياها ضمن فئة الـ Hyper Cars والتي تقع فوق فئة السيارات الـ Super Cars، وفي ذلك سبب بالتأكيد، ذلك أن السيارة الجديدة تحتوي أحدث ما توصلت إلى تقنيات سيارات الفورمولا 1 الهجينة، بخمس محركات تصل قدرتها مجتمعة إلى 1000 حصان وسرعة تزيد عن 350 كلم/ساعة، ولكن في قالب يمكن قيادته على الطرقات العامة.
المستقبل بنفس كلاسيكي
ماذا لو أحببت شكل السيارات الكلاسيكية وكنت واعياً بما يكفي للاعتناء بالبيئة أيضاً؟ أو ماذا لو امتدت قوانين منع السيارات العاملة بالوقود الأحفوري لتشمل منع استعمال السيارات الكلاسيكية أيضاً؟ الإجابة تأتي من جاكوار مع الاختبارية الكهربائية E-Type Zero، والتي تحاول معها إيجاد التوليفة المناسبة بين الروح الكلاسيكية والتقنية الحديثة. فتجد مثلاً شاشة إلكترونية بدلاً من العدادات التقليدية، وشاشة أخرى للنظام المعلوماتي الترفيهي، ومفتاحاً دواراً بدلاً من مقبض علبة التروس.
على صعيد التقنية
طاولة بوسادة هوائية من فورد، ما ضرورتها؟ إنها مخصصة للسيارات أو المركبات ذاتية القيادة وهي قابلة للاختفاء في أرضية السيارة ومجهزة بوسادة هوائية لحماية الرُّكاب في حال حصول الأسوء.
أما فيما يخص التقنية المحمولة المرتبطة بعالم السيارات، فقد أُكتُشِف مؤخراً إصدار جديد معدل لبرمجية حصان طروادة الخبيثة “Faketoken” ذائعة الشهرة المستهدفة لقنوات الخدمات المصرفية على الأجهزة المتنقلة والتي تم تطويرها اليوم على نحو يمكنها من سرقة بيانات اعتماد تسجيل الدخول إلى تطبيقات سيارات الأجرة.
أرقام قياسية
أظهر مقطع مُصور سيارة بيوغاتي شيرون المزودة بمحرك “دبليو 16” وهي تصل لسرعة 400 كيلومترٍ في الساعة بسهولة في غضون 32.6 ثانية، واجتازت مسافة 3112 مترًا، وذلك خلال محاولةٍ لاستعراض قدرات شيرون الذي يعتبر خليفة طراز فايرون الخارق. وبهذا حصلت شيرون على زمن قياسي عالمي جديد لسيارة إنتاج تجاري صالحة للسير على الطرقات العامة، وتمكنت شيرون من الانطلاق والوصول إلى سُرعة 400 كيلومتر في الساعة ومن ثم التوقف مُجددًا، خلال 41.96 ثانية. مما يُؤكد على الموقع المُميز والخاص لهذه السيارة الرياضية الخارقة.
من جهة أخرى حققت بورشه وقتاً قياسياً جديداً للسيارات الرياضية المسموح بقيادتها على الطرقات على حلبة “نوربورغرينغ نوردشلايفه” الشهيرة البالغ طولها 20.6 كلم، بعدما اجتازتها سيارة 911 جي تي2 آر إس 911 GT2 RS في العشرين من شهر سبتمبر الحالي بوقت قياسي تخطى توقعات بورشه، إذ بلغ 6 دقائق و47.3 ثوانٍ فقط.
عربياً
حصل طالب الهندسة الأردني يزن الهنداوي والذي يدرس ويقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة على فرصة العمر للعمل في عالم السيارات والفورمولا واحد، حيث أعلنت إنفينيتي عن فوز يزن الهنداوي بمسابقة أكاديمية إنفينيتي الهندسية في الشرق الأوسط 2017.
وصلت رولز رويس فانتوم الجديدة إلى أسواق الإمارات، وهي الآن متوفرة عند “أبو ظبي موتورز” الوكيل الحصري لشركة السيارات البريطانية العريقة في أبو ظبي والعين. وإن أردت التعرف على تفاصيل السيارة كاملة فيمكن الإطلاع على الرابط هنا.
وقد أعلنت كل من شركة سايك موتور SAIC Motor ومجموعة تأجير عن عودة علامة إم جي MG البريطانية الشهيرة إلى أسواق المملكة العربية السعودية وبالتحديد بدءً من شهر نوفمبر القادم.
